الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 15:01

كفاح تكتب عبر منبر العرب.نت: ثرية

كل العرب
نُشر: 07/03/13 08:38,  حُتلن: 07:45

كفاح في خاطرتها :

لو كنت ادري بأنك سوف تولد قبلي وتعيش بعيداً عن بيتي لكنت اختصرت بيوت الكون كلها في قلبي لكي القاك قبل هذا

لو تنبأت ان قلبك الصغير سوف ينبض بحبك الأول قبلي..لكنت قد حكمت بالإعدام على جميع اناث الكون لكي ابقيك ملكي لي وحدي

في فستانها الأزرق، شعرها الأسود الغجري، انفها المتكبر، وعينيها الوقحتين، تجلس مع اصدقائها حول مائدة مليئة بأنواع الحياة. اشخاص من كل القوالب، تدقق النظر تبحث عن شيء هي لا تدريه..تستمع لشتى انواع الهراء، تنظر لمختلف انواع الاقنعة وتستلذ برشف قهوتها بروية راضية الشعور بأنها تدعي البلاهة، ويطغى عليها احساس الغرور، أنها اقوى الحاضرين تمثيلاً في سيارته الفخمة، ملابسه مبتذلة الاناقة، عينيه الوقحتين ورائحة الكحول تفوح منه، يقود ذاهباً الى ذات المسرحية، الى ذات الخليط البشري الضجر، يُحكم رسم ابتسامة آسرة، يدخل بخطاه الواثقة، يحيي الخليط البشري بحرارة مصطنعة ويوزع نظراته الفارغة الى دوامتهم السوداء. ثم.....يحدث الالتقاء، تشعر هي بعيون تلذعها ولكنها لا تستدير لتفحص من هذا المتطفل على مساحتها، فجأة تلتفت الى مصدر النار، فلم تعد تستطع تحمل اللذعات. يتوقف العالم عن الدوران، وتضيع في اللانهاية، لحظة استمرت عصورا ً وقرون، تتجمدُ نظراتهُ عليها يدنو اليها لا اراديا وتغادر مكانها مقتربة اليه محمرة الوجنتين، راجفة البدن، خائفة الخطى. تنظر الى عينيه ترتجف بلا توقف، يخونا لسانها ولا تستطيع الكلام، يتفحصها كشيء محرم للمس، كقطعة هربت من الجنة تقف امامه الان، ربما كان هو هي، في زمان عابر او كانت هي هو في زمن قديم، والتقوا ثانية روحاً واحدة في جسدين، وإلا ما تفسيرك لارتجاف البدن ؟وتوقف العالم عن الدوران؟ يجمع بعض الشجاعة ويستأذنها برقصة، ترنو اليه لا شعورياً مومأة اليه بالإيجاب، يشعران بشيء من الألفة، يده اليمين تحتضن خصرها والأخرى تحتل مساحة يدها وتستسلم له مطمئنة، ربما عاشت هي تدفع ثمن انفاسها عذابا ً، فقط لكي تلتقيه. تناجيه قائلة: عينان شرقيتان..نظراتهما صهرتني حد الذوبان، عيناك اخذتني سيدي الى عوالم ولا نهايات بعيدة، رموشها؟ كأسهم تغرز في ثغرات روحي...تدغدغ مشاعر قد بليت وانتحرت بزمن اخر..زمن كان به التقاء السماء بالبحر وارد .. موجود ومن مسلمات ذاك الوطن والمكان..عيناك سيدي قد جردتني من ملامح نفسي وكشفت عني آلامي..منفى الأحزان...لعيناك يا هذا رونق وطابع رجولي بحت..يكسبان رهان اي معركة..بل بالأحرى يغزوان..بين التقاء الجفن بالجفن؟؟..الرمش بالرمش؟؟..اموت..ثم احيى..اتألم واشفى..عذاب مرغوب سيدي.. كالفراشة تحوم حول ضوء يحرقها ولا تبال..بل تزيد التفاني..كيف يا هذا..لعطشي لشغفي للطفلة داخلي..ان يتجاهلوا تلك العينان؟ فلو كنت ادري بأنك سوف تولد قبلي وتعيش بعيداً عن بيتي.. لكنت اختصرت بيوت الكون كلها في قلبي لكي القاك قبل هذا... لو تنبأت ان قلبك الصغير سوف ينبض بحبك الأول قبلي.. لكنت قد حكمت بالإعدام على جميع اناث الكون ! لكي ابقيك ملكي... لي وحدي.

مناجاة
ترد عينيه مناجاتها قائلا: عندما ناظرت عينيك وجدت نفسي التائهة تهيم في شواطئك..لحظة شغفت لعيشها منذ الأزل..اقسم بالخالق الحي اني ادمنتهما من اول نظرة، ولو خيروني بين برهة النشوة التي تعيشها الآن كل ذرة من روحي وكياني وبين الأبدية لاخترت الاحتراق في اشعتهما ومن ثم فليكن الموت.. وجدتني ام وجدُتكِ لا ادري..اين كانت سطورك مختبئة في قصتي لا ادري ..فلتتركيني اموت بين يديك شهيدا لبرق ورعد عينيكِ..اذبحني قربانا على عتبة قلبك.. ولكن قبلها دعيني أستلذ بوهج خديّكِ، بلمعان الذكاء في عينيكِ.... من اجلك تمردت خلايا قلبي وتآمرت علي بمؤامرة خطيرة ...أستجديك لتروي ظمأها الذي اضناني وأضناها.... وانّى لكِ ان تخطفيني من نفسي بعدما اعتقتها للفراغ اللامبالاة والوحدة؟انّى لك ان تحييها من بعد ممات دام عشرات السنين؟ تحييها بقسوة حنانك ولمعة عينيك وتحرضيها علي لتتمرد طالبة اياك حاكما ً على مملكة قلبها وروحها. ويُحكِم مسكة يديه حول خاصرتها..يودُّ لو يعجنها في مسامات روحه ليحظى بسعادته المفقودة. وتنتهي نغمات الموسيقى..وتسمع بالصالة، هتافات وتصفيق، تفتح عينيها فزعة لتجد امامها بقايا من كوب قهوتها وصدى لثرثرة خيالها...تلملم اشتاتها خائبة، ومع شالها الحريري...وخاتم زواجها الماسي، تعود ادراجها الى مسرحها الحقيقي ، حيث هناك لا تسمع سوى همسات الكذب والخيانة..لا تشتم إلا رائحة الاسهم والدولار.. ولا ترى سوى اقنعة السعادة. تعلم انها ستدخل من باب الفيلا ...وسيعبق انفها بشتى روائح الكحول والسجائر...وتزعج اذنيها بقهقهاتهم الفارغة...سوف تشمئز وتشعر بذات الشعور المعهود...لتصعد درجا رُصّعت ارضيته بالمرمر..تدخل غرفتها المنفردة عن زوجها..التي تعج بلون ذهبي صارخ يطفأ شغف روحها......تطفأ نور الغرفة..تخلع عنها قناع البلاهة .. لتعود طفلة نقية...تلهو في احلام الليل..تراقص خيال القمر..وتغفو في حلم ابيض لا يدنسه شيء.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان:alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة