الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 13:02

هل يوحد اوباما الفلسطينيين/ بقلم: د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 12/03/13 13:15,  حُتلن: 13:26

د.هاني العقاد في مقاله:

الاسئلة الدقيقة التي تطرح نفسها الآن بعد كل هذا التحليل هل بالفعل دول الباب الخلفي معنية بتوحيد الفلسطينيين؟

امريكا اليوم تهدد بالبحث عن قيادة قوية للشعب الفلسطيني لان القيادة الحالية لا تساير المغريات والرغبات الامريكية

سيأي اوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية للولاية الثانية الى المنطقة في زيارة استكشافية كما يقولون، او زيارة ضغط ،او زيارة تجديد صداقات مع اسرائيل، فحتى اللحظة لم يجمع المراقبون على نوع الزيارة بسبب تضارب التصريحات التي تصدر عن البيت الابيض ، فمرة يقول البيت الابيض انه مصمم على اعادة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضمن مشروع الارض مقابل السلام وبالتالي فان الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 هي نهاية التطلع الفلسطيني وامريكا معنية بهذا و تسعي له ..!، ومرة يعلن اوباما انه سيطرح على الجمهور الإسرائيلي موقفه القاضي بحل النزاع مع الفلسطينيين لأنه السبيل لضمان أمن بلادهم، و في نفس الوقت يشير إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل راسخة وغير قابلة للانفصام ولا يمكن أن تتأثر بأي موقف، ثم يعود اوباما ويقول انه سيضغط على نتنياهو والرئيس محمود عباس لاستئناف المفاوضات لأنه المخرج الوحيد لحالة الجمود السائدة الان ويؤكد انه لن يعرض خطة سلام جديدة على الطرفين، ويعيد اوباما أن الزيارة تأتي في اطار تأكيد الالتزام الأمني والسياسي تجاه اسرائيل وقد يكون هذا بالفعل الهدف الرئيس وتحريك مسيرة السلام من الاهداف الفرعية للزيارة او من خلال النصائح الامنية والسياسية للإسرائيل لتعيش في أمن واستقرار في المرحلة القادمة مع جيرانها العرب بالذات في ظل التغيير العربي والمسمى بالربيع العربي.

السياسة الامريكية
أيا كان نوع الزيارة والاهداف التي تكمن خلفها لأنها اهداف تأخذ بالاعتبار الاول مصلحة دولة الكيان فالسياسة الامريكية في المنطقة يجب أن نفهمها على انها سياسة اسرائيلية بامتياز، وسياسة تقوي اسرائيل وتساندها مهما كانت الظروف العربية المحيطة ومهما كان نوع الضغط العربي والدولي إن وجد، ولعل اهم ما قاله اوباما أن الفلسطينيين لا يتمتعون بزعامة قوية وهذه لها مفهومها في الفكر السياسي وتعني ان امريكا اليوم تهدد بالبحث عن قيادة قوية للشعب الفلسطيني لان القيادة الحالية لا تساير المغريات والرغبات الامريكية باتجاه المفاوضات، ولو اراد اوباما ان تكون القيادة الفلسطينية قوية لكانت بالفعل كذلك واستخدم ضغطة الحقيقي على اسرائيل لتنهي الصراع وتشرع في عملية السلام العادل، لكن اوباما عاد وعلل ضعف القيادة الفلسطينية بسبب الانقسام الفلسطيني معرباً عن تأييده لوحدة الفصائل الفلسطينية في حكومة لا تكون ضد العملية السلمية، وهذا يعتبر أمرا في غاية الخطورة بالنسبة لنا كفلسطينيين لأن العلاقة التي ربطها اوباما علاقة زائفة تعلق عليها امريكا جنوحها نحو اسرائيل وعدم نصرة الحق الفلسطيني والمساهمة في تحق تقرير المصير بشكل عام ، ويظهر لنا زيفا حقيقيا أن السيد اوباما معني بتوحيد الفلسطينيين اكثر من الفلسطينيين انفسهم وانه يدعو بعض دول الباب الخلفي كما يسميها التدخل لدى حركة حماس حتى تليين موقفها تجاه المصالحة الفلسطينية الشاملة، وعبر هذا الباب الذي يعلنه أوباما على الملأ أنه يدعي الايعاز لقيادات بعض تلك الدول لتوظيف جهودهما لتوحيد الصف الفلسطيني ليبقي الفلسطينيين جاهزون للدخول في مفاوضات سلام مقترحة مع الإسرائيليين بعد التزام نتنياهو بوقف الاستيطان سرا والخروج بالاستيطان خارج حدود الضفة الغربية والقدس العربية وهي اراضي الدولة الفلسطينية التي وافق عليها الفلسطينيين باختلاف توجهاتهم السياسية كمدخل للسلام الدائم في المنطقة، وقد لا تكون هذه الحقيقة، ولو كانت هذه الحقيقة التي تريدها امريكا من دول الباب الخلفي لبذل دور فاعل لتوحد الفلسطينيين لنجح هذا الدور منذ زمن ولما تعمق الانقسام بالشكل الذي نراه اليوم ولم يتعمق بدرجة يجعل وحدة الفلسطينيين تزداد صعوبة يوما بعد يوم وبالتالي الدفع باتجاه سيناريوهات سياسية ما تبقي الانقسام حال الموقف السياسي الفلسطيني.

توحيد الفلسطينيين
الاسئلة الدقيقة التي تطرح نفسها الآن بعد كل هذا التحليل، هل بالفعل دول الباب الخلفي معنية بتوحيد الفلسطينيين..؟ وهل الادارة الامريكية حقيقة تسعى لدي هذه الدول لتساهم بشكل أو بآخر في توحيد الفلسطينيين..؟ وهل قدوم أوباما الى فلسطين يتوج هذه الوحدة؟ قد نجيب على السؤال الأول (بلعم) لأن موقف هذه الدول يتأرجح مرة نحو الايجاب وعدم الايجاب وهو شكل من اشكال برود مساعي تلك الدول نحو دفع الطرفين للتوحد واحيانا تنطفئ تلك المساعي تماما ، اما الاسئلة الأخرى فأننا نؤكد ان اجابتها بالسلب لان الحقيقة لا يمكن ان تتواري خلف غربال ، ولو كانت كذلك لاستعاد الفلسطينيين وحدتهم قبل ان يصبح الانقسام استحقاق سياسي لكل من امريكا واسرائيل ولوأد الفلسطينيين هذا الانقسام منذ وقوعه واصبح ماض لا اثر له وفوتوا الفرصة على الدول الانتهازية للعزف على هذا الوتر والحفر تحت قاعدة الحقوق الفلسطينية التاريخية لتسقط في اعمقا النسيان الدولة والانتفاء العربي ، وبالتالي تبقي فلسطين دويلتين منقسمتين لكل منها معسكرة السياسي.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة