الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 05:02

دمشق الأسطورة ورهانكم الخاسر يا عرب/ بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 07/05/13 10:13,  حُتلن: 13:00

مرعي حيادري في مقاله:

ألم تفكروا ولو لمرة واحدة أن الخطر الذي يحدق في العراق ويهاجم سوريا ستلتهم نيرانه اجنحتكم وكراسيكم العرشية المذهبة؟

الصورة اختلفت في دمشق العروبة وحلب الشهباء وحمص الحضارة وكل المدن السورية التي أبت الركوع لمؤامرات التقسيم الغربي الامريكي والعربي

صدقوني إن تضايقت سوريا ستكون حربا قاسية ستطال كل منطقة الشرق الاوسط عامة وحينها لا تنطفئ النيران وستكون ألسنتها قاسية ومريرة على شعوب المنطقة فلا تستهينوا في الامر

الإنتماء والإيمان في العقيدة الوطنية والتاريخية هما كفيلان في الحفاظ على وحدة سوريا وأهلها وشعبها وقياداتها فلو كان الامر بغير ذلك لسقطت سوريا ونظامها منذ عامين مضت

منذ عامين أنا والغير من الاصدقاء أصحاب الفكر الواعي والتحليل السياسي والأفق البعيد كتبنا ودونا عن صمود دمشق وجيشها ورئيسها، لما يحاك لها من مؤامرات غريبة وغربية أمريكية، مركبة على (دوبلاج) تركي وبترجمة انجليزية بريطانية وأمريكية اللهجة في الاشارة والتوصيات من خلال العرب الاجانب الذين لم يتركوا لا حدب ولا صوب، ألا وترجموه الى خطط التآمر والتنفيذ متمثلا في السياسة والدعم المالي والمعنوي والتسليح كما جاء على لسان الصحافة الاجنبية والعربية التي رقبت الحدث والحديث والجنود المرتزقة الأجانب، الذين دخلوا من كل حدود الدول شرقا وغربا وعربا ؟! ولكن بقيت اراؤنا هي الصائبة في رقابة الحدث وما يدور من مقاومة شجاعة على يد الجيش السوري الذي قمع وسحق كل هؤلاء، الذين جاءوا ليخربوا تاريخ سوريا وليهدموا حضارتها، كما هو حال العراق الشقيق المشرذم في دويلاته الثلاث تقسيما جغرافيا على أرض الواقع، ومع كل الحرقة واللوعة والأسى.. ولكن الصورة اختلفت في دمشق العروبة وحلب الشهباء وحمص الحضارة وكل المدن السورية التي أبت الركوع لمؤامرات التقسيم الغربي الامريكي والعربي.

مرتزقة
ليس بغريب أن يصرح الاخضر الابراهيمي في الاونة الاخيرة بأن سوريا في داخلها (مرتزقة من اربعين ألف جندي) ؟! بعدما كان موقفه السابق لتصريحاته غامضا في كنف الجامعة العربية الغربية التي يترأسها نبيل الغربي وسرعان ما تباينت المواقف بين نبيل العربي الذي اراد تفتيت سوريا برفقة أصحابه (الحمدين)، فكان تصريح الاخضر الابراهيمي صفعة له ولتلك الجامعة المهزومة والمأزومة والتي ابعدت عضوية سوريا واستبدلتها بالمتآمرين وما يسمون بالمعارضة؟! موقف غريب من هذه التصرفات العربية تستدل منه روائح لا تطاق، بل هي سخريات ليس لها تفسير او تحليل غير التآمر والخيانة على الشقيقة سوريا أثناء محنتها، فهل هذا هو موقف تلك الجامعة المسماة (عربية)؟! وهل هكذا تدار الامور يا نبيل العربي... كم يمكن للإنسان أن يبتعد ضميره وفكره وعقله عن الانتماء العربي يا عربي ؟؟! حبذا تستفيق أنت ومن يشاركك الرأي لتجعلوا من مواقفكم المغلوطة والعمل على تصحيحها في أقرب وقت ممكن، من أجل عودة اللحمة العربية الى سابق عهدها، مع أنها لم تكن ؟! ولكن على الأقل ربما يسامحكم الشعب العربي أن فكرتم في التراجع وتصحيح المواقف، فلا تترددوا وصححوا خطأكم قريبا وعاجلا.

المقامرات والرهانات الخاسرة
النفاق السياسي هو جلي وواضح في عالمنا كله، ولكن التفاوت بين أمة وأمة واضح وشتان ما بين الضعيف والقوى فأنتم يا عرب مواقفكم هشة، فيا من تتبوءون القيادات والأمراء والرؤساء والملوك، التاريخ لن يرحم اي قائد مرعلى تلك العصور في التاريخ، حين سلك الطريق ألخطأ فكيف لكم التهاون والتخاذل والتآمر على بلد شقيق منكم وأليكم، كان عنوان وطن وقومية ومقاومة على مر العصور والتاريخ الذي سطر ملاحم صلاح الدين الايوبي من تلك الاراضي الباسلة وصولا الى ابعد نقاط الجغرافيا حين كانت بلاد ألشام، ألم يعد عندكم الوقت الكافي لاستعادة قراءة التاريخ والجغرافية؟؟ بماذا بدلتموه ايها القيادات والزعامات؟! بالمقامرات والرهانات الخاسرة ؟! ألم تفكروا ولو لمرة واحدة أن الخطر الذي يحدق في العراق ويهاجم سوريا، ستلتهم نيرانه اجنحتكم وكراسيكم العرشية المذهبة؟ صدقوني إن تضايقت سوريا ستكون حربا قاسية ستطال كل منطقة الشرق الاوسط عامة وحينها لا تنطفئ النيران وستكون ألسنتها قاسية ومريرة على شعوب المنطقة فلا تستهينوا في الامر وقرروا أن طريقكم سيكون طريق المساواة والعدل لكافة الامم وشعوب المنطقة، حتى تبقى الدول عامة بسلام وآمن دون خوض معارك وحروب لا تبقي ولا تذر، على حد تعبير المحللين السياسيين والعسكريين وأنا أؤيد وأؤمن بما ورد فتجنبوه ايها الاخوان .. حذار ثم حذار الفتنة والتآمر فخيرنا بسلامة اهلنا وشعوبنا والعالم بأكمله مع السيادة في الحق والحرية لكل الدول وشعوبها.

المعنويات والانتماء للوطن
ومن هنا انبه وأحذر كل من يعتقد بأن المال سيتغلب على المعنويات والانتماء للوطن فهو مخدوع ومعتوه، الإنتماء والإيمان في العقيدة الوطنية والتاريخية هما كفيلان في الحفاظ على وحدة سوريا وأهلها وشعبها وقياداتها، فلو كان الامر بغير ذلك لسقطت سوريا ونظامها منذ عامين مضت، وعليه اطلب منكم أن تغفروا لأنفسكم حتى يغفر الله لكم والشعوب العربية قاطبة، فمواقفكم العربية في الجامعة العربية هي التي ستغير التاريخ إن حاسبتم ضمائركم ونهجتم طريق الصواب، وأنا على ثقة أن الامل ما زال موجودا إن قررتم تصفية النوايا وتنقية الضمائر قبل فوات الأوان فنحن بشر، جل من لا يخطأ ولكن الأهم أن لا نصحح الخطأ في الخطأ.. وخير الخاطئين التوابين، على أمل أن نرى بصيصا من الأمل، سننتظر بوادر الألم التي رافقتنا ومشاهدها المرعبة والدامية، علكم تبدلونها في الأمل المتوخى والمتبقي لنا ولكم جميعا، حتى تبقى سوريا عظيمة بتاريخها ووحدتها وتمدوا يد العون لها لتسهيل الاستقرار والأمن والآمان، ولنجعل لكل طفل مخدع، ولكل أم الفرح بدل البكاء والعويل، ولكل رجل الشآمة في العيش بكرامة، اللهم أني قد بلغت والله على ما أقول شهيد. وإن كنت على خطأ فيصححوني.
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما..... رقصت على جثث الأسود كلاب.
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها ... تبقى الأسود أسودا والكلاب كلابا.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة