الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 03:01

نحتاج بيتا للعزاء/بقلم : عبور درويش

كل العرب
نُشر: 06/05/13 07:46,  حُتلن: 07:47

إلى سلطتنا المحلية وخاصة القائمين على المشاريع الاجتماعية والمشرفين على تنظيم الميزانية:

نحتاج بيتا للعزاء أو على الأقل بناية من أعمدة وسقف خالية من أي ديكورات منزلية ، لا أرضية رخامية ولا مكيفات هوائية... نحتاج مكانا عاما يتجمع فيه أهل الفقيد لتوديع موتاهم وتقبل العزاء من الأقارب والأغراب ،الأحبة والأعزاء، كفانا تجمعا في الأزقة والحارات تحت أقمشة مثقوبة وشوادر بالية لا تقينا لا من الأمطار ولا من حر النهار.

تخبئة الرأس تحت التراب
قريتي الوديعة أحوالها مزرية وضيعة لا يخدعكم أنها باتت معروفة ومشهورة تتصدر النشرات الإخبارية بالصوت والصورة ويشار إليها بالبنان في كل ما يتعلق بموضوع الأمن والأمان ، إنها كباقي قرانا المتواضعة اسمها مذكور في الخرائط الجغرافية لكنها فاقدة لكل ألوان الرفاهية ...حاراتها ضيقة ...شوارعها ذاخرة بالحفر والمطبات المهترية...شبابها يلعبون بالنار صبحا وعشية، والعائلات كانت في سالف وقت أكثر إلفة وموفقية .... قريتي الوديعة أهلها الطياب يلوكون العجز وقلة الحيلة ولكنهم حين يحرق بيت أو يقتل أحد الشباب يتفننون بتقنيات تخبئة الرأس تحت التراب ...

جنازة محترمة مرتبة
وكما تعلمون أيها الكرام، كلنا ضيوف في دار الحياة سنغادرها عاجلا أم آجلا سواء أعجبتنا الضيافة أو كانت أقل من مستوى توقعاتنا ....كلنا على الدرب نحو المحطة الأخيرة ، وليس بإمكاننا توقيف عجلة الموت أو جعله في مواسم ربيعية ... عزرائيل يعمل طيلة ايام السنة دون تذمر لا يتمتع لا بعطلة صيفية ولا حتى شتوية، لا يكل من قطف الأعمار لا بعد الغروب ولا في منتصف النهار. يا من يهمه أمر بلدتنا الكريمة ، إننا نفتقد وبشدة مكانا يليق بمراسيم الانتقال للعوالم البعيدة كل ما نطلبه هو تكريم موتانا في ساعاتهم الأخيرة على وجه هذه البسيطة، بجنازة محترمة مرتبة يتجمع حولهم كل محب ومودع بجلسة هادئة منظمة بطريقة تربوية لبقة تليق بالسفر الى ما بعد الحياة الدنيوية. في قريتي الوديعة لا تدق اجراس الكنيسة حين يفارق الحياة مواطن من الطائفة الإسلامية.... ولكن حين تنعم علينا مزاريب السماء بأمطار غزيرة ، لا نجد مكانا لمراسيم الجنازة غير كنيستنا المباركة التي تحتضننا بمحبة واحترام لنكرم موتانا في طقوس جنازة محترمة تقينا من زخات المطر ولسعات البرد وتحمي التابوت ومن بداخله من أواخر بهدلات الحياة .

نأسف على حالنا
ولكنني أتساءل إن دقت أجراس الميلاد المجيد وأقبل المحتفلون للصلاة تغمر قلوبهم فرحة العيد وبذات الحين شاءت الأقدار أن يقبل صاحبنا عزرائيل ليأخذ شخصا من آل محمد هل نضع الفقيد في الشارع تحت الأمطار أم نقيم القداس في زقاق يقع بالجوار ؟؟؟؟ إننا نأسف على حالنا ونتابع الحياة معلقين آمالنا على سلطة قادمة تلوح بمخططات لمشاريع اجتماعية على الأرجح سيتم تنفيذها بعد انتهاء صلاحيتها الزمنية.

اللهم يسر أحوال قرانا العربية...

اللهم اعط عزرائيل عطلا صيفية ..

وأوقفه عن العمل في الأيام الماطرة الشتوية...

اللهم اجعل موتنا في ظروف مناخية تسودها نسمات ربيعية أو حتى خريفية،

اللهم اجعلنا من الصابرين الغير متذمرين مما ينقص بلداتنا من نواد وحدائق وأماكن ترفيهيه.

يسر يا إلهي وعجل تنفيذ مشاريع السلطه المحلية

قبل نفاذ صلاحيتها الزمنيه...

وقبل أن يزداد عدد المتوفين نتيجة جلطة قلبية ...!!!!!!

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة