الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 03:02

الواقع الثقافي الفلسطيني.. ألم وأمل /بقلم: محمد ناصر نصار

كل العرب
نُشر: 03/04/13 20:19,  حُتلن: 08:23

محمد ناصر نصار في مقاله:

السجون تحاول أن تطمس الرجولة وتقتل الأحرار ببطء يتناغم مع أهوائها لكنها تعجز أمام اسرانا الذين صمدوا وسطروا ملاحم الحرية

الحاصل في مجتمعنا الفلسطيني أنك قد تجد الكثير من المثقفين والمبدعين أصيبوا بحالة من الإحباط والتراخي الناتجة عن عدم وجود الحواضن العقلية والمشائم الفكرية المغذية والداعمة لتطوير الفكر والإبداع

يمر مجتمعنا الفلسطيني بمرحلة عصيبة وحساسة في ظل أوضاع صعبة تشهدها الأمة العربية والإسلامية، فالشعب الفلسطيني يرزخ تحت نير الإحتلال منذ 66 عاماً، فعانى الويلات المتلاحقة بتسلسلها المأساوي، فالنهب والسرقة أولى ممارسات الإحتلال، حيث سرق أرضنا وماءنا وخيراتنا وتراثنا وكل ما طالت يداه، بل وحاول طمسنا وإنكارنا عن هذه الأرض التي جبلها أجدادنا وأبناؤهم بدمائهم الزكية، كما وصادر حريتنا، فالسجون تحاول أن تطمس الرجولة وتقتل الأحرار ببطء يتناغم مع أهوائها، لكنها تعجز أمام اسرانا الذين صمدوا وسطروا ملاحم الحرية التي لم يشهد العالم أي بسالة وشجاعة مثل الحركة الأسيرة الفلسطينية.

أوضاع سياسية ناشزة
كما يعاني الشعب الفلسطيني من أوضاع سياسية ناشزة عن ثقافتنا، فالإنقسام لقيط الخلافات الإقليمية في المنطقة وانعكس على الحالة الفلسطينية، كما وأن الأوضاع الإقتصادية الصعبة المتمثلة في الفقر والبطالة والغلاء وغيرها من ظواهر اقتصادية يصارعها المواطن الفلسطيني ويكابدها ليحصل على قوت يومه، كل هذا وذاك ساهم في تراجع الواقع الثقافي للفلسطينيين، فالحالة الثقافية هي إنعكاس لواقع الناس وترجمة لمتطلباتهم الفكرية والعقلية والروحية، فحالة الإحباط لا تولد إلا تراجعاً فكريا في كل المستويات، فمن الألم قد يتفجر الأمل طالما توافرت مقومات الإرادة الحقيقية للتغلب على الواقع، ووجدت الأرضية الفكرية للمواطن الحر الذي يريد قهر الغوغائيات الفكرية والضلالية المحيطة به.

إحباط وتراخي
الحاصل في مجتمعنا الفلسطيني أنك قد تجد الكثير من المثقفين والمبدعين أصيبوا بحالة من الإحباط والتراخي الناتجة عن عدم وجود الحواضن العقلية والمشائم الفكرية المغذية والداعمة لتطوير الفكر والإبداع، كما أن تخافت المنابر التي تنادي بتلاقح الأفكار والتعبير عن الرأي وتبادل الأفكار كان سببها نتاج العصبية الفكرية ومنهجية التفكير القائل لا إستقامة غير فكرنا، ذلك ساهم في ضمور التفكير العقلي السليم للمتحاورين، لذا أصبحت قضايانا تموت في مهدها لعدم تلاقح الأفكار التي قد تنبت جنينا قد يلاقى النور أو تحيي قضية وتفعلها طالما إذا كانت في رحم سليم غذي بالفكر السليم والتعبير الحقيقي عن الرأي والرأي الآخر.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة