توصلت لجنة الصلح في مدينة عكا مؤخراً إلى اتفاق  بين عائلتي قشاش وعبد العال من اجل عقد راية الصلح بينهما وذلك مساء اليوم الاثنين وقد تم ذلك بمشاركة واسعة من قبل العديد من وجهاء المدينة والقرى المجاورة.
 وقد حضر مراسيم الصلح الشيخ النائب عباس زكور ابن المدينة والسيد اسامة غزاوي نائب رئيس بلدية عكا والضابط آفي ادري قائد شرطة منطقة عكا ووفد مرافق له وسعادة القاضي المتقاعد فارس فلاح والشيخ محمد ماضي امام وخطيب مسجد الرمل في البلدة القديمة واعضاء بلدية عكا وهاني اسدي رئيس لجنة التجار  فيما تغيب الشيخ سمير عاصي امام وخطيب مسجد الجزار بسبب تواجده خارج البلاد والقاضي داوود زيني الذي اعتذر عن عدم تمكنه للوصول للحفل.



وافتتح الحفل السيد اسامة غزاوي والذي رحب بالحضور وشكرهم على المشاركة في مراسيم عقد راية الصلح بين العائلتين المتخاصمتين وخص بالذكر لجنة الصلح التي واصلت الليل بالنهار من اجل وضع حد للخلاف والتوصل الى تفاهم وحلول مناسبة ترضي الطرفين ، وهو الامر الذي يستدعي شكر العائلتين اللتين وافقتا على رأي لجنة الصلح وكانت لديهما بوادر الخير والنية الصادقة.. وشكر الحاج محسن حدرج (ابو رفعت) والحاج عزالدين شامي (ابو هارون).

وكان اول المتحدثين الدكتور نمر بياعة والذي انتدب من قبل سعادة القاضي فأكد على ان مدينة عكا مدينة مشهورة بكرم اخلاق اهلها وشهامتهم واينما حللنا وتواجدنا فاننا نسمع المديح لاهلها وطيبة معدنهم وما حل على عائلتين كريمتيم فيها كان يشكل صدمة لنا جميعاً في عكا لاننا ما علمنا عنهما الا كل خير ومحبة وهكذا نعهدهما.

اما الشيخ النائب عباس زكور فاثنى على موقف العائلتين والذي اتصف بالرجولة والمحبة كل للآخر وان دل على شيء فانما يدل ان الخير فيهما ونحن كأهل هذا البلد كنا على قناعة بأن الطرفين سيستجيبا لنداء العقل والضمير الحي وسيتسابقا على رفع الراية البيضاء راية الصلح والخضوع للحق الا وهو الصلح المشرف للطرفين.
ووجه الشيخ زكور شكره لكل من ساهم في الوصول الى اظهار الصلح الى حيز التنفيذ ولان ذلك يؤكد ان مدينة عكا هي عاصمة الجليل لان اهلها يحبون بعضهم بعضا ومتسامحون .

كما وتحدث الشيخ محمد ماضي امام مسجد الرمل بعكا قال ان من لا يشكر الناس لا يشكر الله فكل الخير والشكر للاخوة الذين ساهموا للتوصل للصلح بين العائلتين لان الاصلاح بين الناس هو امر ضروري بين المتخاصمين ولا يوجد خير الا بالاصلاح لان ذلك خير من الصلاة والصيام والزكاة وذلك لقول الرسول عليه الصلاة والسلام لان غير ذلك من الفتنة فانها دمار للمجتمع .
اما السيد فخري بشتاوي عضو بلدية عكا السابق فقال ان قيادة عكا عليها ان تعمل المستحيل من اجل ان تلتئم للسعي باستمرار لتقريب ذات البين في المدينة وحل المشاكل قبل ان تتفاقم.

اما السيد جرزيس كردي والذي كان له اسهم كبيرة في تقريب وجهات النظر بين العائلتين ناشد اهل مدينة عكا واستحلفهم بالله ان يتقوا الله وان تتوحد جهودهم في سبيل بناء البلد وحفظ شبابها وتحدث عن تجربته الشخصية في عالم المخدرات والاجرام وانه قد استفاق متأخراً الا ان المحصلة كانت انه بقواه الذاتية تمكن من السير على الطريق الصحيح.
وتحدث الحاج محسن حدرج باسمه واسم الحاج عز الدين شامي فأكد ان الرؤيا تتوضح وتعجز العبارات امام المشاركين في نداء الله والواجب في حل نزاع اخوة وعائلتين كريمتين من عكا .

هذا واكد آفي ادري ضابط شرطة منطقة عكا ان الخصام الذي وقع بين العائلتين كان مؤسفاً وان مهمة الشرطة ان تضبط الامن في المدينة وان تعاقب كل من يخالف القانون وبالرغم من ذلك فان هناك مكان للمشاركة في الاصلاح ومراسيم الصلح لان الواجب الاخلاقي يفرض علينا ذلك وهو مقتنع بان هذا الصلح سيجلب الطمأنينة للعائلتين.
واختتمت مراسيم الصلح بان قام افراد العائلتين واقسموا امام الحضور مرددين خلف الشيخ محمد زهرة بان يمين السلم والمسالمة والتعاون بينهما في جو اخوي وايماني ومن ثم قاموا بمصافحة بعضهم بعضاً.