الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 01:01

من يوقف طاحون الدم في سوريا والأردن ملاذ المستجير/ بقلم: ربيع ملحم

كل العرب
نُشر: 22/02/13 08:50,  حُتلن: 13:27

ربيع ملحم في مقاله:

ما زال الجيش العربي الاردني وهذا البلد الكريم ملاذ المستجير

الأردن لا يزال يستقبل مئات الآلاف من السوريين الهاربين من القمع ومن آلة الدمار الوحشية واسكانهم في مخيمات على الحدود!

أين هؤلاء الذين يطالبون بحقوق الانسان وحقوق الطفل والمرأة؟ أين هيئة الأمم المتحدة؟ تباً لكم مجارز يومية وانتم مثل جدار الصامتين

هناك حقوق ضاعت ودماء اهدرت والسوريون يذبحون بإسم المؤامرة الكونية على النظام السورية

ما زالت الى هذه اللحظة للاسف اغلب المدن والقرى السورية محاصرة حصاراُ لم يشهد التاريخ البشري بفظاعته فتضرب البنية التحتية بالطائرات والمدافع والرشاشات والدبابات

جثث ملقاة في الشوارع رائحة الموت في كل مكان هناك اعراض تنتهك اطفال يتامى شباب حيارى نساء ثكالى تجويع وتشريد دماء تبدرت

ماذا اقول وماذا ابدأ، وبأي كلمة اختارها حتى اذكر واكتب ما سمعت وشاهدت فقد عرضت قناة "بي بي سي " قبل ايام مقطعاً حول قيام الجيش االعربي الاردني في الحدود الشمالية مع سوريا بتأمين الحدود الاردنية السورية، و تظهر بهذا المشهد "شهامة" الجندي الاردني، وهو يقوم بكل شرف وبسالة بمساعدة مسنة سورية، وقد مد يده لمساعدتها في عبور الحدود بسلام، ويبدو من المشهد أن تلك السيدة هي مسنة في السبعين من عمرها تحاول السير بصعوبة بسبب تضاريس الحدود وتحاول جاهدةً بمطرقتها المضي قدما وقد وضعت عصبة فوق رأسها.

حصار فظيع!
اعجبني موقف هذا الفارس الاردني الذي لقبته بالفعل "بالنشمي"، فهو ادار ظهره للنار وقام بتغطيها ببطانية، معرضاً نفسه للخطر من أجل انقاذ حياتها، في هذه اللحظة اجتاحتني قشعريرة سرت في جسدي، فليتخيل كل واحد منا أن هذه السيدة السورية أمه، أو جدته، أو أخته! فليتخيل كل واحد منا أن ابنه هو حمزة الخطيب، فماذا سيكون شعوره؟ قلت هل يهدأ له قرار، أيهنأ له طعام وشراب؟ هل ينام في الليل؟ ومع هذا ما زالت الى هذه اللحظة للأسف أغلب المدن والقرى السورية محاصرة حصاراُ لم يشهد التاريخ البشري بفظاعته، فتضرب البنية التحتية بالطائرات والمدافع والرشاشات والدبابات، جثث ملقاة في الشوارع، رائحة الموت في كل مكان هناك، اعراض تنتهك، اطفال يتامى، شباب حيارى، نساء ثكالى، تجويع وتشريد، دماء تبدرت، هناك مقاطع في "اليتويوب " لنظام القمع السوري يندى لها الجبين، يلجأون ويجرؤون الى الله يشكون به عهد الطواغيت.

دعم اللاجئين السوريين
بربكم.. أين هؤلاء الذين يطالبون بحقوق الانسان وحقوق الطفل والمرأة؟ أين هيئة الأمم المتحدة؟ تباً لكم، مجارز يومية، وانتم مثل جدار الصامتين، هناك حقوق ضاعت ودماء اهدرت والسوريون يذبحون بإسم المؤامرة الكونية على النظام السورية والتي كانت حصيلة هذا القمع تشريد اكثر من مليون مهجر سوري! والحق يقال ما زال هذا الجيش العربي الأردني، وهذا البلد الكريم ملاذ المستجير، فهو مازال يستقبل ولا يزال يستقبل مئات الآلاف من السوريين الهاربة من القمع ومن آلة الدمار الوحشية واسكانهم في مخيمات على الحدود! ليس بغريب على بلد الهاشميين هذا الوقوف بكل شهامة وإباء وتقديم الدعم القريب لإخوانهم السوريين اللاجئين واستضافتهم بكل ترحاب وود ورحمة، انه وقوف الواجب من هذا البلد الكريم الذي تميّز ودافع عن الحق العربي فهو البلد كل اللاجئين، وكل مهجر هرب من ظلم نظام بلده، وما زال يحمل مشعل حضارة امتدت من آلاف السنين لأمم العالم. إن تدفق اكثر من مئة وخمسين ألف سوري خلال السنة الأخيرة وإقامتهم في مخيم الزعتري تتحمل مسؤوليته هيئة الأمم المتحدة والدول العظمى، فهم المسؤولون عن تهجير العراقيين من العراق والفلسطينيين من فلسطين وعن الرمال المتحركة، فهي لعبة الكبار وهم يعرفون متى يتدخلون لوقف النزف. ومن هذه المقالة أثمن دور الأردن وأقول إنه لها دور كبير وانساني، وأن هذا الوطن نظامه ما جاء على ظهر دبابة، بل جاء بحب وليس بخوف، الجيش الأردني منذ عقود طويلة اطلق عليه اسم الجيش الاردني اسم الجيش العربي فيكفي شرفا له أن الجيش السوري يقتل السوريين على الحدود، والجيش العربي الاردني يؤمن السوريين على الحدود.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة