سماحة القاضي سمارة:

الشعوب كلها مدعوّة في كتاب ربنا العظيم إلى التعارف بدل التخالف والتناحر فيما بينها

حوار اتباع الديانات السماوية هو واجب شرعي دعا اليه الاسلام ولكن على اساس من التكافؤ والنّديّة والمساواة

فضيلة الشيخ كامل أحمد ريان:

على المؤتمر النداء والمطالبة برفع يد الاحتلال وعلى رأس ذلك المسجد الاقصى وصيانة كرامة المسلمين والمسيحيين في القدس الشريف

شارك سماحة قاضي محكمة الاستئناف العليا في القدس الشريف ومدير المحاكم الشرعية في البلاد الشيخ عبدالحكيم صبحي سمارة وأخاه فضيلة الشيخ كامل احمد ريان رئيس جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات ورئيس مركز أمان لمكافحة العنف في مؤتمر حوار الأديان العالمي العاشر في الدوحة عاصمة الدولة القطرية، بمشاركة اكثر من سبعين دولة من كل اقطار المعمورة بما فيهم وزراء وسفراء وعلماء دين من كل بقاع الارض. جدير بالذكر أن فضيلتهما شاركا بموضوع حل النزاعات بين اتباع الديانات والطوائف المختلفةً في العالم.

الأخوة والإنسانية
وقال سماحة القاضي سمارة: "إن حوار اتباع الديانات السماوية هو واجب شرعي دعا اليه الاسلام ولكن على اساس من التكافؤ والنّديّة والمساواة حيث قال الله تعالى ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم ...) وتعالوا من العلو أي تساموا وارتقوا فالوصول إلى كلمة سواء يحتاج إلى سمو وتسامي في الجزئيات والترفع عن كل ما يعكر الصفاء والأخوة الإنسانية فالحوار لا يتحقق في ظل الأنانية والنفوس المريضة بالأحقاد بل وأن الشعوب كلها مدعوّة في كتاب ربنا العظيم إلى التعارف بدل التخالف والتناحر فيما بينها قال تعالى ( يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ) لذلك كتوطئة لكل حوار لا بد من توفر التكافؤ والندية بعيدا ان الاستقواء والظلم فكل حوار تحت ظل التدني وعدم التكافؤ لا يأت بخير.

الحوار الداخلي
كما ونوّه بضرورة قيام الحوار الداخلي بين اتباع الديانة الواحدة خاصة وانهم صاروا يتناحرون فيما بينهم فضلا عن الاقتتال مع من خالفهم في الدين والاعتقاد .... ان الله تعالى خلق الحيوانات كلها ولم يتعرض لتسلسل خلقها في القران العظيم لأنها غير مكلفة اصلا إلا انه فصل ذلك بخصوص بني آدم وأكدت لنا شريعتها الغراء بقول نبيها الذي ارسل رحمة ليس للمسلمين فحسب بل رحمة للعالمين فقال ( لا فضل لعربي على أعجمي ولا لابيض على اسود إلا بالتقوى كلكم لآدم وآدم من تراب ان أكرمكم عند الله اتقاكم ، فوحّد اصل البشرية حتى لا يتعالى بعضهم على بعض بعرق أو بجنس أو بأصل هذه هي عقيدتنا وهذه شريعتنا التي نعتز بها.

 قضية الأقصى
أما فضيلة الشيخ كامل أحمد ريان فقد أكد من جهته انه لا معنى لحوار لا تكون قضية الأقصى مطروحة على جدوله لان حوار المستقوي مع المستضعف فعلا لا تكافؤ ولا مساواة فيه كما واقترح حلا لمسألة الاقصى وما حوله مذكرا أن عقيدة الأغلبية الساحقة من اليهود تقضي بحرمة دخولهم إلى المسجد الأقصى حتى تطهر البلاد ومن بعد طهارتها ينزل المشيح المنتظر والهيكل الثالث وطالما ان هذا اعتقادهم هم فإننا نقترح ان نتفق معهم ليبقى المسجد الأقصى وما حوله بأيدي المسلمين فاذا نزل المشيح المنتظر سلمناه لهم ، فتعالوا نتبنى هذا الاتفاق خاصة وان الربانيم المتشددين لديهم استعداد لذلكً . وأضاف أن الحوار هو ليس بين الأديان وإنما بين اتباع الأديان ، كما وطالب المؤتمر بجعل الحفاظ على حرمة المسجد الأقصى بأيدي المسلمين أساسا لكل حوار منتج وإلا فان كل حوار سيبقى عقيما ما لم يهدف إلى رفع الظلم عن المقدسات ولذا فإن على المؤتمر النداء والمطالبة برفع يد الاحتلال عنها وعلى رأسها المسجد الاقصى وصيانة كرامة المسلمين والمسيحيين في القدس الشريف.

اللقاء مع سفير فلسطين في قطر
وعلى هامش المؤتمر فقد التقيا الشيخان بسفير فلسطين في قطر الدكتور منير غنام والذي أحسن استقبالهما ووفادتهما وابدى استعداده لبذل ما في وسعه لتلبية تطلعاتهما من المؤتمر .. وفد ترك انطباعا عظيما في نفس الشيخين على الجهود الكبيرة التي يبذلها في سبيل خدمة وطنه وأداء رسالته بإخلاص وتفانٍ وتواضع منقطع النظير.

اللقاء مع وزير الاوقاف القطري
وعلى صعيد آخر فقد اجتمع الشيخان بمعالي وزير الأوقاف والشؤون الدينية في قطر وشمل اللقاء تبادل الحديث حول بعض القضايا الفقهية والشؤون الإسلامية فاستعرض سماحة القاضي سمارة امكانيات التعاون المتبادل في المجالات الدينية والاسلامية وكذلك تحدث الشيخ كامل ريان عن جهود جمعية الاقصى في الحفاظ على الاوقاف والمقابر والمساجد في القرى المهجرة وما قامت به الجمعية من توثيق ومسح هندسي للمئات من الأماكن المقدسة في الداخل الفلسطيني وقد استعرض معالي الوزير القطري الأمور التي تعنى بها وزارته من اختصاصات .

اللقاء مع رئيس مجلس القضاء الاعلى
ومن ثم اجتمعا بمعالي رئيس مجلس القضاء الأعلى القطري الدكتور مسعود محمد العامري فعرض سماحة القاضي عبد الحكيم سمارة التجربة القضائية لجهاز المحاكم الشرعية في البلاد بصفته مديرا لها، شارحا لمراسيم القضاء عارضاً سبل التعاون المشترك للاستفادة من التجربة القضائية القطرية. كما وشرح سماحة القاضي عمل المحاكم الشرعية في البلاد ودورها في الحفاظ على الهوية الاسلامية والنسيج الاجتماعي للمسلمين ، من جهته أثنى فضيلة الشيخ كامل ريان على دور محاكم الشرع الحنيف في البلاد متعرضا للتحول الإيجابي والقفزة النوعية والثقة الجماهيرية التي تحظى بها هذه المؤسسة . من جهته أبدى معالي رئيس مجلس القضاء القطري استعداده لكل تعاون وأكرم وفادتهما وتحدث عن التجربة القضائية القطرية وما طرأ عليها من تجديد مع الحفاظ على ثوابتها المستمدة من الكتاب والسنة المشرفة.

تبادل الخبرات
وفي نهاية الاجتماع دعا معاليه أعضاء الوفد ومن يختاره من سلك القضاء الشرعي في البلاد للتواصل وتبادل الخبرات وصياغة آلية لذلك. وعلى هامش هذا المؤتمر التقى الشيخان مع العديد من الشخصيات الإسلامية أمثال الدكتور القرا داغي الأمين العام لعلماء المسلمين في العالم. وفي الختام التقيا الشيخان مع رئيس مؤتمر الحوار المذكور والذي رحب بمزيد من التعاون والعمل المشترك حيث أبدى استعدادا لتنظيم ندوة عالمية يشارك فيها ممثلو الأديان في سبيل الحفاظ على المسجد الأقصى وعدم المس بقدسيته وحرمته من اتباع الديانات الأخرى وعلى وجه الخصوص اتباع الديانة اليهودية .