المتظاهرون رفعوا لافتات وشعارات المطالبة بإطلاق سراح أسرى الحرية الذين عمدوا تراب الوطن بأغلى ما يملكون إلا وهو الدم

المربي والكاتب يوسف فرح:

عشرات الأسرى الفلسطينيين إن لم يكن المئات قد إستشهد وكان إستشهادهم إمّا تحت وطأة التعذيب أو بترك الأمراض تتغوّل في أجسامهم بغير متابعة طبية أو تقديم علاج

برغم الدعوات المتتالية من قِبل السلطات الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان لوقف الجرائم بحق الأسرى داخل السجون وبضرورة توفير العلاج الطبي اللازم لهم

الظروف التي عاشها ويعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي ليس بإمكان أحد من الوقوف عليها تماماً أو أن يستطيع الإحاطة بكل ما يتعرضون له من تعذيب ومضايقات وممارسات قمعية بحقهم

تظاهر العشرات من كوادر الجبهة والحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية، مساء اليوم الثلاثاء على دوار الشهداء وسط مدينة سخنين وذلك في وقفة تضامنية مع الأسرى البواسل في السجون الإسرائيلية وخاصة بعد نبأ وفاة الأسير أبو حمدية في المستشفى والذي خضع الى رقابة عسكرية تامة.

ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات المطالبة بإطلاق سراح أسرى الحرية الذين عمدوا تراب الوطن بأغلى ما يملكون إلا وهو الدم، ويخوضون اليوم حرب الأمعاء الخاوية أمام الصلف الإسرائيلي في ممارساته العنجهية. في حين حمل العشرات من الشبيبة المشاعل المضيئة وفاءً منهم لروح الشهيد مؤكدين أن ما حدث مع الأسير الشهيد أبو حمدية إنما يحدث بشكل يومي مع الأسرى في نقلهم من السجون الى المستشفيات، وهناك يتم إهمالهم وإهمال صحتهم لتتدهور ومطالبين إطلاق سراح الأسرى كونهم يتعرضون لأبشع الممارسات القمعية، وأن ما حدث مع الأسير أبو حمدية إنما هو بمثابة الأسلوب الأمثل لدي السلطات الإسرائيلية، في قتل الأسرى الفلسطينيين أصحاب الحق والحرية الذين لهم الفضل في رفعة وتكريس بقاء الشعب الفلسطيني، وبعث قضيته الوطنية وفرضها على العالم من جديد.

وقف الجرائم بحق الأسرى
وفي حديث مع المربي والكاتب يوسف فرح فقد أكد: "إن عشرات الأسرى الفلسطينيين إن لم يكن المئات قد إستشهد، وكان إستشهادهم، إمّا تحت وطأة التعذيب أو بترك الأمراض تتغوّل في أجسامهم، بغير متابعة طبية أو تقديم علاج. برغم الدعوات المتتالية من قِبل السلطات الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان، لوقف الجرائم بحق الأسرى داخل السجون، وبضرورة توفير العلاج الطبي اللازم لهم، وبأن تسمح دون شروط، لكافة الطواقم الطبية المتخصصة بزيارتهم ومتابعة أوضاعهم دون إعاقة أو تلكّؤ، خاصةً في ضوء تدهور حياة كافة الأسرى نحو الخطر، ومن ناحيةٍ أخرى العالم مطالب بإجبار الحكومة الاسرائيلية على احترام كافة المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان". واضاف يوسف فرح:"إن الظروف التي عاشها ويعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليس بإمكان أحد من الوقوف عليها تماماً، أو أن يستطيع الإحاطة بكل ما يتعرضون له، من تعذيب ومضايقات وممارسات قمعية بحقهم، لا سيما وأن هناك ألكثير من وسائل تعذيب تستخدمها إسرائيل، في سبيل حرمانهم من أبسط الحقوق التي شرعتها الأعراف والقوانين الدولية".

سياسة الإهمال الطبي
وخلص المربي فرح بالتأكيد :"لقد تمادت إسرائيل ومن غير زاجرٍ ولا رادع، في سعيها إلى فرض سياستها على أرض الواقع، وأوغلت في تطبيقها لإجراءاتها العقابية ضد الأسرى، بعيداً عن مسألة إحترام المعاهدات والمواثيق الدولية، وما نادت به المؤسسات والمنظمات الدولية والأهلية، حيث امتُهن وأُذي داخل سجونها ومعتقلاتها، خيرة الشباب الفلسطينيين والعرب المناضلين. ولم يقتصر الأمر على إدارة السجون في إعتمادها أشكال التعذيب والامتهان، وإن استشهاد الأسير "أبوحمدية" يكشف جزءاً قليلاً مما يُعانيه الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعن مدى سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها مصلحة السجون بحق الأسرى وعلى اختلافهم وإنتماءاتهم.  إن الشهيد "أبوحمدية" لم يكن أول ضحية نتيجة الإهمال الطبي من قبل الإحتلال، حيث أن هناك العديد من الأسرى المحررين، استشهدوا بعد تحريرهم، وحادثة إستشهاد "أبوحمدية" بوجهٍ خاص، يجب أن تضيئ الضوء الأحمر للعمل بشكل جدي لإطلاق سراح الأسرى وأن تنتهي قضية الأسرى بالتحرير والحرية وبأسرع وقت ممكن، وزوال الاحتلال".