الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 07:02

الاهل الاعزاء:التربية على قيم التسامح

أماني حصادية -
نُشر: 18/04/13 11:39,  حُتلن: 13:27

عبدالله عبدالدايم:

هنالك مجموعة من الأهداف التى ينبغى على المؤسسات التعليمية والتربوية أن تسعى إليه فى مجال تعليم القيم بشكل عام وتربية قيم التسامح بشكل خاص

عبد الحميد حسن الحارث:

بناء الإنسان الحر المتسامح الذى يرفض التعصب بطبيعته يمثل الغاية الكبرى للتربية ومن أجل بناء هذا الإنسان الحر المتسامح فإن السياسات والبرامج التعليمية والتربوية وعلى مختلف المستويات 

انطلاقاً من الوظيفة الجوهرية، والغاية الحقيقية للتربية فى بناء الروح الإنسانية المناهضة لكافة أشكال العنف والتعصب، والقهر والتسلط، وسعياً إلى توفير أسس الانطلاق الحضارى والانسانى الممكن للمجتمع ، تسير التربية اليوم باتجاه بناء ثقافة السلام وقيم التسامح، وقد أصبحت التربية على قيم التسامح والسلام، ونبذ العنف تمثل أولوية إنسانية واجتماعية وحضارية قصوى تنادى بها الأمم وترفع شعارها الحكومات والمنظمات المدنية والحقوقية فى مختلف البلدان والمجتمعات، وذلك بناءً على القناعة التامة بقيمة هذه التربية وآثارها فى تحقيق الأمن وصيانته وترسيخ السلام الاجتماعي.



وذكر عبدالحميد حسن الحارث (2007) أن: "بناء الإنسان الحر المتسامح الذى يرفض التعصب بطبيعته، يمثل الغاية الكبرى للتربية، ومن أجل بناء هذا الإنسان الحر المتسامح فإن السياسات والبرامج التعليمية والتربوية وعلى مختلف المستويات والمراحل بدءً من رياض الأطفال وحتى الجامعة، بحاجة ماسة إلى تضمينها برامج تعزز التضامن والتفاهم والتسامح والوئام بين الأفراد، كما بين الجماعات والمجتمعات على ما بينها من تباين واختلاف طبيعي وكوني، يفترض فيه أن يثري الحياة الإنسانية ويحقق انسجامها وتناغمها، ولا يكون سبباً للافتراق والتناحر والصراع" . وأشار عبدالله عبدالدايم (1979) إلى مجموعة من الأهداف التى ينبغى على المؤسسات التعليمية والتربوية أن تسعى إليه فى مجال تعليم القيم بشكل عام، وتربية قيم التسامح بشكل خاص ، ومنها:

الأهداف التربوية
1-تكوين القدرة على التغير والتغيير، وعلى التحرر من سلطان الماضى وتجاوز الذات والمجتمع إلى آفاق تشمل الكون والعالم والإنسان.
2-تكوين روح التسامح والتالف وما يلحق بها من نبذ للعصبية والتعصب.
3-تكوين روح التعاون والتضامن والعمل الجماعى المشترك.
4-تكوين الروح الديمقراطية فى شتى جوانب الحياة.
5-تعزيز الإيمان القوى الذى ينطلق من القيم والمبادئ الإسلامية.
ويقدم ضياء الجصانى (2005 ) رؤية سيكولوجية لتنمية ثقافة التسامح تقوم على أساس اشتراك كافة مؤسسات المجتمع وهيئاته المختلفة فى جهد وطنى وعمل قومى شامل، وهذه يستدعى ما يلى:
1-إعادة النظر بعمليات التنشئة الاجتماعية، وتبنى برامج أسرية على نطاق واسع لتنمية وعى أسرى يقوم على أساس طريق جديد فى التعامل مع الطفل، جوهرها تنمية ثقافة التسامح بشقها الإيجابى لدى الوالدين أنفسهم وجميع أفراد الأسرة المحيطة بالطفل.
2-تعديل جوهرى فى النظام التعليمى والتربوى وبخاصة فى المراحل المبكرة من الطفولة، ابتداء من دور الحضانة وصعوداً إلى مرحلة رياض الأطفال،ثم مرحلة التعليم الأساسى ، ومنح عناية خاصة بإعداد معلمى هذه المراحل، وتطوير مناهج الدراسة وطرق التدريس بما يتناسب وتحقيق هذه الأهداف.
3-توجيه وسائل الإعلام المختلفة والعمل على توظيفها بالشكل الأمثل لصياغة وتنمية رأى عام مضاد للعنف والنزعات المتشددة بكل أنواعها من خلال إشاعة فن الحوار، والقبول بالاختلاف .
4-توظيف الخطاب الدينى وإشاعة النماذج التاريخية من العلاقات والمفاهيم المعبرة عن ثقافة التسامح بجانبها الإيجابى، وأن يتمثل رجال الدين دور القدوة الحسنة فى قبول الآخر والحوار المتحضر ونبذ كل أشكال وصيغ التشدد والتطرف .
ولن تسود قيم التسامح فى الحياة العامة داخل المجتمع إلا من خلال انتهاج حوار هادئ إيجابي، وتقبل واحترام الآخر، وإشاعة المحبة والوداد، والتفاهم والتضامن واللطف والسماحة والمؤازرة والمشاركة، والعطاء والإيثار، والتعاون والوفاق، والألفة والائتلاف، والرفق واللين، وكل ما من شأنه أن يربى الأجيال على قيم التسامح ويبنى لديهم الروح الإنسانية الحرة المتسامحة، والرافضة للعنف والتعصب والكراهية.

مقالات متعلقة