الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 11 / مايو 01:02

هكذا المتابعة فقدت هيبتها وشرعيتها/ بقلم: نضال محمد وتد

كل العرب
نُشر: 05/04/13 11:18,  حُتلن: 08:39

نضال محمد وتد في مقاله:

المتابعة على الرغم من كل جلسات أركانها ومداولاتها البيزنطية الطابع على غرار النقاش من سبق الآخر "الديك أم البيضة" لم تعد تتحلى بأي مصداقية عند الجمهور لأسباب كثيرة

قيادات المتابعة لم تعد تقيم وزنا حقيقيا أو قل الوزن الأصلي الذي كانت تقيمه هذه القيادات ليوم الأرض بدلالاته الوطنية المختلفة ولا هي تقيم وزنا حقيقيا للمواطن العربي في البلاد

لا يمكن للمتابعة أن تستعيد دورها وهيبتها ما تعد لصيغتها الأصلية إطارا يجمع بين الكنيست والأحزاب السياسية على برامجها ومشاريعها الفكرية والسياسية وبين لجنة رؤساء السلطات المحلية

أحداث يوم الرعاع في يوم "الأرض الأخير"، والاعتداء على طاقم الجزيرة والصحافي إلياس كرام من جهة، والتقليد الذي يسافر فيه أعضاء الكنيست لخارج البلاد في يوم الأرض دون غيره، ضيوفا على جاليات عربية وفلسطينية، الذي بدأه طيبي وبركة والصانع ودراوشة في اليمن السعيد مرورا بالعواصم الأوروبية والأمريكيتين، أكبر دليل على أن قيادات المتابعة لم تعد تقيم وزنا حقيقيا، أو قل الوزن الأصلي الذي كانت تقيمه هذه القيادات ليوم الأرض بدلالاته الوطنية المختلفة، ولا هي تقيم وزنا حقيقيا للمواطن العربي في البلاد وما الذي يمكن أن يقرأه هذا المواطن في التهافت على منابر يوم الأرض.

الوصول الى الدوري الوطني "الكنيست"
والواقع أن المتابعة، على الرغم من كل جلسات أركانها ومداولاتها البيزنطية الطابع، على غرار النقاش البيزنطي، أو النقاش حول من سبق الآخر "الديك أم البيضة"، لم تعد تتحلى بأي مصداقية عند الجمهور لأسباب كثيرة. وأول هذه الأسباب هو مسارعة الأحزاب السياسية، لعدم قدرتها على فرض نفسها في السلطات المحلية، إلى التخلي عن لجنة الرؤساء القطرية، مع أن الرؤساء منتخبين بشكل مباشر وأقرب إلى قضايا الحياة اليومية المدنية والوطنية والقومية من أعضاء الكنيست وأحزابهم. والسبب الثاني والذي لا يقل أهمية هو الطائفية الحزبية التي تمسك بتلابيب ممثلي الأحزاب في المتابعة لدرجة تحول بينهم وبين التصويت أو مناقشة المقترحات المختلفة بموضوعية، وتناولها فقط وفق هوية صاحب الاقتراح مما يحسم فورا وبشكل تلقائي الموقف من الاقتراح وبالتالي مصير الاقتراح بالرفض أو التعليق حتى تنضج الظروف أو تتغير هوية صاحب الاقتراح. والسبب الثالث هو إحجام "الأجنحة الحزبية" القومية والماركسية منها، في المتابعة، عن مواجهة منظومة القهر الديني والتلاعب الخطير الذي قامت به وتواصل القيام به لجان الحج والعمرة، وكأن هذه الأحزاب تقاسمت غنيمة عمان، بأن أخذت المنح الدراسية لأعضائها ومؤيديها وتركت غنائم الحج والعمرة للحركات الدينية بشقيها الشمالية والجنوبية رغم الظلم البادي للعيان اللاحق بجمهرة الحجاج والمعتمرين.

بين "المتابعة" وبين "القطرية"
وأخيرا فإن إحجام الأحزاب عن الخوض بشكل حقيقي ويومي في قضايا ومتاعب السلطات المحلية وترفع أعضاء الكنيست العرب عن الخوض في قضايا السلطات المحلية في القنوات اللازمة، وهي قضايا تبدأ بتعبيد الشوارع وتنتهي بالخرائط الهيكلية ومسطحات البناء والمناطق الصناعية، زاد من القطيعة بين "المتابعة" وبين "القطرية"( علما بأن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية هي جزء من لجنة المتابعة العليا وليست بديلا عنها) وجعل المتابعة مجرد نادٍ نخبوي لنشطاء وكوادر الأحزاب الطامحين بالوصول إلى "الدوري الوطني" وأعني به الكنيست. طبعا لا يخلو هذا الحال من بعض الاستثناءات لقادة وممثلين يعتقدون حقا بأن المتابعة يجب أن تكون بدلا من الكنيست، وأنه آن الأوان لأن تبنى لجنة المتابعة بشكل حديث وعبر انتخابات مباشرة، وهو ما ينطبق مثلا على الأمين العام للتجمع الوطني، عوض عبد الفتاح، وعلى محمد كناعنة (أبناء البلد) ورئيس حزب التجمع السيد واصل طه، لكن القاعدة العريضة من مشاركي مداولات المتابعة مكونة من كوادر ونشطاء (عفوا قيادات) حزبية تعتبر ساحات المتابعة مكانا ومنبرا للتدريب على الخطابة وطق الحنك ومقارعة الخصوم تمهيدا وطريقا للوصول إلى الدوري الوطني في مقر الكنيست.

النائب الفلسطيني في البرلمان الصهيوني
لا يمكن للمتابعة أن تستعيد دورها وهيبتها ما تعد لصيغتها الأصلية، إطارا يجمع بين الكنيست والأحزاب السياسية على برامجها ومشاريعها الفكرية والسياسية وبين لجنة رؤساء السلطات المحلية، حتى يتم فعلا لا قولا فقط الجمع بين السياسي واليومي، وبين القومي والمدني، وبالأساس حتى يشعر الرؤساء ومنتخبيهم أن الأحزاب لا تترفع عنهم ولا عن مشاكلهم، ولا عن قضاياهم اليومية "السطحية" لصالح القضايا الإقليمية والدولية بل وحتى الكونية التي تتخذها الأحزاب جسرا يوصلها للفضائيات المختلفة ولبناء مجد أعضائها ونوابها تحت تعريف "النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي"بل وحتى تحت تعريف أكثر ثورية "النائب الفلسطيني في البرلمان الصهيوني".

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة