الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 15:02

محمد سعيد البوطي - اغتيال صوت العقل /بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 22/03/13 20:12,  حُتلن: 08:23

شاكر فريد حسن في مقاله:

محمد سعيد البوطي علم من أعلام الفكر الإسلامي والديني المعاصر ومن أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي العربي

إننا ندين بشدة جريمة إغتيال العلامة محمد البوطي على أيدي قوى الحقد والإجرام والظلام الإرهابية بهذا الطريقة الوحشية الهمجية وبدون إحترام ومراعاة حرمة المسجد

البوطي يمثل وجه الإسلام الحقيقي الإسلام الوسطي المتسامح إسلام العدالة والرحمة حمل في قلبه روح التسامح وأمضى حياته في نشر وتذويت رسالة الدين السمح

منذ تفجر الأزمة في سورية رأى البوطي أن ما يجري على الأرض السورية هو مؤامرة كبرى هدفها تدمير سورية وإغراقها في بحر من الجهل والتخلف والتطرف والظلامية والصراعات المذهبية الطائفية

جريمة وحشية نكراء تنفذها وتقترفها قوى الظلام والإرهاب الوهابية السلفية والتكفيرية في سورية، راح ضحيتها الشيخ والعلامة الإسلامي الكبير الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، خلال التفجير الإرهابي الإنتحاري في مسجد الإيمان في دمشق، عندما كان يقدم درساً دينيا مستهدفة إخراس وإسكات صوته العقلاني الجريء والشجاع، والنيل من أفكاره ومعتقداته الدينية المتحررة المتنورة، وبعث رسالة وعيد وتهديد لكل المتضامنين مع سورية في وجه مؤامرة تمزيق وتدمير وتجزئة الوطن السوري.

تذويت رسالة الدين
محمد سعيد البوطي علم من أعلام الفكر الإسلامي والديني المعاصر، ومن أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي العربي، وأحد علماء الدين المتخصصين في الشريعة الإسلامية، والمدافعين عن قضايا أمته ووطنه ودينه، وعن الفقه الإسلامي المذهبي والعقيدي السني الأشعري أمام آراء ومعتقدات السلفية والأصولية وقواها المتعصبة المتشددة. إنه رجل ذو شأن كبير ومكانة شاهقة، وصاحب مشروع إسلامي عقيدي وسطي متنور، وينحدر من أصول كوردية. وهو يمثل وجه الإسلام الحقيقي، الإسلام الوسطي المتسامح، إسلام العدالة والرحمة. حمل في قلبه روح التسامح وأمضى حياته في نشر وتذويت رسالة الدين السمح، والدفاع عن قيم المحبة والأخوة والسلام والتسامح بين أبناء البشرية جمعاء، والحث على نبذ العنف والكراهية والتطرف والتعصب الديني. وقد صدر له العديد من الكتب والمؤلفات في الفكر والشريعة الإسلامية.

مؤامرة كبرى
ومنذ تفجر الأزمة في سورية، رأى البوطي أن ما يجري على الأرض السورية هو مؤامرة كبرى هدفها تدمير سورية وإغراقها في بحر من الجهل والتخلف والتطرف والظلامية والصراعات المذهبية الطائفية. ولهذا وقف في وجه هذه المؤامرة، داعياً الى حل الأزمة وتجاوزها بالكلمة الحسنة والموعظة الصادقة واللجوء الى الحوار الوطني المسؤول. وبهذه المواقف السياسية الداعمة للقيادة والحكومة السورية كان له دور مؤثر وكبير وفاعل على أوساط إسلامية سورية في القطر السوري وخارجه، خاصة في دمشق. إننا ندين بشدة جريمة إغتيال العلامة محمد البوطي على أيدي قوى الحقد والإجرام والظلام الإرهابية، بهذا الطريقة الوحشية الهمجية، وبدون إحترام ومراعاة حرمة المسجد، مؤكدين أن القتلة السفاحين الذين انتصروا عليه جسداً لكنهم فشلوا في تصفية أفكاره ومعتقداته وتوجهاته الدينية ومواقفه السياسية، إذ أن رسالته ستظل وتبقى في القلوب والعقول، ولن تموت أبد الدهر. وشلت يد الإجرام، والخزي والعار لقتلة البوطي الشيخ الطاعن في السن، صاحب الفكر الديني المعادي والمناهض للسلفية.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة