الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 17:02

كفى مزايدات على المشاركين في مسيرة خبيزة/ بقلم: شادي محاجنة

كل العرب
نُشر: 18/04/13 19:03,  حُتلن: 09:59

شادي محاجنة في مقاله:

كوني شاركت في المسيرة وتعرفت على قرية خبيزة التي لم اكن اعرفها اطلاقا من قبل فلن اسمح بأن يزايد علي او على من شارك

اعتبر المواظبة على تنظيم فعاليات وطنية من هذا القبيل يجتمع فيها الناس من شتى بقاع الاراضي الفلسطينية امر بالغ الاهمية وفيه فوائد كثيرة اهمها تذكير الاطفال والشباب والشابات والاهالي بأصولهم الفلسطينية الحقيقية وتعريفهم بماض لم يعيشوه ولم يعايشوه

كفى مزايدات على بعضنا البعض فنحن وان اختلفت الاراء الاجتماعية والسياسية والدينية الا اننا ابناء شعب واحد فاجعلوا هؤلاء الشباب يعتزون بهويتهم الفلسطينية بعيدا عن الانصهار في المجتمع الاسرائيلي والغرق في بحور النسيان وكفى هدما لمعنوياتهم ومحاولاتهم الحصول على هويتهم والارتباط بارضهم التي سلبت منهم ومن اجدادهم قهرا

يحاول البعض، بشكل مباشر او غير مباشر، المزايدة على من شارك في مسيرة العودة الى قرية خبيزة المهجرة، وكوني شاركت في المسيرة وتعرفت على قرية خبيزة التي لم اكن اعرفها اطلاقا من قبل، فلن اسمح بأن يزايد علي، او على من شارك. وما يقلقني ان هناك من اجتاز مرحلة انتقاد المشاركين في المسيرة، واصبح يقذف بشرف الشباب والشابات والاهالي دون ان يتأنى ولو قليلا، وتصدر هذه الانتقادات والاتهامات عادة ممن لم يشاركوا في المسيرة، ليخرجوا بذلك بثوب ناصع البياض وقد رشقوا غيرهم بشتى الاتهامات والانتقادات الباطلة.

المعرفة والارتباط بالتراب
شخصيا اعتبر المواظبة على تنظيم فعاليات وطنية من هذا القبيل يجتمع فيها الناس من شتى بقاع الاراضي الفلسطينية، امر بالغ الاهمية وفيه فوائد كثيرة، اهمها تذكير الاطفال والشباب والشابات والاهالي بأصولهم الفلسطينية الحقيقية، وتعريفهم بماض لم يعيشوه ولم يعايشوه. وفي حين تكون كتب التاريخ كفيلة بتعريفهم بماضيهم، الا ان ملامسة التراب الذي تتحدث عنه تلك الكتب يخلق ارتباطا لا شعوريا بالارض والتراب والمكان.

لقاء ابناء البلدان الفلسطينية المختلفة
ومن الفوائد التي اعتبرها بالغة الاهمية في هذا المضمار هو لقاء الاصدقاء والزملاء ببعضهم البعض في هذا المكان، فيلتقي السياسي بنظيره السياسي، والصحفي بنظيره الصحفي، والمصور بنظيره المصور، ويلتقي الزملاء والاصدقاء في مكان واقعي،ليس شاشة حاسوب ولا شاشة هاتف نقال. كل هذا يزيد من اللحمة والوحدة بين ابناء الشعب الواحد، ونحن نشهد اياما تسود فيها الفرقة والتفرقة بين ابناء البلد الواحد فما بالك بأبناء البلدان المختلفة، وتكفي شهادة على ذلك مباريات كرة القدم في مواجهات الفرق العربية ضد بعضها البعض.

الخارجون عن القاعدة

اما من يخص بانتقاداته لقاء الشباب بالشابات والعكس، فيما لا يتماشى مع اسس ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، فلا يسعني الا القول ان في كل مجتمع هناك شواذ وخارجون عن القاعدة،وعلى الرغم من انني لم اشهد مظاهرا مكرسة للقاء من هذا القبيل في قرية خبيزة، الا انني لا استبعد ان يكون هناك من الشباب من يستغلون هذه الاجتماعات الجماهيرية لمثل هذه اللقاءات، ومجتمعنا لا يخلو من الشوائب،فهناك العنيف والقاتل والشاذ والمنحرف،لكن كل هؤلاء هم قلة قليلة وتبقى الاجواء الوطنية واللقاء الحضاري هو السائد، ومثل هذه الفعاليات من وجهة النظر هذه، كمثل الاعراس ومباريات كرة القدم والفعاليات المدرسية وما الى ذلك من فعاليات جماهيرية.

الدبكة في خبيزة
اما بالنسبة للرقص الشعبي الذي لم اشهده شخصيا في مسيرة خبيزة ولكن حدثت عنه، فلا اعتقد انه كما يصوره البعض على انه رقص على دماء الشهداء، فلا اظن ان هؤلاء جاءوا الى خبيزة ليرقصوا على دماء اجدادهم ,ثم اليست الدبكة جزء من التراث الفلسطيني؟ ولو اردت التعمق في الامر لاعتبرته ربما تنفيسا عن معاناة الشباب اليومية من فلسطينيي الداخل الذين لا يعرفون فرحا وقد قيدوا باغلال الصعوبات المعيشية والعملية والاجتماعية، دون ان تعمل سلطة محلية واحدة او رجل اعمال واحد لأن يوفر لهم مكانا حضاريا للتنفيس عن الطاقات، وما ادراك لعل تلك الدبكة هي ايضا تعبير عن فرحتهم لعودتهم الى المكان ولعلها قرية خبيزة واراضي الروحة هي التي خلقت لديهم تلك الروح وتلك التفاعلات. وما اريد قوله هو انه من الاجدى ان ننظر الى الايجابيات والفوائد وان نبحث عن نقاط توحدنا،لا عن نقاط تفرقنا ونحن بأشد الحاجة لأن نتحدى. لذلك كفى مزايدات على بعضنا البعض، فنحن وان اختلفت الاراء الاجتماعية والسياسية والدينية، الا اننا ابناء شعب واحد، فاجعلوا هؤلاء الشباب يعتزون بهويتهم الفلسطينية، بعيدا عن الانصهار في المجتمع الاسرائيلي والغرق في بحور النسيان، وكفى هدما لمعنوياتهم ومحاولاتهم الحصول على هويتهم والارتباط بارضهم التي سلبت منهم ومن اجدادهم قهرا.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة