الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 23:02

محمد علي طه: عودتنا حق سماوي مختوم بالدم والألم والتشريد ولن نتنازل عنه

أمين بشير -
نُشر: 16/04/13 12:17,  حُتلن: 16:23

الكاتب الفلسطيني محمد علي طه:

العودة ستكون يوما من الأيام وإن لم تكن على عهدنا فإنها لزاما على عهد أبنائنا أو أحفادنا لأنه حق سماوي ومختوم بالدم والألم والتشريد

نحن نحاول أن نغرز في قلوب أطفالنا وأحفادنا أنهم أبناء ميعار فهم مرتبطون بالمكان وميعار بالنسبة لهم الوطن الذي يزورونه بين الحين والآخر

ترعرعت في كنف عائلة فلاحة نأكل من عرق الجبين ونحمد الله على فضله وكان نصيب بلدتنا ميعار كنصيب معظم البلدات الفلسطينية من هدم وترحيل فطُردنا في العام 1948 من قريتنا وتم تهجيرنا منها

الكاتب الفلسطيني محمد علي طه ابن قرية ميعار المهجرة عام 1948، والواقعة غربي مدينة سخنين، هو إنسان ولد من رحم المعاناة التي حلت بأبناء شعبه الفلسطيني والتي تسمى نكبة 1948، ومع صباه شاهدت عيناه الظروف المأساوية التي نخرت بجسد الأمة العربية، فطُرد من قريته آنذاك كما هو حال الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الذين تم تهجيرهم قسرا وغصباً، بوسائل شتى.

التقت عدسة موقع العرب وصحيفة كل العرب الكاتب الفلسطيني محمد علي طه تحت ظلال أشجار ميعار وبين حناياها فقال: "أنا من مواليد العام 1941 في قرية ميعار، ترعرعت في كنف عائلة فلاحة، نأكل من عرق الجبين ونحمد الله على فضله كباقي أبناء شعبنا آنذاك، وكان نصيب بلدتنا ميعار كنصيب معظم البلدات الفلسطينية من هدم وترحيل، فطُردنا في العام 1948 من قريتنا وتم تهجيرنا منها، وعشنا نحو أربعة أشهر على مقربة من القرية على أمل العودة اليها، وحطت رحالنا في قرية كابول، وترعرعت فيها أيام الشباب وتحولت كباقي المثقفين من أبناء شعبنا من مهجرين الى ملاحقين من قبل الحكم العسكري الإسرائيلي".

جيل بلا طفولة
يعتز الكاتب الفلسطيني محمد طه كثيراً بمسقط رأسه ويحن اليه كثيراً، وهذا ما جعله يكتب في شبابه عن كل خلجات صدره، ويؤكد: "أنا أقوم بزيارة ميعار كثيرا، وتعود بي الذكريات الى أيام طفولتي التي اغتالوها في ذلك الوقت، فأنا من جيل بلا طفولة، لأن طفولتي قد انتهت في شهر حزيران عام الـ 48 عندما دخلوا الى البلدة وسرقوا مني حياتي، أخذوا ألعابي، كتبي وأصدقائي، وفرقوني عنهم، قسم من أصدقائي يعيش في الخارج ولم أرهم منذ الـ 48، كل طفولتي انتهت في ذلك اليوم وفي ذلك العام، وبالرغم من ذلك فأنا ما زلت متعلقا بالمكان، وآتي اليه وأعرف أسماء المواقع لأراضي ميعار في السهل وفي الجبل، وأعرف طبيعة كل موقع، أعرف الآبار والأشجار، وأعرف هذا بيت من وهذه حارة من وهذا الصبر لمن؟".


محمد علي طه

ذكريات عزيزة
وأضاف طه: "نحن الآن نسير الى مكان اسمه الخورتماني، كان فيها تين وزيتون، هنا في هذه المنطقة كانت لدينا تينة جميلة، اسمها تينة مخضارية، وقد كانت أشهر تينة في بلدة ميعار من حيث جودة ثمارها، وكل أهل ميعار يعرفون طعمها، وهنا على التلة كانت بركة المياه حيث كانت الحيوانات تأتي اليها لتشرب منها، وأنا الآن أتذكر البلدة، أتذكر الأهل، أتذكر الحارة، أتذكر أصدقائي الذين فرقتنا النكبة، حيث يتواجد قسم منهم الآن في الخليج أو في أوروبا أو سوريا أو لبنان، وتعود بي الذكريات عندما كنت ألعب معهم في ساحات الحارة، والحنين يمزقني لأيام مضت ولن تعود".

حق سماوي
ويقول الميعاري محمد علي طه: "قبل وفاة والدتي رحمها الله طلبت أن تزور مسقط رأسها، وكانت تبلغ من العمر 93 عاما، وعندما وصلت للقرية وعرّفناها موقع المنزل الخاص بالعائلة وقفت على الأطلال وبكت، وطلبت العودة الى كابول، فكل منا لديه الحنين لأصله وجذوره ومسقط رأسه، ونحن نحاول أن نغرز في قلوب أطفالنا وأحفادنا أنهم أبناء ميعار، فهم مرتبطون بالمكان، وميعار بالنسبة لهم الوطن الذي يزورونه بين الحين والآخر، فالعودة ستكون يوما من الأيام، وإن لم تكن على عهدنا فإنها لزاما على عهد أبنائنا أو أحفادنا، لأنه حق سماوي ومختوم بالدم والألم والتشريد، فنحن عرب فلسطينيون لا يمكن لأحد أن يصادر حياتنا، أفراحنا وأحزاننا وقضية شعبنا ستبقى تدوي في أسماعنا، أن لنا شعبا ما زال يرزح تحت الإحتلال".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
3.98
EUR
4.62
GBP
232677.94
BTC
0.51
CNY