مصادر سياسية اسرائيلية:

نتنياهو قرر منذ انتهاء عملية "عامود السحاب" عدم السماح بالعودة إلى الوضع الذي يتعرض فيه الجنوب الإسرائيلي لما وصفه بـ "القصف بالتنقيط"

ضغوطا مصرية مورست على حركة حماس في الساعات الماضية أثمرت عن قيام الحركة التي تحكم غزة بحملة إعتقالات ضد مطلقي الصواريخ لا سيما من أعضاء مجلس الشورى السلفي

واصلت إسرائيل تهديداتها ضد قطاع غزة، وذلك في أعقاب إعلانها "استمرار إطلاق نشطاء من غزة صواريخ على بلداتها الجنوبية، في ظل حالة التوتر القائمة في أعقاب استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية"، وتحدثت عن "إتصالات مصرية ضغطت على حركة حماس لعودة الهدوء". وقال متحدث عسكري إسرائيلي أن "نشطاء من غزة أطلقوا ثلاث قذائف هاون، أحدها سقطت في أراضي المجلس الإقليمي في النقب الغربي، دون وقوع إصابات أو أضرار، في حين سقطت القذيفتان الأخريان داخل القطاع". وهذه هي المرة الثانية خلال الـ 48 ساعة الماضية التي تعلن فيها إسرائيل عن قيام مسلحين من غزة باستهداف بلداتها الجنوبية بصواريخ، حيث أطلق النشطاء ليلة الثلاثاء صواريخ أخرى لم توقع إصابات أو أضرار، في أعقاب استشهاد الأسير أبو حمدية.

بنيامين نتنياهو

وردت إسرائيل للمرة الأولى منذ التهدئة المبرمة مع الفصائل الفلسطينية بشن غارات جوية ضد أهداف على حدود القطاع، أحدثت أضرارا مادية دون أن توقع إصابات. وتأتي الهجمات المتبادلة في ظل حالة التوتر الشديدة التي تعم المناطق الفلسطينية، حيث واصلت إسرائيل تهديداتها بشن هجمات ضد غزة أكثر عنفا لمنع تكرار عمليات إطلاق الصواريخ. وقالت مصادر سياسية كبيرة في تل أبيب أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر منذ انتهاء عملية "عامود السحاب" عدم السماح بالعودة إلى الوضع الذي يتعرض فيه الجنوب الإسرائيلي لما وصفه بـ "القصف بالتنقيط"".

"الرد المصري الشديد"
ونوهت المصادر إلى ما وصفته بـ"الرد المصري الشديد على خرق التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الطرفين بتوسط القاهرة"، واعتبرت المصادر أن "الرد المصري قد يعيد الهدوء إلى الجنوب". وانتقدت المصادر الإسرائيلية الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قالت أنه "لم يستنكر الإعتداءات الصاروخية على المدنيين الإسرائيليين، في الوقت الذي اتصل فيه بالزعيم الحمساوي خالد مشعل للتعبير عن تضامنه". وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن "ضغوطا مصرية مورست على حركة حماس في الساعات الماضية أثمرت عن قيام الحركة التي تحكم غزة بحملة إعتقالات ضد مطلقي الصواريخ لا سيما من أعضاء مجلس الشورى السلفي"، وذكر التلفزيون أن "حماس استدعت آخرين وحذّرتهم بشدة".

أوضاع تحت السيطرة
وسبق وأن أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس أن "بلاده لن تسمح بعودة الأوضاع في المنطقة الجنوبية إلى ما كانت عليه قبل عملية عامود السحاب"، وقال: "إن منطقة الجنوب، وهي المنطقة القريبة من حدود غزة، قوية ومستقرة والأوضاع فيها تحت السيطرة التامة". وفي غزة نظمت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة جنازة عسكرية رمزية للأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية، انطلقت من منطقة أنصار إلى خيمة العزاء المقامة في ساحة السرايا. وطالب اللواء جمال الجراح، قائد الأمن الوطني في الحكومة المقالة، خلال مؤتمر صحفي من السلطة الفلسطينية "بوقف عمليات التنسيق الأمني، ووقف إلتزاماتها تجاه اتفاقية أوسلو للسلام". وطالب أيضا "الجهات الحقوقية لرفع دعاوى ضد اسرائيل في محكمة الجنايات في ظل تواصل الإنتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى". إلى ذلك، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية ليل الأربعاء وفجر الخميس نيرانها الرشاشة صوب مراكب الصيادين في بحر مدينة غزة، وذكر صيادون أن "الزوارق أجبرت الصيادين على مغادرة المياه والعودة إلى الشواطئ، خشية على حياتهم، خاصة وأن تلك الزوارق أطلقت في السماء قنابل ضوئية".

محمد مرسي