الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 18:02

نجاح نتنياهو أوباما محدود في الزمان والمكان /بقلم: أ.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 09/03/13 11:19,  حُتلن: 12:13

أ.محمد خليل مصلح في مقاله:

هناك حديث يربط بين أهمية تشكيل الحكومة الاسرائيلية وزيارة أوباما للمنطقة وما تحمله تلك الزيارة من أهمية لجميع الاطراف خاصة السلطة الفلسطينية

لأول مرة في تاريخ الدولة قد تبقى الأحزاب الدينية "الحريديم" خارج الحكومة ونتنياهو يقامر ويرهن نفسه بالأحزاب العلمانية اليمينية ويستسلم لإرادة لبيد وبينت 
 
الوضع الداخلي السياسي والاجتماعي في اسرائيل يشهد توصيفا خطيرا للخلاف بينهما وشرخ اجتماعي طبقي إثني يتعزز في المجتمع الصهيوني

فيما يتعلق بالعودة للمفاوضات مع الفلسطينيين ليفني عنوان دبلوماسي جيد سيعيد لإسرائيل لغتها الدبلوماسية وتعزيز موقفها السياسي والعلاقة مع الاوروبيين وحشر ابو مازن في الزاوية

تشكيل نتنياهو للحكومة الاسرائيلية وزيارة أوباما والعودة للمفاوضات السرية منها والعلنية وتعطيل المصالحة قضايا أو عناصر للمشهد السياسي المعقد والمركب في المنطقة ؛ نتنياهو يقترب من فكفكة العقد المركبة داخل اسرائيل والتي نتجت عن الانتخابات الأخيرة في إسرائيل مع الاخذ بعين الاعتبار الوضع الاقليمي وانعكاساته السياسية والأمنية سببت تغيرات في البيئة الاستراتيجية لإسرائيل من جهة وللولايات المتحدة من جهة اخرى.

تبعات المصالحة الفلسطينية -الفلسطينية 
قد يكون من الصعب الغوص في جدلية هذا المركب من العناصر في هذا التحليل المحدود بمساحته في تلك الغابة من العناصر ؛ هناك حديث يربط بين أهمية تشكيل الحكومة الاسرائيلية وزيارة أوباما للمنطقة وما تحمله تلك الزيارة من أهمية لجميع الاطراف خاصة السلطة الفلسطينية وتشبثها في طريق المفاوضات ، والخوف الشديد لحد الموت من تبعات المصالحة الفلسطينية -الفلسطينية والحسابات المقلقة حتى الطرف الاسرائيلي منها ؛ خاصة وأنها جزء من مطالب بعض الاحزاب الاسرائيلية للمشاركة في حكومة الائتلاف الاسرائيلية حزب الحركة ليفني وهناك مستقبل والتلميحات التي تطلقها رئيسة حزب العمل يحيموفتش ؛ بأنها في حالة عدم مشاركة البيت اليهودي في الائتلاف قد تحتل مكانه ؛ مع تشكيكها برغبة نتنياهو العودة الى المسيرة السياسية والالتزام بها .

شرخ اجتماعي طبقي
المفاوضات الائتلافية تتقدم ؛النائب الليكودي داني دانون : " المفاوضات الائتلافية شهدت تقدما ملحوظا ونأمل في أن تعرض الحكومة الجديدة الاسبوع القادم"، نتنياهو يتقدم نحو تشكيل الحكومة قبل ثلاث أو اربع أيام من انتهاء المهلة الثانية الممنوحة له بحسب القانون الاسرائيلي وهو في نفس الوقت ولأول مرة في تاريخ الدولة قد تبقى الأحزاب الدينية الحريديم خارج الحكومة نتنياهو يقامر ويرهن نفسه بالأحزاب العلمانية اليمينية ويستسلم لإرادة لبيد وبينت بغض النظر عن الخطورة من هذا التوجه والذي عكسه تصريح عضو الكنيست يسرائيل ايخلير رئيس كتلة يهودات هتوراة أن حزبه سيواصل الدفاع عن الطبقات المحرومة والعاملين من مقاعد المعارضة في الكنيست والتصدي لما وصفه بحكم الاغنياء والظلم ، وأن موقع الاحزاب المتدينة الحريديم صفوف المعارضة لمواجهة النظام اللاديني ( العلماني ) في اسرائيل ، وتهديد اريه درعي عدم المشاركة في الحكومة في المستقبل اذا انسحبت احدى الاحزاب تلك من الائتلاف ؛ الوضع الداخلي السياسي والاجتماعي في اسرائيل يشهد توصيفا خطيرا للخلاف بينهما ؛ شرخ اجتماعي طبقي إثني يتعزز في المجتمع الصهيوني .

رسائل متعددة

نتنياهو في حالة غزل لأوباما قبل زيارته ، وسعي واضح لنيل ثقته ومساعدته في تجاوز ما يهدد الكيان الصهيوني من مخاطر اقليمية ؛ بعد ما يثبت له من قدرة على تجاوز محنة تشكيل الحكومة ؛ التي يرى فيها عناوين جيدة للمرحلة القادمة ؛ فيما يتعلق بالعودة للمفاوضات مع الفلسطينيين ليفني عنوان دبلوماسي جيد سيعيد لإسرائيل لغتها الدبلوماسية وتعزيز موقفها السياسي والعلاقة مع الاوروبيين وحشر ابو مازن في الزاوية والحد من الضرر الذي تسبب به الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو ، وتقييد حركة السلطة في المحافل الدولية ، وفي المقابل ستولي الادارة الامريكية الملف الايراني الاهتمام المتناهي وهذا ما اكدته زيارة بارك الحالية للولايات المتحدة ، واجتماعه مع وزير الدفاع الامريكي الجديد تشاك هاجل ؛ المساعدات العسكرية لن تتضرر بالمطلق ، ثانيا التأكيد على كل الخيارات بالنسبة للملف الايراني النووي وعدم السماح لها بحيازة السلاح النووي ، وفي مقابل ذلك يلتزم اوباما بعدم طرح أي خطط جديدة للسلام " أنه لن يطرح خطة سلام جديدة خلال زيارته لإسرائيل هذا الشهر لكنه أكد أن كلا الجانبيْن الإسرائيلي والفلسطيني يتحملان المسؤولية عن قضية استئناف المفاوضات السلمية بينهما " ؛ على أن يُبقى زمام المبادرة بيد اسرائيل نتنياهو ؛ حتى يحافظ على حزبه بالدرجة الاولى متماسكا ؛ بالسيطرة على الجناح المتطرف في الحزب والمستوطنين أيضا ، وأن اوباما سيمارس ضغطا على عباس للعودة الى طاولة المفاوضات من جهة وفي الوقت نفسه تجميد خطوات وجهود المصالحة مع حماس للضغط عليها خاصة في ظل ما ينتابها من توجس على مستقبل سيطرة الاخوان المسلمين على النظام السياسي في مصر .

إستراتيجية نتنياهو
الخلاصة أن نتنياهو بإمكانه أن يعلن أنه الملك المنتصر من بين كل اللاعبين السياسيين في المنطقة وأن شك البعض بالاستقرار لتلك الحكومة وأن مدتها لن تتجاوز على اثر تقدير العامين ؛ استراتيجية نتنياهو قائمة على اساس ادارة الازمات بكسب الأيام بل الساعات للبقاء في الحكم والإعلان بأنه استطاع أن يوجه الاهتمام العالمي للملف الايراني ويهمش الملف الفلسطيني ويلهي به مطالب شركاء الائتلاف من جهة ، ويذل ابو مازن والطرف الفلسطيني ويوقف هذا التدحرج للموقف الفلسطيني خارج السيطرة عليه والقضاء على المصالحة الفلسطينية الداخلية من جهة اخرى ، ولا نبالغ إن أشرنا إلى احتمال التوغل في الشأن المصري وتأجيج حالة العصيان ودعم المعارضة ضد الاخوان في مصر وطرح ورقة حماس للمساومة عليها ، ومع ذلك تبقى كل الاحتمالات قائمة بفشل تلك المخططات التآمرية في لحظة الصحوة والانتباه من الشعوب سواء الفلسطينية منها او العربية بشكل عام ، فالحكم على نجاح الثورات المضادة ما زال مبكرا جدا .

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة