الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 07:01

فلسطين بين أمريكا الغربية الرأسمالية وإيران الشيعية الفارسية/ بقلم: كميل فياض

كل العرب
نُشر: 01/03/13 15:44,  حُتلن: 20:54

كميل فياض في مقاله:

موقف امريكا التاريخي في العالم وفي الشرق الاوسط واضح تماما أجازت لنفسها لعب القمار السياسي والاقتصادي والثقافي

الشيطان الامريكي واضح في نواياه وفي سياساته التنفيذية هو واضح في قدراته وامكاناته وهو يمتد الى كل مكان على الارض تقريبا
 
الموقف الايراني استطاع اقناع الكثيرين من العرب على أن هذا الحلف الايراني السوري الحزبلاتي إقناع الموالين العرب من السنة وسواهم أن قضية الشعب الفلسطيني هي قضيته واولويته

مطمع إيران من الأزمة التاريخية للفلسطينيين ليس هو نفط وغاز فلسطين طبعا لكن استغلال الازمة هو مقدمة سيكلوسياسية داخلة في استراتجيتها لاحتلال الارض العربية مع نفطها وغازها وقضاياها ومن ثم اعادة تشكيل الإمبراطورية الفارسية

كيف نفهم المعادلة السياسية في الشرق الاوسط ..؟
على ماذا نعتمد في تكوين رأي وموقف تجاه القضايا والازمات السائدة في منطقتنا .. الازمة الفلسطينية بين امريكا وإيران تحديدا؟
هل هناك كبير فرق في اغراض كل من امريكا وإيران بالنسبة للفلسطينيين والعرب؟
هل إيران افضل للفلسطينيين والعرب من امريكا لإسرائيل؟

في الواقع موقف امريكا التاريخي في العالم وفي الشرق الاوسط واضح تماما. إنها تتعامل كشركة مقاولات " عظمى" اجازت لنفسها لعب القمار السياسي والاقتصادي والثقافي ،فوق طاولة مستطيلة تتصدرها برأس ثور هائج وبمخالب نسر جارح ،اوراق اللعب دماء الشعوب ،ارواحهم ،وضمائرهم .. هذا ليس سر خفي ،بل واضح لجميع الاذكياء والسذج البسطاء على السواء . فقيم العدالة والديمقراطية والمساواة وحق الشعوب في تقرير المصير الخ .. هو قناع للتمويه اكثر منه ضمير ، بل ليس ضمير اطلاقا.

شيطان أميركي
إن تراكم الاحداث بطول وعرض وعمق التاريخ الامريكي يشهد بذلك ..لكن مع ذلك كما أن الشيطان الامريكي واضح في نواياه وفي سياساته التنفيذية ، هو واضح في قدراته وامكاناته ،وهو يمتد الى كل مكان على الارض تقريبا ،إن بالعسكر وإن بالسلاح وحده ، وإن برجال الاعمال والشركات ، وإن بالمال وحده ،إن بالتخطيط والبرمجة ،و إن بالإيعاز وحده. هو قادر وفاعل بالقوة البشرية الخاصة والموالية ،بخبرائه وتقنياته واقتصاده ومواعظه "السامية " الخ . أن هذا الشيطان قادر من خلال نظامه الانتخابي والديمقراطي واللبرالي أن يجعل لعبته السياسية ،فتنة شاملة مؤثرة فاعلة مقبولة شعبية كأفلامه الهويلودية تماما ..

مقياس
وفي الحق هناك فسحات ومجالات عديدة يجد المواطن الامريكي نفسه متساويا مع قادته امام القانون ، ومع الرئيس الامريكي نفسه .. يشعر أن له شخصيته وخصوصياته ،وله أن يعبر عن نفسه ورأيه في السياسة والثقافة والدين ، دون املاءات وضغوطات . بل من يعاني الضغوطات النفسية قبل وإبان الانتخابات هم المرشحون اكثر من الناخبين بطبيعة الحال .. ومن نافل القول أن المواطن في امريكا عموما وفي الدول الموالية يعيش افضل ،تقريبا في كل المجالات والمستويات ..واذا ما جعلنا المواطن هو المقياس في افضلية اي من النظامين الايراني والامريكي ، نجد الافضلية في الجانب الامريكي مع كل سلبياته .

قضية الشعب الفلسطيني
غير أن تقييمنا لعلاقة كل من امريكا وإيران ينطلق من حساب آخر اهم ، هو قضية فلسطين والاحتلال والمهجرين والاستيطان الصهيوني ،بغض النظر عن ايجابيات وسلبيات النظامين في جميع الامور الاخرى . فبينما موقف امريكا واضح غير قابل للنقاش في جوره ازاء القضية الفلسطينية ، فإن الموقف الايراني استطاع اقناع الكثيرين من العرب ومن سياسييهم ومثقفيهم ، على أن هذا الحلف الايراني السوري الحزبلاتي ،الذي يطمح الى ضم البحرين (الشيعية) اليه ، استطاع اقناع الموالين العرب من السنة وسواهم ، أن قضية الشعب الفلسطيني هي قضيته واولويته ، في حين هو يتوسلها لصالحه ولصالح شيعته ، كما تتوسل امريكا الخليجيين لمصالحها لا اكثر .. وهاهي ايران ترسل الرجال والعتاد والسلاح منذ عامين،لقمع الثورة في سوريا لصالح شيعتها،وفي خلال ذلك تقتل الفلسطينيين في المخيمات مع حليفها "حزب الله" تحت شعارات القومية العربية والقضية الفلسطينية والصهيونية والامبريالية وسواها .. أن مطمع إيران من الازمة التاريخية للفلسطينيين ليس هو نفط وغاز فلسطين طبعا ،لكن استغلال الازمة هو مقدمة سيكلوسياسية داخلة في استراتجيتها لاحتلال الارض العربية مع نفطها وغازها وقضاياها ، ومن ثم اعادة تشكيل الإمبراطورية الفارسية .. يظهر ذلك في العراق على يد المالكي و"منتخبيه " وفي لبنان على يد مواليها من الحزبين " أمل وحزب الله" . وما فلسطين سوى حصان طروادة ، وقد بدأ الجنود الفرس يخرجون تحت جنح الليل من داخل الحصان الفلسطيني ،في اكبر عملية خيانة ضد الفلسطينيين وضد قضيتهم ،إلا اذا كأن تدمير سوريا وقمع اكثرية شعبها في سبيل ابقاء الاسد وجماعته في الحكم ، هو فعلا لصالح الشعب الفلسطيني .! 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة