جواد بولس مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني في رام الله لموقع العرب:

الفلسطيني لا يشعر فقط بالإهمال الطبي بل يشعر بالإهانة أيضا

ما يجري الآن وراء قضبان سجون الإحتلال هو محطة أخرى نحو تصعيد آخر فتصعيد آخر إذا لم توقف إسرائيل فيها ضرباتها للحركة الأسيرة

في حال سقوط شهيد أو شهداء وراء القضبان لا حاجة للرهان بأن ذلك سيكون بمثابة زيت على هذه الحريقة الملتبهة في شوارع فلسطين التي تشهد حالة من الإستنفار

في سجون إسرائيل حالات مرضية خطيرة ومستعصية لا توفر لها إسرائيل العلاج أو الفضاء للعيش بشكل يوفر الحدود الأدنى من الرعاية في هذه الظروف الصعبة

إسرائيل ونتيجة لسياسة إهمال متعمدة لا تؤمن هذه العلاجات ونرى بذلك خرق يرقى لكونه مخالفة جنائية لواجب اسرائيل المحافظة على صحة وسلامة الأسرى الفلسطينيين

استشهاد ميسرة أبو حمدية وقبله جرادات عرفات كلها عمليات تنذر بأن الوضع لن يبقى على ما هو عليه في داخل السجون وأن الأسرى في حالة استنفار واتخاذ خطوات احتجاجية كبيرة ليتوقف مسلسل استشهاد الأسرى خلف القضبان

بعد استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية، من الممكن أن يسقط شهداء آخرون خلف القضبان الإسرائيلية، الأمر الذي من شأنه تفجير الشارع الفلسطيني، خاصة وأن كل المشاهد تدفع الفلسطيني الحر للخروج الى الشارع ليرفع قبضته في وجه هذه الممارسات. لا أستبعد أن يلحق ميسرة شهداء آخرين، وأقول إنه في حال سقوط شهيد أو شهداء وراء القضبان لا حاجة للرهان بأن ذلك سيكون بمثابة زيت على هذه الحريقة الملتبهة في شوارع فلسطين التي تشهد حالة من الإستنفار، لأن الفلسطيني لا يشعر فقط بالإهمال الطبي بل يشعر بالإهانة أيضا" هذا ما أكده جواد بولس مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني في رام الله، في حديث خاص لموقع العرب وصحيفة كل العرب صباح اليوم الخميس في رده على سؤالنا حول وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية وحالة الغليان في الشارع الفلسطيني.

جواد بولس

وأضاف جواد بولس في رده على أسئلة موقع العرب: "في سجون إسرائيل حالات مرضية خطيرة ومستعصية لا توفر لها إسرائيل العلاج أو الفضاء للعيش بشكل يوفر الحدود الأدنى من الرعاية في هذه الظروف الصعبة. أعتقد أن ما يجري الآن وراء قضبان سجون الإحتلال هو محطة أخرى نحو تصعيد آخر فتصعيد آخر، إذا لم توقف إسرائيل فيها ضرباتها للحركة الأسيرة".

سياسة قهر وسياسة ضربات
وتابع جواد بولس قائلا: "ما جرى عمليا في السنة الأخيرة تحديدا، هو أن مصلحة السجون قررت اتخاذ سياسة قهر وسياسة ضربات من خلال عدة خطوات استفزازية وقمعية، إلا أن الحركة الأسيرة تصرفت بحكمة وهدوء نسبي وحاولت من خلال حوار مستديم مع مصلحة السجون أن توقف سياسة القهر التي تمارسها مصلحة السجون. الحركة الأسيرة تطالب مصلحة السجون بتنفيذ التعهدات التي وقعت عليها في الاتفاقية التي أنهت الإضراب الكبير للأسرى في أيار الماضي" كما أكد جواد بولس.

الأسرى في حالة استنفار
"أرى أن استشهاد ميسرة أبو حمدية وقبله جرادات عرفات كلها عمليات تنذر بأن الوضع لن يبقى على ما هو عليه في داخل السجون وأن الأسرى في حالة استنفار واتخاذ خطوات احتجاجية كبيرة ليتوقف مسلسل استشهاد الأسرى خلف القضبان. الاهمال الطبي واحد من أكبر المشاكل التي يواجهها الأسرى، خاصة وأن مصلحة السجون تعرف بشكل واضح عناصر وحجم هذه المشكلة وتعرف بالإسم، قوائم الأسرى المرضى وتحديدا من يواجهون خطر الموت، وتعرف أن ما تعطيه من علاج وإمكانيات علاج لا يرقى ليجيب على هذه المخاطر" هذا ما أكده جواد بولس في إجابته على سؤال لموقع العرب.

مخالفة جنائية
ونوه مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني في رام الله بأنه "تقابل مع المسؤولين في مصلحة السجون ووضع أمامهم الحقائق وهم يقرون بهذه الحقائق، وأن على اسرائيل إيجاد الوسائل والإمكانيات لتوفير امكانيات علاج ورعاية هؤلاء الأسرى". وأشار بولس الى أن "إسرائيل ونتيجة لسياسة إهمال متعمدة لا تؤمن هذه العلاجات ونرى بذلك خرق يرقى لكونه مخالفة جنائية لواجب اسرائيل المحافظة على صحة وسلامة الأسرى الفلسطينيين".

خطر الموت بكل لحظة
وقال جواد بولس: "حالة البعض من المرضى تنذر بامكانية سقوط شهيد آخر وأن هذه الإمكانية واردة باحتمال كبير، فهنالك حالة سامر العيساوي المضرب عن الطعام 275 يوما، وفي زيارتي الأخيرة له في المستشفى، حضرت الطبيبة المسؤولة وصرحت أمامه بأنه يواجه امكانية الموت بكل لحظة، وحاولت أن تقنعه بفك الإضراب وتناول الطعام ولكنه رفض ذلك، وعليه نحن بصدد حالة قد تشهد استشهادا" كما قال جواد بولس في حديث خاص لموقع العرب.