الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 10:01

سياسة وكلاسيكو وقليل من الخجل/ بقلم: يوسف شداد

كل العرب
نُشر: 01/03/13 12:45,  حُتلن: 18:27

يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

مصطلح تقاسم العبء أصبح كذبة اعلامية يجيد لبيد ترويجها ليجعل نتنياهو متشبثا به بيديه وقدميه للاطاحة بكل غريم سياسي له في الحكومة المقبلة والتي سيجلس فيها جنبا الى جنب مع نتنياهو

الخدمة العسكرية الاجبارية المراد فرضها على المتدينين وهذا ما يطالب به لبيد وبينت لن تحل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها اسرائيل بل ستفرز ضرورة لزيادة ميزانية وزارة الأمن ما دامت الأجندة أمنية وعسكرية بامتياز

تقاسم العبء يجب أن يبدأ بزيادة فرص العمل ورفع الحد الأدنى للأجور وتحقيق المساواة بين المجتمع العربي واليهودي وانعاش جهاز الطب في البلاد وتحسين ظروف المستشفيات ورفع رواتب الأطباء وتحويل الميزانيات للسلطات المحلية العربية واقامة مناطق صناعية في نفوذها

أمام هذا الواقع السياسي المركب يتحول مصطلح "تقاسم العبء" الذي ينادي به لبيد وأنصاره الى بالون اعلامي يطبق كخدعة سياسية مكشوفة لن تحقق شيئا للمجتمع الاسرائيلي إنما ستمنح لبيد نصرا على نتنياهو في الجولة الاولى في "صراع الديوك"


برشلونة وريال مدريد..عناوين على صفحات الفيسبوك وهذا يهزأ من ذاك وفلان يشمت ويستشفي بعلان وآخر يضع صورة لفريقه الرابح ليثير حفيظة الزوار ناهيك عن الجدل الساخن في المقاهي والنوادي والذي يتعدى الخطوط الحمراء أحيانا ويتحول الى عنف وشجار بين الاصدقاء حول برشلونة وريال مدريد

أشاهد ذلك وأتساءل في قرارة نفسي : كيف يمكن لفئة من شبابنا المتمرد والمتعنتر والعنيف أن تشعر بذلك الانتماء لفريقين في اسبانيا لدرجة العبادة بينما تجلب ويلاتا على عائلاتها وحاراتها ومجتمعها من خلال سلوك وتصرفات لا تدل على أي انتماء للعائلة والحارة والمدينة والمجتمع؟

كما نجحتم في ابراز هويتكم الرياضية والتي تفتخرون بها وبرموزها - ميسي ورونالدو وانيستا ودي ماريا - ، عليكم ابراز هويتكم الاجتماعية ورموزها - أخلاقنا وانتماؤنا لمجتمعنا وعائلتنا ورباطها وشهامتنا وتقاليدنا التي يتمناها الغرب وبشهادة منه – قليل من الخجل!

كذبة تقاسم العبء
تدريجيا ومع مرور الأيام دون نجاح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة وتفكيك التحالف الحديدي بين يائير لبيد رئيس حزب "هنالك مستقبل" ونفتالي بينت رئيس حزب "البيت اليهودي"، يتضح أن المصطلح السياسي الاجتماعي الجديد "تقاسم العبء" والذي نسمعه يوميا في نشرات الاخبار ، ما هو الا آلة يستعملها لبيد لشل نتنياهو ومنعه من تشكيل حكومة "مريحة" له تضمن بقاءه وقتا طويلا في السلطة، ولفرض أجندته كسياسي جديد في الحلبة الحزبية يبحث أولا عن المعادلة التي تقدمه كسياسي صلب متجذر وليس عابرا كما حدث مع والده تومي لبيد، اضافة الى محاولته بتعنته اقصاء كل "غريم" ممكن له في الحكومة القادمة التي سيجلس فيها جنبا الى جنب مع نتنياهو. بمعنى أن لبيد يريد أن يتشبث به نتنياهو بيديه وقدميه، وما من شك أنه في الطريق الى تحقيق ذلك. أما نفتالي بينت والذي خطف معظم أصوات الناخبين المستائين من الليكود وطريقه ومن نتنياهو وسياسته الداخلية، فهو الرابح الأكبر من تحالفه مع لبيد، فهو الآخر يبحث عن كسب نقاط مهمة في بداية طريقه السياسية كزعيم لحزب البيت اليهودي، ويرى أن مصالحه تتقاطع مع مصالح لبيد السياسية والحزبية والاجتماعية، ويكفي أنه اختار تحالفا مع لبيد ليصبح مثيرا للإعجاب وتزداد شعبيته بين انصاره وفي اوساط المناوئي الداخليين لنتنياهو ( في الليكود) الذين يرون بحزب البيت اليهودي بابا خلفيا لليكود وأيديولوجيته.

عندما يصبح تقاسم العبء عبئا 
لقد أصبح مصطلح تقاسم العبء عبئا على اكتاف كل من يعتقد في اسرائيل أن الحل لضمان مستقبل سياسي واجتماعي أفضل لا يتحقق من خلال زيادة اعداد الجيش وكوادره والمجندين في صفوفه، إنما بالنهوض بالاقتصاد الاسرائيلي وحماية الطبقات الوسطى والفقيرة من الضربات الاقتصادية المقررة قريبا بعد تشكيل الحكومة، وبالتالي فإن تحقيق ذلك لا يتم من خلال زيادة ميزانية الجيش ووزارة الأمن وتجييش اسرائيل برفع نسبة التجنيد بفرض الخدمة العسكرية على المتدينين والعرب، إنما من خلال تقليصها واستثمار الأموال لصالح الطبقات المهددة وفي المرافق العامة الآيلة للإنهيار، وإنعاش الجهاز الطبي في البلاد وعلى رأسه المستشفيات التي تشهد اكتظاظا، وطواقم الأطباء الذين يتقاضون رواتبا قليلة مقابل ساعات العمل الطويلة، وزيادة فرص العمل لانخراط الشباب في الاسواق المختلفة ورفع الحد الأدنى للأجور، وتحويل الميزانيات للسلطات المحلية العربية وتوفير المناطق الصناعية في نفوذها، وتحقيق المساواة بين المجتمع العربي واليهودي. لذلك فإن الخدمة العسكرية الاجبارية المراد فرضها على المتدينين وهذا ما يطالب به لبيد وبينت لن تحل المشكلة الاقتصادية الاجتماعية التي تعاني منها اسرائيل، بل إنها ستزيد الوضع سوء من باب أنها ستفرز ضرورة لزيادة الميزانية المخصصة للجيش لازدياد كوادره ، والتي ستقطع الطريق أمام تحقيق عدالة اجتماعية حقيقية ما دامت الأجندة هي أمنية وعسكرية بامتياز. وأمام هذا الواقع السياسي المركب يتحول مصطلح "تقاسم العبء" الذي ينادي به لبيد وأنصاره الى بالون اعلامي يطبق كخدعة سياسية مكشوفة لن تحقق شيئا للمجتمع الاسرائيلي، إنما ستمنح لبيد نصرا على نتنياهو في الجولة الاولى في "صراع الديوك".


انتماء برشلوني مدريدي وبصقة في وجه مجتمعنا
في كل مرة تنتهي مباراة كلاسيكو العمالقة بين برشلونة وريال مدريد أكتشف مدى اصابة شبابنا وأبناء مجتمعنا بحمى الكلاسيكو وبتأثيره على الشارع العربي في البلاد، ودرجة التعلق بهذين الفريقين اللذين يمثلان حضارتين مختلفتين وتاريخهما من ذهب. عناوين على صفحات الفيسبوك، وهذا يهزأ من ذاك وفلان يشمت ويستشفي بعلان، وآخر يضع صورة لفريقه الرابح ليثير حفيظة الزوار، ناهيك عن الجدل الساخن في المقاهي والنوادي والذي يتعدى الخطوط الحمراء أحيانا ويتحول الى عنف وشجار بين الاصدقاء حول برشلونة وريال مدريد. أشاهد ذلك وأتساءل في قرارة نفسي : كيف يمكن لفئة من شبابنا المتمرد والمتعنتر والعنيف أن تشعر بذلك الانتماء لفريقين في اسبانيا لدرجة العبادة، بينما تجلب ويلاتا على عائلاتها وحاراتها ومجتمعها من خلال سلوك وتصرفات لا تدل على أي انتماء للعائلة والحارة والمدينة والمجتمع؟. عنف ومخدرات وجنوح وأعمال بلطجية متمثلة بسرقة مؤسسات تخدم ابناء شعبنا وتخريب الممتلكات العامة المدارس واعتداء على معلمين وغيرها من السلوك التخريبي المقرف والفلتان غير المسبوق الذي نعيشه. أن تعشقوا برشلونة وريال مدريد وميسي ورونالدو وأن تحاولوا أن تكونوا جزء من صورة هذا الزمن الرياضي الذي نعيشه هو أمر جميل ومهم، لكن عليكم أيضا أن تكونوا منتمين لمجتمعكم وعائلتكم ورسالتكم كشباب له وزنه في المجتمع على مستوى العلم والعمل والخدمة الاجتماعية لتشكلوا نموذجا لأجيال قادمة. فكما نجحتم في ابراز هويتكم الرياضية والتي تفتخرون بها وبرموزها - ميسي ورونالدو وانيستا ودي ماريا - ، عليكم ابراز هويتكم الاجتماعية ورموزها التي تعتبر غاية في الرقي - أخلاقنا وانتماؤنا لمجتمعنا وعائلتنا ورباطها وشهامتنا وتقاليدنا التي يتمناها الغرب وبشهادة منه – والدفاع عنها ومنع الظواهر الاجرامية الدخيلة على مجتمعنا التي أرهقت الآباء والأمهات والمربين والمثقفين، والتي تهدد بضياع المجتمع وتشتيت العائلة والمس بثباتها، كل ذلك لأن التغيير المرجو يبدأ منكم وفيكم.......قليل من الخجل!.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة