الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 01:02

روز عامر: الانثى الصماء لن تكون الزوجة الثالثة او الرابعة وهي ليست حملا ثقيلا

أمين بشير مراسل
نُشر: 19/03/13 22:41,  حُتلن: 08:02

 روز عامر مديرة المشاريع في الوسط العربي في معهد النطق والصم في اسرائيل:

 هناك اهمية كبيرة وضرورة بالغة لزيادة عدد متحدثي لغة الإشارات في الوسط العربي

المعهد بدأ في النقب ونجح بالوصول الى 350 امرأة صمّاء تمّ اخراجهم من نطاق البيت

الصُمّ لديهم مشكلة للتواصل مع المجتمع سواء كانوا رجالا أو نساء فهم منقطعون عن الناس وعن الأخبار الإجتماعية

خلال المسح الذي قمنا به وجدنا أن الشاب بإمكانه السكن في المدن اليهودية والإندماج في الحياة وتعلّم أي مهنة تحتاج الى قوى جسدية والقدرة على التنقل على عكس الفتاة الصمّاء التي تنهي المرحلة الابتدائية او الاعدادية وتبقى في البيت

تعمل روز عامر في معهد النطق والصم في اسرائيل، وهي مديرة المشاريع في الوسط العربي وفي حديث لها قالت: "تأسس المعهد في 1993 من قبل أشخاص مهنيين غالبيتهم يهود، الذين قرروا أن يساعدوا الأشخاص الصم في اسرائيل، فهم لم يتعلموا في الجامعات، وانما عن طريق دورات مهنية تؤهلهم أن يصبحوا نجّارين، وخيّاطين، وحدّادين، وهذه كانت أحسن الظروف، فكان الهدف من هذه المؤسسة فتح المجال العالي أمام الأشخاص الصم وثقيلي السمع في المجتمع، وبناءً على ذلك انبثقت عدة مشاريع من المعهد، ولكن لم تكن هناك امكانية لإقامة جامعة للصم، خاصةً أن نسبة الصم في اسرائيل ليست بنسبة عالية، والمكاتب الحكومية رأت بأن الصم بإمكانهم الإنخراط بالجامعات العادية، فبدأوا بمشاريع إتاحة مجالات التعليم العالي للصم، وفي آخر عشر سنوات أصبحت هذه الاتاحة متوفرة للمجتمع العربي، من أطفال الصم وطلاب المدارس، من خلال مشروع "نموذج نجاح" يقدمه طلاب جامعات وبالغين صمّ الذين أنهوا الثانوية أو تعلموا في الجامعات".


روز عامر
 

وأضافت روز عامر:" بدأت عملي مع شريحة الصمّ منذ خمس عشرة سنة، في كفر قاسم، فقد كنت ناشطة سياسية واجتماعية ومن خلال مسح ميداني قمت به في كفر قاسم، وصلت الى سيدة التي كانت من مؤسسي جمعية كفر قاسم للصمّ، وكانت ابنتها الطفلة صمّاء، واقترحت علي العمل اقامة ناد للصمّ في العام 1996 وأنا وافقت على المشروع ومن خلال دراستي رأيت أن هذه الشريحة لا تجد الاهتمام من أحد وبحاجة لشخص يرافق مسيرة النادي ومن يومها تعرفت على عالم الصمّ ولغة الاشارات وكل ما يتعلق بهذه الشريحة المجتمعية".

الآنسة الصماء جزء لا يتجزأ من المسيرة النسوية
وأكّدت روز عامر:"الصُمّ لديهم مشكلة للتواصل مع المجتمع سواء كانوا رجالا أو نساء، فهم منقطعون عن الناس وعن الأخبار الإجتماعية. والشريحة من النساء الصمّ ليسوا على دراية ولم يواكبوا كل النضالات النسوية وتأسيس الحركة النسوية في المجتمع الفلسطيني في الداخل وهم جزء لا يتجزأ من المسيرة النسوية، الا أنه تنقصهم الدراية الكاملة بما يحدث من حولهم".

الطفل الأصم مثله مثل أيّ طفل عادي
وقالت روز:" في السنوات العشر الأخيرة بدأنا نعمل في معهد النطق والصمّ لهذه الشريحة المهمشة، بدايةً من الأهل الذين يرفضون الطفل الاصمّ ويعتبرونه انسان مختلف ويطلبون منه أن يكون ولدا طبيعيا، وكأن الانسان الذي لا يسمع هو انسان غير عادي. وعندما بدأنا العمل في المجتمع العربي، واجهنا العديد من المصاعب وكنا نفرض لمن حولهم بمنحهم حقوقهم فقط بعد نضالات صعبة، ولهذا كان علينا تقديم محاضرات لتوعية الجمهور العربي".

مصير الفتاة الصمّاء
وأضافت روز:" المعهد بدأ في النقب ونجح بالوصول الى 350 امرأة صمّاء تمّ اخراجهم من نطاق البيت، من بينهم 15 صبية يدرسن في مدرسة في بئر السبع، والمعهد كان يتواصل معهن في مشروع "نموذج نجاح" وهذه المجموعة من الشّابات عرفتنا على الكثير من النساء اللواتي كنّ في البيوت في القرى غير المعترف بها مثل رهط واللقية، وكان هناك تغيير سريع في أحوالهنّ. وعندما انتقلنا للشمال والمثلث، وجدنا أنه في الشمال هناك صعوبة للغاية ووجدنا نساء ليس لديهن مهنة، ويعانون من الخجل بسبب وضعهنّ فهنّ ينظرن اليه كعيب وكانت أغلبية تعاملنا مع النساء لأن فرصة إظهار أنفسهن أقل من الشباب فخلال المسح الذي قمنا به وجدنا أن الشاب بإمكانه السكن في المدن اليهودية والإندماج في الحياة وتعلّم أي مهنة تحتاج الى قوى جسدية، قدرة على التنقل، على عكس الفتاة الصمّاء التي تنهي المرحلة الابتدائية او الاعدادية وتبقى في البيت، اما أن تتزوج كزوجة ثالثة او رابعة او أن تظل في البيت لخدمة اهلها. وفي النقب وجدنا الرغبة لدى العائلات الموافقة على اخراج بناتهن من الجو الذي تعيشه الكثير من الفتيات وايجاد اماكن عمل والتعرف على حقوق هذه الشريحة".

ضرورة بالغة لزيادة عدد متحدثي لغة الإشارات
روز عامر لم تخف توجهها بالرغم من كل الظروف القاتمة وأكّدت أن هناك اهمية كبيرة وضرورة بالغة لزيادة عدد متحدثي لغة الإشارات في الوسط العربي، كما أن هناك حاجة لمهنيين في المجالات المختلفة بكل ما يتعلق بموضوع الصمم، وخاصة ممن لديهم المعرفة في التعامل معهم.

مقالات متعلقة