القاضي يشير أنّ من طرد من مكان سكناه العادي لا يعد "غائباَ" وفق قانون أملاك الغائبين لعام 1950

قرار المحكمة يلغي سيطرة الوصي على املاك الغائبين على اكثر من 80 دونما تعود ملكيتها لعائلة مغندف

"أصدرت المحكمة المركزية في حيفا، قراراً يعدّ سابقة قضائية، يلغي بموجبه سيطرة الوصيّ على أملاك الغائبين على أكثر من 80 دونماً في قرية عبلين، تعود ملكيتها لعائلة مغندف". وفي السياق قال المحامي الدكتور سمير حاج: "كانت عائلة مغندف، السادة ماجد عيسى مغندف وهايل ومهنا ومحمد رجا سكران، قد قدّموا في العام 2009، دعوى قضائية ضد " الوصي على أملاك الغائبين ، ممثّلاّ بنيابة الدولة، طالبوا فيها المحكمة أن تلغي سيطرة "الوصي على أملاك الغائبين" على حقوق والدهم المرحوم عيسى سكران مغندف في قطعتي الأرض المعروفتين بقسيمة 24 بلوك 12201 المساحة الكلية 57535 مترا مربعاَ، وقسيمة 73 بلوك 12201 المساحة 25646 مترا مربعاً".

تنازل المرحوم بممتلكاته لأبنائه
واكد المحامي حاج: "الجدير ذكره أنّ المرحوم عيسى سكران مغندف قد ولد في قرية عبلين عام 1874 وتوفي ودفن فيها عام 1966. في العامين 1962 و1963 قام المرحوم عيسى مغندف بالتنازل لأبنائه، عن حقوقه في جميع أملاكه، أمام كاتب عدل عموميّ. وفي العام 1987 قام "الوصي على أملاك الغائبين" بالسيطرة على 10/3 حصص المرحوم عيسى بأملاكه بادعاء أن ثلاثة من أبنائه يعتبرون "غائبون"، على الرغم من تنازله عن أملاكه لأبنائه في مطلع الستينات".

ادعائات وثائق "الوصي" مليئة بالتناقضات
وتابع المحامي د. حاج بالقول :في العام 1998 قام "الوصي على أملاك الغائبين " بالسيطرة على جميع أملاك المرحوم عيسى في عبلين، بادعاء أنّ المرحوم عيسى "غائب" وفق تعريف قانون"أملاك الغائبين-1950". وكان "الوصي على أملاك الغائبين " ممثّلاَ بالنيابة العامة، لواء حيفا، قد ادّعى معتمدا على وثائق عسكرية من العام 1949، أنّ المرحوم عيسى قد"تسلّل إلى لبنان" لذا يعتبر "غائباَ". لكنّ المدعين، أبناء عائلة مغندف، أثبتوا أنّ ادعاءات "الوصي على أملاك الغائبين " عارية عن الصّحة، ومليئة بالتناقضات، فهي لا تعتمد رواية واحدة، فقد ورد في وثائق" الوصي" أنّ المرحوم عيسى"طرد" إلى جنين ثمّ عاد، وفي وثيقة أخرى "عاد من لبنان"، وفي استجواب مندوب الوصي في المحكمة، أشار بأنّ المرحوم عيسى "تسلّل من الأردن أو لبنان". في المقابل ادعى وأثبت أبناء مغندف، أنّ والدهم المرحوم عيسى لم يغادر البلاد، كما لا يعقل أنّ إنسانا مسنّا ( ابن 75 عاماَ) في العام 1949 ، يستطيع الوصول إلى لبنان، كما لا يعقل وفق القانون أن ينتظر الوصيّ 50 عاما بعد وفاة المرحوم والشهود وضياع الوثائق ليصدر شهادة يعلن فيها أنّ المرحوم عيسى يعد "غائباَ".

من يطرد من مكان سكناه الدائم لا يعد غائبا
هذا، وعلم موقع العرب أن القاضي قبل ادعاءات موكّل عائلة مغندف المحامي سمير حاج، وأصدر قراراَ بقبول الدعوى، وإلغاء سيطرة "الوصي على أملاك الغائبين" على أراضي المرحوم عيسى سكران مغندف. كما أشار القاضي في قراره، أنّ من "يطرد" من مكان سكناه الدائم، لا يعتبر "غائباَ" وفق قانون أملاك الغائبين-1950.

مديرية اراضي اسرائيل
وأشار د.حاج أن "الكنيست أقرت قانون "أملاك الغائبين" عام 1950، ووفق هذا القانون تمّ الاستيلاء على أراضي وممتلكات الفلسطينيين الذين هجروا منها نتيجة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948. ويسمح هذا القانون ل "الوصي على أملاك الغائبين" والذي يمثّل الدولة، التصرّف بالأملاك بشتى الطرق. وفي العام 1953 تمّ نقل الأملاك إلى "سلطة التطوير"وفي العام 1960، وضعت الأملاك تحت سيطرة "مديرية أراضي إسرائيل".