كنتِ صغيرة، نعم كنتِ صغيرة جداً، تتأرجحين مع نسماتِ البراءة تنشدينَ أغاني الطفولة، تلعبينَ ببساتين الحب وتضحكين... الضحكة التي استغرقت اقل من برهة لترسم على شفاهك، الضحكة التي استنكرت الحزن والالم، الضحكة التي بنت أعمدة الاساس لقصر الثقافة، انتِ الامتياز، انتِ التفائل، انتِ الامل، يا ليتك تعرفين كم اقدر طفولتك البريئة التي جعلت منكِ اقوى في مرحلة متقدمة، مرحلة التضحية والعطاء عندما دخلت الفاجعة، لا ادري، اذا كان يصح ان اطلق عليها فاجعة، ربما فترة انقلاب او اختبار بواستطه انتقلتي الى المثال والكمال، دخوله بمرض مزمع، سقوطه امام عينيكِ، وجوده في غيبوبة حتى اليوم ولمسات يداك الرقيقتان وقلبك الحنون الراقد بجانبة لا يصدق، رأيتك، نعم رأيتك تتنفسين النفس الخارج من فاه المفتوح، تشعرين وتتحركين وتمرحين من جسده الساكن، تضحكين وراضية بدقات قلبه المنتظمة، وتتكلمين بجرأة عن وضعه وتشكرين الله، اتذكر حين همست في اذني، "رزان"، النفس اللي بتنفسو بكفيني اعيش عمر لقدام، والان ها انت تتقدمين وتصلين الى مبتغاك وتقتربين الى الافق.. كل الاحترام لانسانة حولت الاسطورة الى حقيقة.. 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان:alarab@alarab.net