الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 09:02

ميسرة أعدم مع سبق الاصرار/ بقلم: هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 04/04/13 15:01,  حُتلن: 15:12

هاني العقاد في مقاله:

السجون والمعتقلات العلنية والسرية أماكن للموت البطيء لا تصلح للعيش الآدمي ولا تصلح بيوت الحيوانات الأليفة

ما حصل نوع من أنواع التصفية الجسدية والقتل البطيء للمناضلين الفلسطينيين القابعين خلف القضبان الصهيونية الحاقدة

نحمل العالم مسؤولية ما يجري في المعتقلات من تصفيات جسدية مقصودة ومخططة على درجة كبيرة من الدقة بحق أسرانا الأبطال

ميسرة أبو حمدية كغيره من آلاف الأسرى الفلسطينيين لم يسلم من الحقد الصهيوني الذي استهدفهم بطرق متعددة منها التسبب بإصابة العديد منهم بالأمراض القاتلة بسبب رداءة الأكل والشرب


ميسرة أبو حمدية أسير فلسطيني اعتقل في العام 2002 على خلفية انتمائه لحركة فتح والعمل في صفوفها قبل أكثر من 30 عاما وقبل واسلوا بالتحديد وهو أب لأربعة أبناء وتم التحقيق معه واتهامه بالعديد من التهم الباطلة حتى حكم علية بالمؤبد ، ميسرة أبو حمدية كغيره من آلاف الأسرى الفلسطينيين لم يسلم من الحقد الصهيوني الذي استهدفهم بطرق متعددة منها التسبب بإصابة العديد منهم بالأمراض القاتلة بسبب رداءة الأكل والشرب ورداءة المعتقل وسلامته الصحية ومن ثم الإهمال الطبي هو السياسة الصهيونية المتوقعة بعد الإصابة بالمرض وهذا ما حدث مع شهيدنا البطل ، انه نوع من أنواع التصفية الجسدية والقتل البطيء للمناضلين الفلسطينيين القابعين خلف القضبان الصهيونية الحاقدة ، ميسرة أبو حمدية اليوم باستشهاده يكتب في تاريخ الحقد الصهيوني انه الحالة الثانية التي تصفي داخل السجون والمعتقلات الصهيونية في فترة قصيرة تتجاوز الشهر بقليل، فقد كان الشهيد البطل عرفات جرادات الثالث بعد المائتين ممن قتلهم المحتل عنوة وبترصد داخل زنازين الحقد، واليوم ميسرة أبو حمدية ليكون الرابع بعد المائتين من شهداء الحركة الأسيرة داخل السجون والمعتقلات الصهيونية.

قطع الرقاب
إنها حكاية مناضلين قضوا شهداء بين أيدي السجان دون رحمة ودون احترام لأي قوانين إنسانية أو حتى سماوية وحكاية مناضلين أوفياء أكل المرض أجسادهم وهم أحياء والعالم يشهد هذا السيناريو منذ العام 1967 دون أن يحرك ساكنا وكأن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الصهيونية خارج دائرة هذا الزمان وبشر ليسوا من أبناء هذا الكون ، وليسوا بالمواصفات التي تنطبق عليها بنود اتفاقية جنيف الرابعة التي تقر بحماية اسري الحرب إلى حين إطلاق سراحهم وإعادتهم إلى أسرهم، السجون الصهيونية يا سادة ليست مجرد مقصلة تقطع فيها الرقاب ولو كانت بهذه الصورة لكانت ارحم للبشر من الموت البطيء الذي يقاسيه الأسري، السجون والمعتقلات العلنية والسرية أماكن للموت البطيء لا تصلح للعيش الآدمي ولا تصلح بيوت الحيوانات الأليفة فكيف يعيش فيها المعتقلون دون إصابتهم بالأمراض التي تتحول إلى أمراض مزمنة وقاتله؟

مرض قاتل دون علاج
هذا ما أصاب جسد ميسرة و أصبح مريضا بمرض قاتل دون علاج داخل المعتقل و لم يعطي العلاج المناسب لحالته ولم يشفع له مرضه وقد يكون استخدم جسد ميسرة للتجارب داخل المستشفى الصهيوني الذي كان يرقد فيه في أيامه الأخيرة ، ولم تحترم سلطات السجن أي قوانين دولية لأنها لا تعترف بها ولا يمكن أن تعترف بها لأن الاعتراف يكشف بشاعة الجريمة التي تخبئها إسرائيل وفي نفس الوقت تنفرد إسرائيل وتتفرد بالأسرى وتستخدمهم أسوأ استخدام في غياب دور توجد أي من المنظمات الدولية تدافع عن الأسرى وتطالب بحمايتهم من سيناريوهات القتل البطيء وإعدامهم ليكون موتهم جاء نتيجة طبيعية لإصابتهم بالمرض، هناك المئات الذين لم يموتوا بالمعتقل وماتوا بعد الحرية بقليل أو تم قتلهم بالطائرات وهم يمارسوا حياتهم الإنسانية المدنية وهناك المئات يقفون على طابور الموت والقتل البطيء إن لم يتم علاجهم وإنقاذهم من ظلم الاحتلال ومعاملته أللا إنسانية، هذا جزء خطير من المعركة مع المحتل وكأنه وضع في خططه أن يقتل الأسرى ويعدمهم حتى لو نالوا حريتهم وما الحكم باعتقالهم وانتهائه سوى حكم صوري إلى حين التصفية!

مجلس الأمن!
إن استشهاد الأسير البطل ميسرة أبو حمدية اليوم وقبله عرفات جردات وقبلهم مائتان من الأسرى داخل المعتقلات والمئات بعد الإفراج عنهم لانتهاء مدة حكمهم ، يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات عديدة أهمها لماذا لم ينقل ملف الأسرى الفلسطينيين إلى مجلس الأمن حتى اللحظة؟ ولماذا لم تضغط المجموعة العربية في الأمم المتحدة اتجاه تدويل قضية الأسري؟ لقد أصبحت هذه التساؤلات مشروعة بعد كل هذا الإجحاف بقضية الأسرى وظروف اعتقالهم وحمايتهم من الاستخدام غير الشرعي من قبل أطباء مصلحة السجون الصهيونية، لقد بات واجبا وضروريا أن يتحرك الجميع اليوم ومن خلال هذا المنبر الحر في الإعلام الجزائري الذي يخصص مساحة كبيرة من صفحات جرائده اليومية لصالح قضية الأسرى الفلسطينيين للوقوف عند معاناتهم في المعتقلات وكشف وفضح كافة أشكال التنكيل والتعذيب التي تطال أسرانا البواسل ، وفي نفس الوقت ينقل معاناة أهل الأسرى للعالم الحر ، إننا بدورنا في شبكة كتاب الرأي الفلسطينيين نحمل العالم مسؤولية ما يجري في المعتقلات من تصفيات جسدية مقصودة ومخططة على درجة كبيرة من الدقة بحق أسرانا الأبطال وأن حقيقة ما يجري بالسجون الصهيونية بدأت تصل كل نواحي العالم الحر، وأننا نعاهد أسرانا البواسل أن نحمل قضيتهم للجماهير الحرة التي ستفعل ما لا يفعله القادة لأنهم هم من سيجبروا القادة للضغط على حكومات العالم باعتبار قضية الأسرى الفلسطينيين قضية إنسانية لا تحتمل الإنكار ولا تحتمل التأجيل، لأن تأجيل حمايتهم دوليا يعني موتهم ببطء، وأن إنكارها حتى هذا التاريخ يعتبر مشاركة المحتل في جريمته الكبرى التي يستمر من خلالها في ممارسة الاعتقال اليومي ويستمر في التنكيل والتعذيب المقصود بالاعتقال التعسفي والحبس الانفرادي واستمراره في حرمان الآلاف من الأسرى من العلاج الطبي الحقيقي والموثوق فيه والذي تقره كافة الشرائع السماوية والدولية.

جرائم الاحتلال الصهيوني
لقد بات محتما منذ اليوم أن لا يصمت العالم على جرائم الاحتلال الصهيوني، وبات واجبا على منظمة التحرير الفلسطينية أن ترفع ملف الأسرى إلى مجلس الأمن عبر المجموعة العربية بالأمم المتحدة وتطالب العالم فورا بتوفير الحماية الكافية لأسرانا البواسل وتوفير اللجان الطبية المستقلة لإجراء الكشف الدوري على جميع الأسرى دون استثناء وتقديم العلاج المناسب لهم حتى لو تم نقلهم إلى المشافي الصهيونية فلهم الحق في متابعة علاجهم و مراقبة كافة أنواع الأدوية التي تعطي لهم ، ولقد بات محتما أن تشكل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في مئات حالات الإعدام البطيء لأسرانا الأبطال قبل فوات الأوان وكشف الحقيقة التي ستعيد ثقة شعبنا الفلسطيني في الدور الاممي النزيه مع قضية الأسرى الفلسطينيين بنوع من الشفافية والحيادية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة