الدكتورة هيام عزايزة: 

يوم الأم عندي لا ينحصر بيوم واحد في العام فان أمي المتوفاة منذ عشرة أعوام في ذهني وقلبي وعقلي يوما بيومٍ وساعة بساعة

الأم هي عماد المجتمع وهي رمز العطاء غير انني أؤكد أن الأم ليست هنالك لنحتفل بها يوم واحد بل للام جميع الأيام وكامل السنة، نحترمها فيها ونقدرها

جاكلين زبيدات:
 
رغم محبتنا المتواصلة لأمهاتنا الا أن مشاغل الحياة وضغوطاتها في كثير من الأحيان تقف عائقا أمام قضاء وقت اكبر مع والداتنا

تخصيص يوم للأم في العام نترك فيه كل مشاغلنا وثقل أعبائنا لنجلس في أحضان امهاتنا هو أمر مهم فأنا اؤيد فكرة الإحتفال بهذا اليوم

انا شخصيا أفرح بالهدية التي يجلبها لي اولادي فلها أثرا خاصا في قلبي إذ تحمل معنى جميلا فيه تقدير اولادي لي فأنا أراقب واشاهد من بعيد فرحة اولادي وإنشغالهم بالهدية التي سيجلبونها لي

هل ما زلنا بحاجة الى الإحتفال بيوم الأم؟ هل ما زال يتوجب علينا تكريس يوم للتعبير لوالداتنا المعطاءات عن مدى حبنا وتقديرنا لهن؟ تراودني مثل هذه الأسئلة مرارا ولا ازال في حيرة ولغط من أمري.لأنني لطالما اعتقدت أن حب الأم ينبوع لا إنقطاع لعطائه وإنهماره. فخرير سيله جارٍ على مدار العام والفصول. فهل نرد الجميل والتقدير بتخصيص يوم واحد فقط في السنة لنقول فيه شكرا لحبيباتنا الأمهات؟ ألا يجدر بنا تقبيل التربة تحت أقدامهن ليل نهار؟ كيف لا وقد قال الرسول الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم : "الجنة تحت اقدام الأمهات". أفلا يجدر بنا استنشاق رحيق جباههن والتبرك بمريلتهن كل صباح ومساء؟

ثم في بحر هذه الأفكار تلطمني موجة أخرى تقول لمَ لا نقدم تذكير لأولئك الذين قد نسو أمهاتهم، لمَ لا نقدم وردة عطرة لتلك التي تخلى عنها اولادها، او للنساء اللاتي يضربن على أيدي اولادهن وأزواجهن؟ لم لا وقد عقّ الكثير منهم أمهاتهم؟ تعالوا لا نذهب بعيدا، إن مشاغل الحياة وضغوطاتها سلبتنا الوقت وباعدت ما بين تقاربنا، فبالكاد يتسنى لنا احيانا أن نتصل بالأم الحبيبة، او نمر عليها نقبل جبهتها الزكية، فلم لا نجعل يوما لها وفقط لها نقضيه معها ومن أجلها؟!
وفي غمرة الحيرة وتقاذف الأفكار في رأسي قمت استمع الى بعض من آراء هذه الأمهات والنسوة حول يوم الأم.

الأم هي عماد المجتمع
هيام عزايزة، طبيبة نساء وأم لثلاثة اطفال: فاطمة 8 اعوام، أسيل 6 سنوات وليمار 4 سنوات. اصلها من قرية دبورية وتزوجت في قرية عرعرة. درست الطب في ايطاليا وتخصصت في طب النساء في المستشفى الفرنسي في مدينة الناصرة. وفي يوم الأم قالت: "إن يوم الأم عندي لا ينحصر بيوم واحد في العام. فان أمي المتوفاة منذ عشرة أعوام في ذهني وقلبي وعقلي يوما بيومٍ وساعة بساعة. امي كانت وما زالت محور حياتي". "امي لم تكن امرأة متعلمة بل كانت أما واعية ومثقفة وذات نظرة مستقبلية. فقد عملت جاهدة على أن تنشئ أسرة متعلمة. وبالفعل انا واخوتي، ونحن عشرة كلنا بعون الله وفضل امي وابي خريجو جامعات وحاملو شهادات". وأضافت:"يوم الأم، هو يوم لتكريم المرأة والأم. فالأم هي عماد المجتمع وهي رمز العطاء. غير انني أؤكد ان الأم ليست هنالك لنحتفل بها يوم واحد بل للام جميع الأيام وكامل السنة، نحترمها فيها ونقدرها على ما قدمت". وقالت انها كانت تحتفل بامها اثناء تواجدها في ايطاليا بالإتصال بها للمعايدة عليها، واحيانا ارسال هدية لها عبر البريد. واشارت الى انها تحتفل هي واولادها بيوم الأم وان ليوم الأم طعما وشوقا على مدار العام فيا للغبطة التي تنتابها عند معايدة اولادها لها.

الأب ايضا يعطي ويضحي
وتابعت : "انا أم مشغولة غالبية أيام العام وقليلا ما احضر المناسبات التي تجرى في المدراس مع الأولاد، غير انني اعمل على أن أحضر إحتفالات يوم الأم مع اولادي مهما كان الثمن. واذكِّر اولادي في هذا اليوم بـ"بابا"، ومدى عطائه هو وتضحيته من أجل أسرتنا". وأضافت الدكتورة هيام: "إنطلاقا من مهنتي وتجربتي بحكم انني طبيبة نساء، أصرّح واقول إن كل النساء هن أجمل أمهات، تلك التي حملت وتلك التي أنجبنت وأولئك اللاتي لم يحالفهن الحظ ايضا. فالأمومة في فطرة الأنثى. فأنا أتعامل مع كثير من الصبايا اللاتي لم يتزوجن غير أنهن أمهات بكل معنى الكلمة، فتلك ربت اولاد اختها او اخوها، وتلك رعت اخوتها وهم صغارا وغيرها من الأمثلة. وانا اعايد عليهن جميعهن بمناسبة هذا اليوم العظيم".

تخصيص يوم للاحتفال بالأم
جاكلين زبيدات، إختصاصية تجميل من مدينة سخنين، ام لثلاثة اولاد: عنان سنة ثانية طب في الجامعة الأردنية - عمان، مياس 15 عاما وعدن 8 سنوات.  قالت مجيبة على تساؤلي إن كنا بحاجة الى تخصيص يوم للاحتفال بالأم: "انه رغم محبتنا المتواصلة لأمهاتنا الا أن مشاغل الحياة وضغوطاتها في كثير من الأحيان تقف عائقا أمام قضاء وقت اكبر مع والداتنا. لذا فان تخصيص يوم للأم في العام نترك فيه كل مشاغلنا وثقل أعبائنا لنجلس في أحضان امهاتنا هو أمر مهم. فأنا اؤيد فكرة الإحتفال بهذا اليوم. وانا شخصيا أفرح بالهدية التي يجلبها لي اولادي، فلها أثرا خاصا في قلبي، إذ تحمل معنى جميلا فيه تقدير اولادي لي. فأنا أراقب واشاهد من بعيد فرحة اولادي وإنشغالهم بالهدية التي سيجلبونها لي في يوم الأم، اشهرا عديدة قبل حلوله". واضافت قائلة :"انني أحتفل بيوم الأم ايضا مع والدتي الحبيبة ووالدة زوجي الغالية، وأعمل جاهدة على أن أمضي نهاري معهن ومع اولادي".

أهمية يوم الأم
المحامية ريم جمّال عبود، من مدينة شفاعمرو ،أم لثلاثة اطفال: بيرلا 7 سنوات ونصف، فؤاد اربع سنوات وجولين ابنة السنة. قالت إن للإحتفال بيوم الأم نكهتين. الأولى لانها تحتفل بأمها العظيمة والتي كان لها ولأبيها الفضل لما وصلت اليه، هي واخوتها من إنجازات في الدراسة والعمل. والأخرى انها هي بنفسها وقد صارت اما لثلاثة اطفال. فعلى الرغم من صغر سنهم بدأوا يدركون ما أهمية يوم الأم، فقد باتت تشعر بإهتمام اولادها الصغار بالإحتفال بها وبتضحياتها من أجلهم. وعندما سألتها اذ كان علينا الإحتفال بيوم الأم قالت:"إن يوم الأم يوم عظيم رغم انني احتفل بامي العظيمة كل يوم. على الرغم من ذلك فانني احب أن أكرس لها يوما في العام أدللها فيه اكبر دلال، وأعبّر لها عن مدى أهميتها في حياتي. فلها ولأبي الفضل كل الفضل في ما وصلنا اليه انا واخوتي من إنجازات". وشددت على انها تحتفل بأبيها كما امها في هذا اليوم. فلآبائنا ايضا دور أساسي في حياتنا. كما انني احتفل بأم زوجي ايضا التي لا أستغني عنها وعن عطائها".

العطاء والتضحية
إخلاص حامد، أم محمد من الناصرة، والدة لستة اولاد. خمس بنات وولد وحيد، وجدة لـ13 حفيدا. تكرس أم محمد غالبية وقتها في رعاية أحفادها ومساعدة بناتها في تربيتهم. ثلاثة من أحفادها يقيمون معها في البيت بشكل ثابت منذ كانوا رضّع. وحين سألتها عن أهمية يوم الأم قالت: "إن الأم رمز للعطاء والتضحية. الأم هي الأم. تقدم الكثير الكثير وتتكبد الكثير من المشاق وتتحمل العديد من المسؤوليات". واضافت: "أعايد على كل أم حملت وأنجبت وربت، وعلى كل أم لم تحمل او تنجب ايضا، فكلهن والدات وامهات يتدفق الحنان من قلوبهن تدفقا". وعندما سألتها كيف تحتفل بيوم الأم قالت، انها تزور والدتها وتجتمع بأخواتها كلهن لمعايدة امهن. كما أن ولدها وبناتها وأزواجهن وأمهاتهم وسائر أحفادها يجتمعون في هذا اليوم إحتفالا بأهميته ومكانة الأم في البيت والأسرة والمجتمع.