محمد بركة:

الفقر بين العرب بموجب المعطيات الرسمية 57% بينما بين اليهود 16,5% وبين اليهود من دون الحريديم تقل عن 11%

الفقر بين العرب هو أشد عمقا مما هو بين اليهود فحسب تقرير مؤسسة التأمين الوطني فإن المخصصات الاجتماعية أنقذت 50% من الفقراء اليهود الى ما فوق خط الفقر مقابل 11% فقط من الفقراء العرب

وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان من النائب محمد بركة، جاء فيه: "أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في كلمته له أمام الجلسة الاستثنائية للكنيست أمس الاربعاء، أن الحكومة وضعت لنفسها هدفين مبرمجين: خدمة كبار أصحاب رأس المال، وتركيز الاضطهاد الطبقي ضد العرب، مشيرا الى المعطيات المقلقة عن الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية السائدة بين الجماهير العربية، حتى في سنوات النمو الاقتصادي، وداعيا الى توحيد قوى العدالة الاجتماعية للتصدي للضربات الاقتصادية المقبلة، قبل أن تصبح واقعا".

النائب محمد بركة

وأضاف البيان: "وقال النائب بركة في كلمته، إن الحكومة وكل الحكومات من قبلها، تطبق على أرض الواقع هدفين اساسيين ومتوازيين، أولا خدمة أصحاب رأس المال الكبير بشكل مطلق، وثانيا، توجيه الاستبداد والاضطهاد الطبقي ضد الأقلية القومية، ضد الجماهير العربية، وهذا لم يكن عن طريق الخطأ، بل سياسة مبرمجة تدمج بين الخنازيرية الرأسمالية والخنازيرية العنصرية معا.
وتابع بركة قائلا، إن قادة الحكومة بامكانهم أو يوهموا أنفسهم بأن تركيز الاستغلال الطبقي ضد العرب هو أمر مقبول في سوق السياسة العنصرية التي تعرضها دولة اسرائيل، ولكنني أقول لكم إن هذا عامل تفجير مستقبلي وهذه الحالة لن تدوم.
ولفت بركة في كلمته، الى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرّح من قبل إنه لا يوجد فقر في اسرائيل، وهذا يثبت أن الفقر الذي يتركز أساسا بين العرب، ومن ثم بين الحريديم، غير مرئي لدى نتنياهو وقادة حكومته، واستعرض بركة في كلمته معطيات مقلقة عن الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية السائدة بين العرب، منها ما نشر منذ فترة، ومنها معطيات جديدة صدرت قبل ايام قليلة".

معطيات مقلقة
وجاء في البيان: "وقال بركة، إن الفقر بين العرب بموجب المعطيات الرسمية 57%، بينما بين اليهود 16,5%، وبين اليهود من دون الحريديم تقل عن 11%، كذلك، فإن الفقر بين العرب هو أشد عمقا مما هو بين اليهود، فحسب تقرير مؤسسة التأمين الوطني، فإن المخصصات الاجتماعية أنقذت 50% من الفقراء اليهود الى ما فوق خط الفقر، مقابل 11% فقط من الفقراء العرب.
وأضاف بركة قائلا، في الأيام الأخيرة قرأنا تقرير التدريج الاقتصادي الاجتماعي للبلدات والمدن في البلاد، عن العام 2008، لتظهر الصورة القاتمة أكثر، فيتضح أن 95% من المواطنين العرب يعيشون في مدن وبلدات وأحياء الفقر، التي تتركز في التدريجات الثلاث "الدنيا" من أصل 10 تدريجات، وأن الغالبية الساحقة من البلدات العربية إما أنها راوحت مكانها من حيث أوضاعها أو أنها تراجعت وتدهور الأوضاع فيها، على الرغم من أن عامي 2007 و2008 اللذين يتحدث عنهما التقرير كانا عامي نمو اقتصادي وتراجع في البطالة، ولكن هذا النمو لم يصل للعرب ولكل الشرائح الفقيرة والضعيفة.
وزاد بركة قائلا، إننا من خلال قراءة المعطيات، يتضح لنا أن قريتين عربيتين صغيرتين فقط، وهما الجش ومعليا، وكل واحدة منهما فيها اقل من 3 آلاف نسمة، تتواجد في التدريج الخامس، وحتى أن قرية معليا تراجعت من التدريج السادس الى الخامس".

لبيد بعباءة نتنياهو
وأضاف البيان: "وقال بركة، إننا نسمع عن خطوط عريضة لميزانية العام الجاري، وفي الحقيقة فإننا لا نستطيع أن نتهم وزير المالية الجديد يائير لبيد بمعطيات الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية القائمة، لأنه دخل الى منصبه للتو، فهذه سياسة قادها أساسا بنيامين نتنياهو، بعد أن صعّد سياسة الحكومات السابقة، ولكن لبيد الذي دخل الى الانتخابات بعباءة الدفاع عن الشرائح الوسطى، كشف حقيقته بعد أن دخل الى الحكومة، فهو جاء عمليا ليطبق ذات السياسة التي يطبقها نتنياهو، وهي خدمة كبار أصحاب رأس المال.
وتابع بركة قائلا، إنه حتى حينما يتحدث لبيد عن الشريحة الوسطى فإنه يتحدث عن أولئك الذين مدخولهم الشهري ما بين 20 ألفا الى 23 ألف شيكل، بينما الغالبية الساحقة من الجمهور لا تقترب اطلاقا الى هذه المعطيات التي يذكرها لبيد".

التصدي للسياسة
وإختتم البيان: "وقال بركة، إنه حان الوقت لأن تنهض كل القوى التي تناضل من أجل العدالة الاجتماعية، وتدافع عن الشرائح الفقيرة والضعيفة، كي تخوض معركتها ضد سياسة الحكومة، وأن لا تنتظر الضربات الاقتصادية حتى تصبح واقعا ومن ثم خوض المعركة، وعلى هذه القوى أن تلقن الحكومة درسا كيف تنتهج سياسة العدالة الاجتماعية ونبذ العنصرية".