الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 02:02

نكسة يوم الأرض المتكررة/ بقلم: زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 02/04/13 13:56,  حُتلن: 14:02

زياد شليوط في مقاله:

متى سنحتفل بيوم الأرض فعلا ومن أجل يوم الأرض ولذكرى شهدائه الأبرار؟!!!

لم أقرأ ولم أعرف شيئا عن مسيرة يوم الأرض مدى نجاحها المشاركين فيها مضامينها رسالتها لهذا العام

هناك غضب مشروع لدى البعض على ما تبثه "الجزيرة" من أكاذيب وتشويه للحقائق بل ومساهمتها الفعلية في ضرب سوريا أرضا وشعبا ودولة

ماذا حقق من اعتدى على أفراد طاقم "الجزيرة"؟ سوى هذا التعاطف الواسع مع مراسلها واصدار البيانات النارية المستنكرة للاعتداء وتصويره على أنه اعتداء همجي وضد الديمقراطية

هي "نكسة" يوم الأرض تتكرر في كل عام بنسخة متجددة لكنها متكررة.. الاعتداء المرفوض على الصحفي الياس كرام، تحول الى الحدث المركزي في مسيرة يوم الأرض الـ37 في سخنين.. من خلال التقارير العديدة والتعليقات الهجومية المتبادلة على الفيس بوك، لم أقرأ ولم أعرف شيئا عن مسيرة يوم الأرض، مدى نجاحها، المشاركين فيها، مضامينها، رسالتها لهذا العام. كل ما فهمته للأسف أنه جرى اعتداء على الياس كرام وطاقم الجزيرة.. ومرة أخرى يطرح السؤال باختلاف الصيغة العينية، هل اختصر يوم الأرض لعام 2013 بهذا الحادث العرضي والمرفوض؟ هل تلخص احياء ذكرى يوم الأرض لهذا العام بالاعتداء على طاقم "الجزيرة"؟ مرة أخرى يتيح البعض منا للأسف.. ومع مزيد الأسف للإعلام، أن يضخم ويهول من أمر حادث هامشي ليتحول الى الحدث المركزي في مناسبة وطنية مقدسة.. وبعضنا يساهم في هذا التهويل. وتضيع الرسالة، رسالة يوم الأرض الحقيقية والأصلية، مرة أخرى ربما للمرة الـ37..

غضب مشروع
من حق الجمهور أو بعضه أن يغضب، وأي شعور هو طبيعي ينتاب الانسان في وقت من الأوقات، لكن يبقى المعيار كيف يمكن للانسان أن يكبت غضبه ويكظم غيظه، ليس ضعفا انما أخلاقا والتزاما بما هو أهم وأسمى. هناك غضب مشروع لدى البعض على ما تبثه "الجزيرة" من أكاذيب وتشويه للحقائق، بل ومساهمتها الفعلية في ضرب سوريا أرضا وشعبا ودولة. لكن بين هذا وبين الاعتداء على مراسل لها يعمل في منطقة خارج سوريا، وفي مناسبة وطنية مقدسة للفلسطينيين في مركز يوم الأرض الأول، بون كبير يسيء للغضب المشروع. وهنا أقدم سؤالا بسيطا ربما يبدو ساذجا، وهو كم مرة فكر أحد الأشخاص بتكسير جهاز التلفزيون وهو يشاهد أمرا يغضبه وخاصة في المجالات السياسية، وكم بالحري في موضوع سوريا، لكن هل قام ذاك الشخص بترجمة تفكيره الى فعل مباشر؟ ومثلما يعز على الانسان التفريط بجهاز دفع ثمنه وادراكه أن هذا التكسير لن يغير شيئا من الواقع، لماذا لا يتصرف مع الانسان الذي يقابله كما يتصرف مع الجهاز الذي يملكه؟ وأسهل ما يمكن أن نفعله في هذا الصدد، أن نقاطع "الجزيرة" ولا نشاهدها، وهذا ما فعلته بكل تواضع منذ اندلاع الأحداث في سوريا، وهكذا ارتحت ولم أعد أكترث لما تبثه "الجزيرة" لأني لا أشاهدها ولا أشغل نفسي بما تبثه، ولهذا لا يعنيني كثيرا أن تواجد مراسلها في مسيرة يوم الأرض أم أي مناسبة أخرى.
 

حادث هامشي
وسؤال آخر ماذا حقق من اعتدى على أفراد طاقم "الجزيرة"؟ سوى هذا التعاطف الواسع مع مراسلها واصدار البيانات النارية المستنكرة للاعتداء، وتصويره على أنه اعتداء همجي وضد الديمقراطية وما شابه؟ لقد تم صرف الأنظار مرة أخرى عن يوم الأرض وشهدائه، من خلال حادث هامشي قام البعض باستغلاله بشكل خبيث.

متى سنحتفل بيوم الأرض فعلا؟
متى سينتهي هذا المسلسل المؤسف والمسيء لأخلاقنا وشيمنا .. والمسيء لرسالة يوم الأرض الخالد، هذا اليوم الذي ندبته الجروح الذاتية وأدمته الخلافات الداخلية.. متى سنحتفل بيوم الأرض فعلا ومن أجل يوم الأرض ولذكرى شهدائه الأبرار؟!!!
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة