أمين عام البطريركية اللاتينية قدس الأب جورج أيوب في مقاله:

الكنيسة هي مقدسة وكلامها صادق وتعلن الحقيقة باستمرار وأبواب الجحيم لن تقوى عليها

الكنيسة ستبقى تصلي في كل صباح ومساء من أجل أن يعم السلام والوئام والمحبة في قلوب البشر وبين أبناء البشر

قرار البابا بالاستقالة هو لفتة شجاعة للغاية من أجل مستقبل الكنيسة وأمام هذا العالم الذي يريد أن يصل إلى كرسي الحكم بكافة الوسائل

لقد تناولت بعض شبكات التواصل الاجتماعية ووسائل الإعلام الإلكترونية بعضاً من التحليلات لاستقالة البابا التي لا صحة لها. البعض يقول إن البابا قدم استقالته بسبب ضغوطات كثيرة تلقّاها، البعض الآخر يقول إنه اعتزل بسبب كثرة المشاكل وللأسف هنالك من يقول بأنه سيتم اعتقال البابا بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية والتآمر وغيرها من التخيلات...إلخ".

كلام البابا واضح
نأسف لكل من يدّعي هذه الإدعاءات ولكل من يحاول أن يرجم الكنيسة، ونود أن نذكر أن الكنيسة هي مقدسة وكلامها صادق وتعلن الحقيقة باستمرار وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. البابا بندكتس السادس عشر كان واضحاً في كلامه إذ قال: "إخواني الاعزاء، استدعيتكم إلى هذا المجمع الكنسي، ليس فقط من أجل التطويبات الثلاثة، انما أيضاً لابلاغكم قراراً بالغ الاهمية بالنسبة إلى مسيرة الكنيسة. بعد أن فحصت تكراراً ضميري أمام الله، وصلت إلى قناعة مفادها أن قواي، نظراً إلى عمري المتقدم، لم تعد تناسب المهام الدقيقة التي يتطلبها موقع البابا.
أنا مدرك تماماً أن كرسي روما، ونظراً إلى طبيعته الروحية الأساسية، يحتاج إلى متابعة ليس فقط عبر الكلام والنوايا الطيبة، بل أيضاً عبر الصلاة والألم. إنما، في عالمنا اليوم الذي هو عرضة للتغييرات السريعة والمهتز بأسئلة عميقة حول الايمان، وكي يكون كرسي القديس بطرس مخدوما كما يجب، ولنشر الانجيل، يحتاج الأمر لا إلى القوة العقلية فحسب، إنما إلى القوة الجسدية أيضاً، وهي القوة التي تدهورت لديّ خلال الأشهر القليلة الماضية إلى حد جعلني اعترف بعدم قدرتي على القيام بواجباتي الدقيقة الملقاة عليّ. ولهذا السبب، ومع إداركي التام بأهمية القرار، وبكامل حريتي، أعلن أنني أستقيل من مهامي كأسقف روما، خليفة القديس بطرس، والتي ائتمنت عليها من قبل الكرادلة في 19 نيسان 2005، بحيث أنه واعتباراً من 28 شباط 2013، الساعة الثامنة مساء، يكون كرسي القديس بطرس شاغراً ويجب بالتالي عقد مجمع انتخابي للكرادلة لاختيارِ بابا جديد.
إخواني الأعزاء،
أشكركم بصدق على كل المحبة والعمل التي دعمتموني من خلالهما بعملكم وأطلب منكم المغفرة على أي خطأ بدر مني. والآن، دعونا نولي كنيستنا المقدسة إلى عناية أسقفنا الالهي، سيدنا يسوع المسيح، ونرجو والدته القديسة مريم لتكون إلى جانب الكرادلة وترعاهم بأمومتها لانتخاب بابا جديد.
أما بالنسبة إليّ، فأنا أرغب أيضاً في خدمة الكنيسة الله المقدسة في المستقبل بإخلاص، من خلال حياة سأخصصها للصلاة.
الفاتيكان، في 11 شباط 2013.
البابا بندكتوس السادس عشر."

4 استقالات مؤكدة
هذا هو السبب وهذه ليست المرة الأولى التي يستقيل فيها بابا الفاتيكان، إذ أنّ هناك أربع حالات مؤكدة: وهي استقالة البابا باسيليوس عام 1294، والبابا بندكتوس التاسع 1045، والبابا غريغوريوس السادس 1046 والبابا غريغوريوس الثاني عشر 1415.

لفتة شجاعة
إن قرار البابا بالاستقالة هو لفتة شجاعة للغاية من أجل مستقبل الكنيسة وأمام هذا العالم الذي يريد أن يصل إلى كرسي الحكم بكافة الوسائل.
الكنيسة ستبقى تصلي في كل صباح ومساء من أجل أن يعم السلام والوئام والمحبة في قلوب البشر وبين أبناء البشر، ولكي يتحقق ملكوت الله وعدله.