الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 01:02

عندما ينتصر الرعاع في يوم الأرض /بقلم:نضال محمد وتد

كل العرب
نُشر: 01/04/13 13:01,  حُتلن: 13:12

نضال محمد وتد في مقاله:

الرعاع هم عادة "العامة" أو بعض العامة الذين يسهل تعبئتهم وتحريضهم على كل من يخالفهم الرأي

حري بهم أيضا وقبل أن يصبوا غضبهم على الجزيرة أن يحاولوا الامتناع بل كبح غزيرتهم الإعلامية في الركض وراء وسائل الإعلام الإسرائيلية ومن ثم مقاطعة وسائل الإعلام الغربية

انتصر الرعاع في سخنين اليوم وسيكون انتصارهم مفصليا ودائما إذا لم يتم لفظهم وطردهم من أحزابهم وحركاتهم وهيئاتهم في حال ثبت انتماء أي منهم لأي من الأحزاب أو الحركات الفاعلة في وسطنا العربي

لم أشارك اليوم وللمرة الأولى منذ 25 عاما على الأقل في فعاليات يوم الأرض، لكن يوم الأرض لهذا العام ، سيبقى في الذاكرة أكثر من أي يوم آخر لسبب بسيط وهو أن الرعاع ، نعم الرعاع ولا اسم آخر لهم عندي، انتصروا على كل ما تبقى لدينا من تعددية، وعلاقة جمعية ، ووحدة وطنية وإجماع على سمو يوم الأرض وقدسيته، وطهارة شهدائه.
والرعاع هم عادة "العامة" أو بعض العامة الذين يسهل تعبئتهم وتحريضهم على كل من يخالفهم الرأي ، وهم لا يحفظون حرمة أحد ولا حتى حرمة صديق أو من يظنون أن همجيتهم ( وليس هناك شيء أسوأ من همجية الرعاع) تخدمه وتذود عنه.
موقفي من سوريا معروف وسبق أن كتبت عنه قبل ستة أشهر على الأقل ، وقلت إن النظام الذي يشهر سلاحه في وجه مواطنيه يفقد شرعيته في المقابل فإن الاستنجاد بالأجنبي والغريب مرفوض أيضا.

ضعف حجة الرعاع
مع كل ذلك... فإن الاعتداء الهمجي على إلياس كرام اليوم، يكشف أكثر من أي شيء آخر ضعف حجة الرعاع ومرسليهم....فإذا كانت الجزيرة عميلة لأمريكا..فماذا عن جالي تساهل، ريشت بيت، القناة الثانية، القناة العاشرة... السي إن إن.
لكن ، وعودة إلى يوم الرعاع الأول، الذي سطره الرعاع اليوم، فإنه لا يمكن للأحزاب أو الحركات التي خرج منها أو يعد عليها هؤلاء الرعاع أن تختبئ وراء بيانات الاستنكار ومناصريها يدعون أنهم ضد الاعتداء الآثم لكنهم يقرون بحق طرد الجزيرة لأنهم إذا كانوا يدعون هذا الحق لأنهم ضد عملاء الاستعمار مؤامرات الاستعمار فحري بهم ، وبأحزابهم وحركاتهم أن يتشاطروا بداية على حكومة فيشي الفلسطينية في رام الله، وأن يتنصلوا من مخططات أوسلو ورجالها.

الركض وراء وسائل الإعلام
وحري بهم أيضا، وقبل أن يصبوا غضبهم على الجزيرة، أن يحاولوا الامتناع بل كبح غزيرتهم الإعلامية في الركض وراء وسائل الإعلام الإسرائيلية، ومن ثم مقاطعة وسائل الإعلام الغربية ، وفقط بعد أن يتوقفوا عن إغراق هذه الوسائل ببيانات البطولة والصمود، فقط بعدها يمكنهم أولا وعلى الأقل أن يقاطعوا الجزيرة، ومعها العربية والإم بي سي وكل القنوات العربية الأخرى ويكتفوا بالقناة السورية والقنوات المؤيدة للنظام السوري...
انتصار الرعاع اليوم لم يكن بمجرد الاعتداء على الياس كرام، بل إن انتصارهم سجل لهم اليوم بفعل الأقلام التي زعمت رفضها للاعتداء وتأييدها لطرد الجزيرة... يا له من منطق أعوج.
لا يحق لأي ممن تظاهروا اليوم أن يأخذ لنفس حق طرد أو الاعتداء على أي صحافي جاء ليقوم بعمله، لأنه جاء يغطي نشاط لجنة المتابعة كلها وليس جزء منها.. أي أن صاحب البيت في سخنين اليوم كان أولا لجنة المتابعة وثانيا أهالي سخنين وبلديتهم، ومن جاء وفق قرار المتابعة جاء ضيفا على المتابعة وضيفا على أهالي سخنين وبلديتهم.

حدود الأدب المتوخاة
كل من جاء لسخنين، سواء كان مشاركا أو صحافيا ، كان يتوقع ويعرف أن الجزيرة ستكون هناك إلى جانب باقي القنوات وبالتالي كان عليه أن يقرر أنه في حال وصوله فإن عليه أن يلزم حدود الأدب المتوخاة والمرجوة من الضيف، وأن يدرك وأن يعلم أن يوم الأرض ليس فرصة لاستعراض عضلات رعاعه وهمجييه.. وعلى كل حزب أو حركة أو هيئة يثبت لديها أن الرعاع أو أحدهم أو بعضهم جاءوا من صفوفه، أن يسارع لتبيان هذه الحقيقة ، ومحاسبتهم وإعلان ذلك على الملأ لا أن يبحث عن مبررات أو مسوغات لتخفيف من خطورة ما حدث...
انتصر الرعاع في سخنين اليوم، وسيكون انتصارهم مفصليا ودائما إذا لم يتم لفظهم وطردهم من أحزابهم وحركاتهم وهيئاتهم في حال ثبت انتماء أي منهم لأي من الأحزاب أو الحركات الفاعلة في وسطنا العربي.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة