الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 00:02

طلاب ابن سينا نحف يلتقون بطلاب مبتسيرت تسيون في مشروع اتصال وسلام جفعات حبيبة

أمين بشير -
نُشر: 25/02/13 14:47,  حُتلن: 23:01

الدكتور غزال أبو ريا:

الطلاب العرب واليهود مروا يوماً كاملا في مدارسهم لقاءً احادي القومية تحضيراً للقاء الثنائي القومية

الاعلام يبلور مواقف الجمهورر والإعلام يصنع الحرب والسلام وقطاعات كبيرة من المجتمع الاسرائيلي تشتكي من عدم مهنية الإعلام لدى الكثير من القطاعات 

التهميش للعرب في معظم الإعلام العبري، كما وهناك أهمية لقراءة ناقدة للاعلام والمشروع يهدف الى تمكين المعلمين والمربين، اكتساب آليات لفحص المضمون

سامر عثامنة مركز برنامج لقاءات في جفعات حبيبة:

الطالب ينكشف لمضامين جديدة خلال التعامل مع الإعلام على كافة أنواعه وللإعلام تأثير قوي ومباشر على حياتنا وكيفية ظهور شخصيتنا كمواطنين عرب في الإعلام العبري

إلتقى نهاية الاسبوع الماضي طلاب ابن سينا الشاملة في نحف بطلاب ثانوية مبتسيرت تسيون من منطقة القدس، على مدار يومين، في نوردية بنتانيا في ضمن مشروع "اتصال وسلام"، والذي يرعاه معهد جفعات حبيبة وجمعية كيشف لحماية الديموقراطية وبدعم (أليو أس أيد) الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. رافق طلاب مدرسة ابن سينا الشاملة نحف وبدعم من مدير المدرسة المربي هيثم قادري، المربي راغب شباط ورافق طلاب مدرسة مبتسيرت تسيون المعلمة رونيت ريغف كبير، بدعم من إدارة المدرسة ، كما وحضر اليومين الدراسيين، طاقم جفعات حبيبة، الدكتور غزال أبو ريا مدير فرع جفعات حبيبة سخنين، والذي يدير مشروع القراءة الناقدة للاعلام، والمركزين المشاركين في المشروع سامر عثامنة، وياعيل معيان من جفعات حبيبة.

ويشار الى أن مشروع القراءة الناقدة للإعلام هو مشروع ريادي يهدف الى القراءة الناقدة لوسائل الإعلام، وإكساب المعلمين وأبناء الشبيبة يهودا وعربا في إسرائيل، مهارات لإستهلاك ناقد لوسائل الإعلام.

الإعلام
ومن جهته أشار الدكتور غزال أبو ريا الى أن الطلاب العرب واليهود مروا يوماً كاملا في مدارسهم لقاءً احادي القومية تحضيراً للقاء الثنائي القومية، كما وأشار أن الاعلام يبلور مواقف الجمهورر، والإعلام يصنع الحرب والسلام، وقطاعات كبيرة من المجتمع الاسرائيلي تشتكي من عدم مهنية الإعلام لدى الكثير من القطاعات، ولكن الوضع الأصعب عند العرب حيث أن المجتمع العربي يعيش على هامش الإعلام العبري، والتغطية الإعلامية فقط 3% من الإعلام العبري، ومعظم التغطية لأخبار سلبية، وتغطية نمطية، وهناك بعض المصطلحات التي تعمق النمطية وعدم الحراك الاجتماعي.

تهميش العرب والإعلام العبري
ويؤكد أبو ريا: "إن التهميش للعرب في معظم الإعلام العبري، كما وهناك أهمية لقراءة ناقدة للاعلام والمشروع يهدف الى تمكين المعلمين والمربين، اكتساب آليات لفحص المضمون، ومشروع "استهلاك ناقد لوسائل الإعلام" يتطرق لقراءة أو مشاهدة وسائل الإعلام بتوجه ناقد وموضوعي، في العالم الحديث أصبحت وسائل الإعلام المصدر الأساسي للوصول للمعلومات في المجتمع ومعظم المواطنين يبلورون مفاهيمهم ومواقفهم معتمدين على مضامين تنشر في وسائل الإعلام المختلفة، وتضم الصحف، الجرائد، التلفزيون، الراديو ومواقع الانترنت. ومن هنا الفهم العميق لعمل وسائل الإعلام يمكن الواحد منا فهم ومواجهة مضامين إعلامية فيها إشكال، التحريض واللاشرعية لمجموعات في المجتمع. واقع النزاع والفجوات العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي يعطي قوة كبيرة لتأثير وسائل الإعلام على بلورة المواقف وعليه توجد حاجة ماسة لإكساب آليات للقراءة الناقدة وخاصة في جهاز التربية.

التعامل مع الإعلام
سامر عثامنة مركز برنامج لقاءات في جفعات حبيبة قال: "الطالب ينكشف لمضامين جديدة، خلال التعامل مع الإعلام على كافة أنواعه، وللإعلام تأثير قوي ومباشر على حياتنا، وكيفية ظهور شخصيتنا كمواطنين عرب في الإعلام العبري، وهو الإعلام المركزي في الدولة وله تأثير لنوعية العلاقة بين المواطنين، ونهتم أن نمنح الطلاب قدرات في فهم كل ما يدور من حولهم في العلاقات العربية اليهودي، وهنا علينا أن نسأل ما هو إهتمام العبري للقضايا الملحة للمواطنين العرب في البلاد، وضمنا نحن نعرف ما هي النتيجة التي تصل الى اللا شيء ويصل الى الصفر، أما إذا كانت هناك بعض الأخبار والأحداث السلبية فيتم نشرها في الصفحات الأولى وهذا يؤثر كثيرا على الرأي العام، ولذلك نريد لطلابنا أن يميزو الإعلام، وأن يعرفوا تأثيره على المجتمع الإسرائيلي، ونريد لطلابنا أن يكونوا نقديين لكل التقارير الإخبارية للإعلام، وأن يقرأوا الإعلام بشكل مختلف، وانه لا يمكننا أن نسير خلف العناوين الكبيرة التي يقولها الإعلام، وهذه التجربة نحن على قناعة انها ستكون تجربة دسمة لمعرفة كيف التصرف مع الإعلام مستقبلاً".

استحقاق استكمال
ويشمل المشروع ورشات عمل أحادية القومية وثنائية القومية لـ560 طالبا و 120 معلما عربيا ويهوديا، في المدارس الثانوية، وورشات للمعلمين تتم في نهاية الأسبوع وتضم 14 ساعة إرشادية التي تعطي المعلم استحقاق استكمال، الكليات تجهز كادر من رجال التربية الذين بقدرتهم تعليم الشبيبة الإسرائيلية بقراءة أو مشاهدة برامج جديدة في أجهزة الاتصال بشكل ناقد. خلال سنتي المشروع تتم ورشات عمل لأربعة مجموعات، كل مجموعة تشمل 30 معلما، نصفهم عرب والآخر يهود والتي تتم في بيوت ضيافة. ورشات الطلاب الثانويين تتم من خلال سيرورة تعلم مشترك لأربعة أزواج صفية بكل سنة، كل زوج مركب من صف عربي وآخر يهودي والذي يمر 3 ورشات إرشاد من قبل طاقم موجهين مهنيين الذين يقدمون مضامين طورت على يد طاقم البحث "كيشيف". ويمر المشتركون في تجربة شخصية تشمل مهام منتجة بديلة للأخبار بشكل غير موجه وأكثر عقلانية ومهنية. خلال المشروع، المؤسسات المنفذة تنشر مرشد تدريس لتعلم القراءة النقدية لوسائل الأعلام بالعبرية والعربية والذي يشكل وسيلة مساعدة للمعلمين من أجل تعليم الدروس والمواضيع.
ونشير أن في اليومين الدراسيين شارك طاقم من المرشدين في كل مجموعة مرشدين عربياً ويهودياً والتحدث باللغتين العربية واليهودية من أجل خلق توازن داخل اللقاء وعدم هيمنة ثقافية لطرف على الآخر.

القراءة الناقدة
وفي حديث مع المعلمة رونيت ريغف كبير من مدرسة مبتسيرت تسيون الثانوية قالت: "القراءة الناقدة موضوع مهم عند كل المجتمعات، وفي كل دول العالم يجب إستهلاك الإعلام بشكل ناقد وعدم القبول به كأنه حقيقة والوصول لصورة حقيقية عن الإعلام، ويهمني أن يلتقي طلابنا بالطلاب العرب للتعرف إليهم عن قرب وعدم الإنصياع وراء ما يقوله الإعلام فقط بل أن الحوار له أساليبه الرائعة من أجل تغيير وجهة النظر السائدة وأن يرى الطالب اليهودي الطالب العربي أمامه وأن يحاوره ويسمع منه ويتعرف عليه دون تدخل من أحد".
أما المربي راغب شباط مربي الصف من مدرسة ابن سينا الثانوية في نحف قال: "مثل هذا اللقاء يهدف الى توعية الطلاب وأهمية العيش المشترك ومواجهة الآراء المسبقة النابعة من عدم المعرفة ومن خلال اللقاء نتعرف على الانسان الآخر وطلابنا متلقون تربية على إحترام وجهات النظر الأخرى، حتى لو أننا لا نحب ما يقوله الآخر، ونؤمن بالتعددية، وشرعية الحوار، وطلابنا طبعا كباقي طلاب الوسط العربي ويشعرون مدى التمييز الواقع بحقنا كمواطنين عرب في البلاد ولديهم قدرات لإبداء الرأي والمحاولة لتغيير النظرة السائدة عن المواطن العربي والتي يحاول الإعلام المتحيز أن يظهره بشكل غير حضاري وغير صادق". 

ظهور المواطن العربي

الطالبة اسماء سرحان من الصف الحادي عشر بمدرسة ابن سينا الشاملة في نحف قالت:"جئنا الى هذا اللقاء لنسمع الطلاب اليهود حول تفكيرهم للمواطنين العرب وما هو رأي الطالب اليهودي بالإعلام المنحاز للقضايا اليهودية، ومن ثم لنبدي رأينا حول كل هذه القضايا التي نعتبرها مهمة من اجل أن نظهر المواطن العربي كما هو وكيف يفكر بكل شفافية ووضوح دون تزييف او تشويه، واننا كمتابعين للإعلام العبري فإننا نلمس مدى التمييز الصارخ بحقنا كمواطنين في هذه البلاد ومن حقنا ان نبدي رأينا بكل جدارة وقوة، وأن هناك أهمية أن يلتقي الطلاب العرب واليهود بهدف أن يستمد كل طرف المعلومات عن الطرف الآخر أمام عينه".
أما أميرة موجهة مجموعات "في برنامج لقاءات" في جفعات حبيبة اكدت:"إن الأهمية في اللقاءات بين الطلاب من كلا الطرفين والشعبين العربي واليهودي يهدف الى الإستفادة من خلال اللقاء والتعرف على الطرف الآخر والبحث عن حلول قد يقترحها الطلاب المشاركين، ويتمحور النقاش حول موضوع الإعلام وفحص الإعلام والتفكير في كيفية وجود إعلام بديل للنظر على الأمور بشكل افضل".

مقالات متعلقة