الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 07:01

الارض بين المغنَى والمعنى /بقلم:محمد كناعنة

كل العرب
نُشر: 09/04/13 11:21,  حُتلن: 11:37

محمد كناعنة في مقاله:

انها حناجر نساء بيسان وحطين تزغرد شوقا وللأرض حنين وتغني لفلسطين في يومها

طاقم الجزيرة ليس عدوّاً ولا خصماً حتى وكان الأجدى ان يوجّه الغضب بالاتجاه ألصحيح ومهما كان موقف ألجزيرة او الموقف منها فانّ ما حصل يتطلب ان نمسك الراس بكلتا اليدين ونفكر

قادة ابناء البلد والإسلامية والتجمع في بلد يوم الارض يقاطعون المسيرة المحلية التقليدية ويتقدم من يتقدم وفي سخنين بلد الشهداء اسمُ "ايلان رامون" اولى ان يكرّم من الشهيد عيسى غنّامة

إنّها رواية حارة باب ألمغاربة في ذاكرة الاطفال حُفِرت ونساءها وشيوخها الّذين أُخرجوا من بيوتهم في حزيران ألنكسة تحت قصف المدافع والدبّابات ومنهم من غدا جسده حطباً في حريق رواية القدس وعنوانها

عاش يوم الارض الخالد.. شعارٌ يرفع في الثلاثين من آذار للعام السابع والثلاثين على التوالي في كل عواصم الدنيا أصبح يوم الارض رمزاً للنضال ضد الامبريالية والصهيونية وفي سبيل حرية الشعب ألفلسطيني وحقه بالعودة وتقرير مصيره على ترابه ألوطني حقا هو كذلك برسم الشهادة التي نَظَمَت بالدم معالم خارطة الوطن.

يغنّون لعكا ويافا وصفد
انها حناجر نساء بيسان وحطين تزغرد شوقا وللأرض حنين وتغني لفلسطين في يومها، ففي الشتات ومخيمات اللجوء يحيون ألذكرى والعودة حلم الأطفال قبل ألشيوخ جيل ظنّ بعضهم أنّه قد ينسى يحلمون بحيفا يحملون مفتاح ألدار يغنّون لعكا ويافا وصفد في عيونهم دمعة شوق ومئذنة ما زالت على عهد الله أكبر وسحماتا حكاية كنيسة وجامع قصيدة عشق يعانق في بحورها الهلال الصليب.
إنّها حكاية شعب وحقٌ لا يُدفن في رمال ألتاريخ والتقادم لا يزيده إلا عنفوان في يوم الأرض غزّة هاشم تحكي الحكاية "لا إسرائيل أقوى من أمريكا ولا إحنا أضعف من "فيتنام" هكذا وببساطه امرأة فلسطينية غزّاوية تلخص ألرسالة قد تكون من مجدل عسقلان أو أسدود أو من أم خالد أو منشيّة يافا هي من هنا من كل مكانٍ في هذا ألمكان تؤمن بحتمية ألتاريخ تفعلُ فعلها وتنتظر.

يزحف من الوطن باتجاه الوطن
إنّها رواية حارة باب ألمغاربة في ذاكرة الاطفال حُفِرت، ونساءها وشيوخها الّذين أُخرجوا من بيوتهم في حزيران ألنكسة تحت قصف المدافع والدبّابات ومنهم من غدا جسده حطباً في حريق رواية القدس وعنوانها، هنا في حيِّنا كان لنا حارة وملعب طفولة وأزقة البلدة القديمة تشهد على غربة ألأقدام وزناة الليل وعوا هر مرحلة جديدة، أسماءٌ شطبت عن خريطة ألمدينة وزهرة المدائن حزينة، وفي القلوب احياءُها وأشياءُها دفينة، وأديم الأرض يعانق الرماد بعد اشتعال الكلمات والمرايا حداداً على اغتيال النجوم في سماء المدينة.
إنّها قصة جدار يأكل من الأرض ويرتوي بعرق الكادحين والنازحين ضفةٌ من ضفاف ألحياة الشعب هناك يزحف من الوطن باتجاه ألوطن حواجز الموت تحمي وَهْم الانتصار أو عهر ألهزيمة يسقط الجسد مضرّجاً بجراح الأرض شهيداً غريبا في غربة ألتفاصيل صريعاً بالعشق ورائحة ألياسمين هناك على جادّة الجريمة يقف الزنين شاهرا سيف السمِّ ورأس المال وعمامة خرقاء ويستمر الشعب بالزحف والاشتباك يحملون الفكرة يحميها ألرجال يسقط أحدهم تنتفض امرأة من رحم الأرض تنجب شعبا ثائر تحمل ألفكرة تستمر بالمسير والاشتباك خلفها سنابل القمح وأزهار الربيع وحجارة الوادي وأغاني الحادي من الوطن باتجاه الوطن يزحفون.

شعب جُرِّد من سلاحه
انها مقولة الكف الذي لاطم المخرز.. شعب جُرِّد من سلاحه، شُرِّد من بلاده، قطِّعت أوصاله ومن بقيَ بعد ان ارتكب "روّاد ألحضارة خطأً فادحاً إذ لم يسعفهم الوقت بكنس كل شوائب العابثين في "ارض ألميعاد هؤلاء الذين بقوا، تشبّثوا بالأرض، ارادوهم حطّابين وسقاة ماء فكانوا جبابرة في ثقافة الصمود والانتماء كان البيدر يجمعهم والحقل يحرّك فيهم ايام زمان وذكريات من رُحِّلوا، ظنَّ البعض ان هؤلاء قد اصبحوا "مواطنين" بلا وطن سَلَبوا الحقل دَمّروا البيدر، صادروا الارض ولكن هيهاتَ ان يسلبوا الضاد منها، ومن هنا من الجليل والمثلث والنقب من ساحل بحر الانتظار الطويل وموانئ احتضنت ألتاريخ هبّ الناس في ذاكَ الثلاثين من اذار قبل سبعة وثلاثين ربيعاً من اجل الارض والحربة تمردوا على ألظلم على مؤامرات سلب ألهوية هَويّة الارض والإنسان فكان المعنى اكبر من اي شعار لا يرتبط بالأرض والوجود فلا اسمى وأعظم من معنى تعمَّد بالدم، ومغنى هو صرخة الابناء والأحفاد كما الاباء والأجداد -هنا باقون ما بقيَ الزعتر والزيتون.
بيت ألقصيد
كلّ هذا ألنشيد كل هذه الحناجر التي تصدح وهذا الدم النازف يروي الأرض كل هذا البحر من الجماهير تخرج كل عام لتحيي الذكرى.. كل هذا ولا يكفي ليتحوّل هذا أليوم يوماً للوحدة ألوطنية بالمعنى الحقيقي للكلمة معنى يتناغمُ مع ألمغنى معنى فيهِ وفاء وانتماء وبلا رياء فيه يتم حقاً ربط الشعار بالممارسة على ارض ألواقع لا حزبية ولا طائفية في الأرض هي امّنا جميعا فلماذا نترك سهام الحقد تجرح طهارتها؟! لماذا نقاطع اجتماعات لجاننا ألشعبية – وأتكلم بصيغة الجمع حتى لا يظن احدهم انني اوجِّه سهام النقد لطرفٍ دون الاخر منّا – فلا اعداء لي سوى اعداء الحياة وأعوانهم، وفي الخصومةِ ندّاً لكل خصم امّا في الوطن فالكل شركاء.
أحقاً نحن شركاء في ألوطن أحقاً لا يفسد الخلاف في الرأي للودِ قضية!؟ يقول مثلٌ انجليزي "اذا وقعت مصيبة لا تبكي ، ضع رأسك بين يديك وفكّر". على الاقل علينا ان نفكِّر في سخرية ألمشهد مثلاً الجبهة تقاطع اجتماعات اللجنة الشعبية في عرابة لغايةٍ في نفس يعقوب ويعقوبُ هذا أدرى بغاياته ، قادة ابناء البلد والإسلامية والتجمع في بلد يوم الارض يقاطعون المسيرة المحلية التقليدية ويتقدم من يتقدم!! وفي سخنين بلد الشهداء اسمُ "ايلان رامون" اولى ان يكرّم من الشهيد عيسى غنّامة!! وطاقم الجزيرة ليس عدوّاً ولا خصماً حتى وكان الأجدى ان يوجّه الغضب بالاتجاه ألصحيح ومهما كان موقف ألجزيرة او الموقف منها فانّ ما حصل يتطلب ان نمسك الراس بكلتا اليدين ونفكر. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة