الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 12:02

سيناء والنقب إنفصلا سياسياَ/ بقلم: طارق بصول

كل العرب
نُشر: 25/02/13 20:11,  حُتلن: 14:36

طارق بصول في مقاله:

حتى اواخر القرن التاسع عشر شبه جزيرة سيناء وصحراء النقب كانتا منطقة جغرافية وسياسية واحدة تحت الحكم العثماني الذي سيطر على البلاد زمناَ طويلاَ منذ عام 1517

محطة اخرى بتاريخ الحد الجنوبي الغربي للبلاد كانت عام 1967 عندما استطاع الجيش الاسرائيلي احتلال جزيرة سيناء واقامة خط بالريف الفاصل بين جزيرة سيناء تحت الاحتلال الاسرائيلي وقناة السويس المصرية

بسم الله الذي لا يصفه الواصفون والاول دون انتهاء والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى المختار: شبة جزيرة سيناء والنقب عبارة عن كتلة جغرافية واحدة لها نفس المناخ الصحراوي المميز بقلة الامطار والطقس الجاف وتضاريس مشتركة مثل صحراء فاران التي تمتد من النقب الى شرقي سيناء. حدود هذه الكتلة من الشمال مدينة بئر السبع التي تقع شمال النقب وسواحل البحر الابيض المتوسط شمال شبة جزيرة سيناء في تقع قناة وخليج السويس ،جنوباَ البحر الاحمر وخليج ايلات (ام رشرش) شرقياَ وادي عربا. هذه الكتلة كغيرها من الكتل الجغرافية التي استطاعت القرارات السياسية والاحداث التاريخية ان تفصلها سياسياَ.

هذا المقال سوف يبحث بمدى تأثير القرارات السياسية والاحداث التاريخية على المدى الجغرافي للكتلة الجغرافية (شبة جزيرة سيناء والنقب) وتصميم الحد السياسي الجنوبي لبلادنا.

منطقة جغرافية وسياسية واحدة
حتى اواخر القرن التاسع عشر شبه جزيرة سيناء وصحراء النقب كانتا منطقة جغرافية وسياسية واحدة تحت الحكم العثماني الذي سيطر على البلاد زمناَ طويلاَ منذ عام 1517، اوخر القرن التاسع عشر بدأت بريطانيا توسع نفوذها على اراضي الدولة العثمانية التي بدأت تشتكي من ضعف جيشها وحكمها وظهور المسالة الشرقية التي وصفت بتصارع الدول الاوروبية حول تقسيم الدولة العثمانية. ومع بداية القرن العشرين بالتحديد عام 1906 قررت بريطانيا المسيطرة على مصر وضع حد فاصل مع الدولة العثمانية المسيطرة على بلادنا، الاقتراح الاول بين النظاميين كان قناة وخليج السويس الا ان سرعان ما عدلت بريطانيا مواقفها وطالبت بتغير الحد نحو الشرق ليصبح من العريش الى طابا قرب ايلات (ام رشرش) من اجل المحافظة على قربها من سكة الحديد الحجازية. عينت لجنة من قبل الباب العالي (السلطان العثماني) والحكم البريطاني لكي يتم تحديد نقاط مسار الحد، هذه اللجنة قامت بوضع مسار الحد من العريش حتى طابا ومن تلك الفترة الكتلة الجغرافية بقيت مكتملة جغرافياَ ولكنها منفصلة سياسياَ.
وفي عام 1948 طرأ تغيير بسيط على الحد فقد تم ضم قطاع غزة الى مصر جراء السيطرة عليها من قبل الجيش المصري.

محطة تاريخية

محطة اخرى بتاريخ الحد الجنوبي الغربي للبلاد كانت عام 1967 عندما استطاع الجيش الاسرائيلي احتلال جزيرة سيناء واقامة خط بالريف الفاصل بين جزيرة سيناء تحت الاحتلال الاسرائيلي وقناة السويس المصرية، في اعقاب احتلال الجيش الاسرائيلي لجزيرة سيناء عادت الكتلة الجغرافية (سيناء والنقب ) لتكون كتلة واحدة مكتملة جغرافياَ وسياسياَ تحت الحكم الاسرائيلي حتى عام 1979 عندما وقعت مصر واسرائيل على معاهدة السلام كامب –دفيد فإحدى بنود الاتفاقية هو اعادة شبة جزيرة سيناء لمصر وتم وضع حد فاصل على يد خبراء بمجال الجغرافية الحدودية من العريش حتى طابا كحد سياسي متفق علية بين الدولتين، هذا الحد مازال حتى يومنا دون تغيير يذكر.

للختام
مقال اخر يبحث بمجال الجغرافية، التاريخية – السياسية، هذا المقال بحث بمدى تأثير القرارات السياسية والاحداث التاريخية على المدى الجغرافي (سيناء والنقب) فالقرارات السياسية والاحداث التاريخية استطاعوا ان يفصلوا بينهم سياسياَ ،ولكن التضاريس والمناخ ستبقى متصلة الا اذا حدثت ظواهر جيولوجية او جيومرفولوجية قد تفصل بينهما. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة