الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 11:02

هل سيتغلب الأمل على الألم في عالمنا العربي/ بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 25/04/13 08:04,  حُتلن: 08:05

مرعي حيادري في مقاله:

الشر يترقبنا ويتربص لنا في أماكن الانسانية التي ألفنا معاشرتها خيرا وأملا راقيا في تحقيق الامنيات الرائعة

الانسان البشري هو قمة المخلوقات بتصرفاته وسلوكه الحياتي الاجتماعي وقيمة الانسان هي الاعلى والأفضل والأجمل

الرؤساء والأمراء والملوكسيطروا  بسيف حاد وكرباج يضرب وقوانين تكبل وإعلام نهجه خاطئ ومضلل حيث أصبحت الامور لا تطاق والتخلف واكبنا والجهل زاد الطين بلة

لطالما تمنينا سريان الامل وأمال الشعوب تتحقق في امنياتها واقعا ملموسا ومحسوسا، ولكن هيهات المطالب تأتي على قدر التمني فمنذ بدء مشوارنا الآدمي والإنساني البشري وحين خلق الله تعالى الانسان من الماء والتراب وجعله الارقى بين مخلوقاته المتعددة والمتنوعة، رعاه واحتضنه لرقيه الانساني المتميز، ورغب في ابقائه في الفردوس الالهي الرباني ولكن حدث ما حدث من أكل التفاحة التي حذرهما من قطف ثمارها، وحينها قال لهما اهبطا الى الارض، وكان آدم وحواء المخلوقان الاولين الذين تواجدوا على كوكب الارض ومن بعدهما تعرفنا عليه وعلى يابسته ومحيطاته وبحاره والثمار والأشجار من الطبيعة التي ترافقهما الى ما شاء الله.

الانسان قمة المخلوقات
تلك المقدمة ماهي إلا ان أوصل للقارئ العزيز، بأن الانسان البشري هو قمة المخلوقات بتصرفاته وسلوكه الحياتي الاجتماعي، وقيمة الانسان هي الاعلى والأفضل والأجمل دوما في تخطى العقبات متمنيا الأمل للناس ورافضا الألم الذي يؤذي القيم البشرية والآدمية، التي خلقت معنى راق يتغلب فيه الخير على الشر، ولكن مع مزيد الاسف تمنينا ورغبنا وأردنا، ووجدنا العكس من ذلك، هو الشر يترقبنا ويتربص لنا في أماكن الانسانية التي ألفنا معاشرتها خيرا وأملا راقيا في تحقيق الامنيات الرائعة، انسانيا وفكريا واجتماعيا وإن شئتم سياسيا، فكلها مواضيع تكتمل في أوج صورها حين نتناقش ونتحاور في الامور والمشاكل الحياتية ومن عقبات تواجهنا تصب في الدائرة الواحدة نتغلب عليها وأحيانا تنتصر علينا، تماما كما الأمل والألم في آن واحد.

أقلية عربية
العالم العربي ونحن، الذين يسموننا أقلية عربية في داخل اسرائيل، امتدادا لعالم عربي متقوقع في النهج والأسلوب وإدارة الحوارات المبتذلة، وتغلب علينا في تصرفاتنا عمق النفاق كذبا وتراشقا، وما نحن إلا جزء من تلك الدائرة التي تنظر الى الصحيح خطأ، والعكس منه هو الأصح والأدق نطقا وتدوينا وإعلاما، خلقنا على ما يبدو بحضارة شهد لها التاريخ فعلا، بإنتاجها وإطلالتها وتهذيبها، وعشنا في عصر نهضة راقية في النحو والأدب والشعر وحضارتها الاسلامية والعربية، التي اتمت الطريق مع العبث في النهج تدوينا وتقلا حتى أضحت الحضارة هالكة في المائة سنة الاخيرة، حيث لمسنا شعوب دون فكر او تعليم او ثروة لغوية او أي نقد وحريات تفيد الشرائح والطبقات، لا بل سيطر الرؤساء والأمراء والملوك بسيف حاد، وكرباج يضرب، وقوانين تكبل، وإعلام نهجه خاطئ ومضلل، حيث أصبحت الامور لا تطاق، والتخلف واكبنا والجهل زاد الطين بلة، وبالمقابل العالم الغربي الاوروبي تفوق علينا وجعل منا أمما تتراجع نحو التهلكة من سياسات الحكام العربية في البطش والاستخفاف بقيم الانسانية والشعوب ونسوا انهم بشر وآدميين اولا وقبل كل شيء، فعمتهم الكراسي والدراهم والثروات وتلك هي النتائج.

القهر والذل
كثر من يتساءلون من تلك الفئات شعوبا في العالم العربي محليا وعالميا، لماذا حل بنا هذا القهر والذل الحاصل بحقنا إنسانيا وكمخلوقات بشرية وهم قلة قليلة تدرك ما يدور حولها، ولكن مع الاسف فإن الادراك والوعي العربي وإن حاولنا أن نسميه وعيا، يبقى قاب قوسين أو أدنى، فهم يسألون ومنهم من يجيب لنفسه وشخصه، والجواب يبقى التملك وحب السيطرة لدى هؤلاء الحكام هو السبب الاول في القهر والذل والتخلف، ناهيك عن تسليم بلاده لحكام الدول الغربية وشعوبها، ويمدوهم في الثروات النفطية التي يعتاشون منها غربا في اوروبا وأمريكا، وبالمقابل المواطن العربي في دولته ما زال الفقر يداهمه والجهل يلاحقه، فكيف لا يكون هو مثالا لكل الشعوب العربية؟ وهل المنطق يقول إن الفرد العربي وصاحب الثروة النفطية يكون بأسوأ حال والمواطن الغربي يزدهر ويتطور على المستويات جامعة في العلم والتعليم والفكر والسياسة والاقتصاد والتصنيع العسكري، وكل ما يرغبه من ازدهار حياتي، يتمناه المواطن العربي ؟؟!! ولكن الى من سنوجه الاسئلة ولمن ولأي تيارات سياسية حزبية نراها اليوم تتأرجح تحت فلك الدوامة في نفق مظلم ولا يعرفون الخروج منه والى أي جهة يسيرون ؟؟ والى أي مكان آمن يرتؤون ؟! وهل من منقذ يا حكام العرب؟

خريف عربي
إن الهجمات التي تتوالى على العالم العربي في المغرب (تونس وليبيا والدور آت على المغرب والجزائر) لهو نفس المسلسل في الشرق من (مصر واليمن والعراق وسوريا ولبنان ) والدور آت على الاردن والسعودية والإمارات، ناهيك عما يحصل حاليا في منطقة (القطيف) السعودية من مظاهرات على وضع المواطن السعودي السيء، وما يحدث في البحرين من مظاهرات يومية وأسبوعية ضد نظام الملك هناك بربكم أسألوا أنفسكم لماذا يحدث لنا هذا وفي كل عالمنا العربي، اتلك هي صدفة بأن نمر بمراحل الذل والهوان والبطش والاستعمار القديم ألجديد؟ أم أن هناك مخطط مبرمج لإثارة الفوضى والعبث في تلك البلاد والأنظمة وتحويلها الى نظام جديد سلفي يحكم، ونراه يتساقط ويتهاوى .. ولكن بفعل من الشعوب؟؟ ام بتوجيه من الغرب وأمريكا؟؟ا ولماذا الامور تتشابه في النهج والأسلوب والتوجه، ويسمونه الربيع العربي بينما هو خريف يلفه الحزن بطياته وحسراته، والشتاء يبكيه بقطراته، حزنا على الآفات والفقر والقهر والألم الذي يرافقنا منذ سنوات بعيدة خلت من أعمارنا وما زلنا ننتظر الامل، فهل سيأتي أخي ألقاري. للعراق هيبة وتاريخ ولسوريا هيبة وتاريخ ولكل المواقف العربية الوطنية تاريخ مشرف يسجل لها، فهل منكم من يجاوب، لماذا حرقوا ودمروا العراق، واليوم يرغبون بنفس النهاية لسوريا. وعلى أمل أن أسمع رأيكم وأجوبتكم أنتظر ان يكون الألم قد فارقنا وتبدل في الأمل المنشود لسريان تاريخ عربي مشرف يزدهر ويلفه الفكر والعلم ليعود الى سابق عهده تاريخا وحضارة .. حبذا. اللهم أني قد بلغت .. وأن كنت على خطأ فيصححوني.
 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة