الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 20:02

قلبي على العراق/ بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 21/02/13 14:38,  حُتلن: 07:59

شاكر فريد حسن في مقاله:

ليعش العراق حراً موحداً متلاحماً ومتماسكاً ولتسقط المؤامرة الإستعمارية الدنيئة التي تستهدف تجزئته وتفتيته الى مجموعات وطوائف وملل وعشائر ونهب ثرواته وموارده الطبيعية

من حق الجماهير العراقية أن تثور وتنتفض ضد سياسة الدكتاتور الجديد الحاكم بالحديد والنار وإحتجاجاً على تردي وتدهور الأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية وتدني مستوى المعيشة وإستفحال مظاهر الفساد وإستمرار سياسات القمع والتعذيب

ينتابني إحساس بالحزن والمرارة والألم، لما آلت اليه الأوضاع السياسية والحياة الإجتماعية العامة في العراق، منارة التاريخ، وبلد العلم والثقافة والإبداع والتراث والحضارات والفن الراقي، وبلد الحب والجمال والأصالة والكرامة والمحبة والتسامح. هذا البلد، الذي طالما أحببناه وأردناه بلداً للحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية، لكنه تحول، للأسف والأسى، بلدا للفقر والبطالة والفساد والأمية والجهل والتخلف والتسول، ومسرحاً للشقاق والخلاف والتجاذب السياسي والصراع الطائفي والمذهبي والعشائري، وساحة للتفجيرات الدموية الإجرامية البشعة والآثمة المدانة والمتواصلة، التي تعصف فيه، وتهز شوارعه وأسواقه ودور العبادة فيه. هذه التفجيرات، التي تقترفها وترتكبها القوى الظلامية الإرهابية والزمر المجرمة بحق الجماهير العراقية العريضة الواسعة المنتفضة ضد سياسة النظام الحاكم، مستغلة أجواء التشنج والتهيج الطائفيين والصراع على المغانم والمصالح والمناصب والسلطة.

مسلسل الإستهداف الطائفي
ولا شك أن هذه التفجيرات، التي طالت مناطق متفرقة من بغداد العاصمة وغيرها، وراح ضحيتها جرحى وقتلى عراقيين من الأبرياء العزل، تشكل حلقة في مسلسل الإستهداف الطائفي، وتبغي أولاً، وقبل كل شيء، جر البلاد الى حالة من الفوضى وإثارة النعرات الطائفية والعقائدية والعشائرية، وإشعال نار الفتنة وتأجيجها بين مكونات الشعب العراقي، وتمزيق وحدة العراق ونسيجه الإجتماعي. وواضح تماماً أن من يقف وراء هذه التفجيرات الدموية هي أجندة أجنبية ودولية وإقليمية معادية للعراق، حيث تستغل الحالة السياسية المحتقنة والمأزق السياسي الراهن، الذي يعيشه هذا البلد ويلقي بظلاله على مناحي الحياة كافة. ولتنفيذ مخططها القذر هذا، الذي يستهدف سيادة العراق وإستقلاله ووحدته وإستقراره ومستقبله، فإنها تستخدم منظمات وقوى مأجورة وعميلة في داخله.

سياسة الدكتاتور الجديد
إن من حق الجماهير العراقية أن تثور وتنتفض ضد سياسة الدكتاتور الجديد الحاكم بالحديد والنار، وإحتجاجاً على تردي وتدهور الأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية وتدني مستوى المعيشة، وإستفحال مظاهر الفساد، وإستمرار سياسات القمع والتعذيب والإقصاء والتهميش والإستقطاب الطائفي. والمطالب، التي ينادي بها المتظاهرون في الشوارع والساحات العامة في أنحاء مختلفة من العراق، هي مطالب شعبية وديمقراطية وعادلة ومشروعة وقابلة للتطبيق والتنفيذ. ومن نافلة القول، ليس هذا العراق الجديد، الذي حلمنا به وبشرنا فيه، وليس العراق، الذي نريده أن يكون نموذجاً ومثالاً للتعايش والمدنية والتعددية والحرية والديمقراطية والعدالة والإزدهار الثقافي والأدبي والتطور العمراني والرخاء الإجتماعي والإقتصادي. فالعراق الحاضر سيظل في دوامة الصراعات والنزاعات الطائفية والفئوية والسياسية ما لم يتم تصحيح المسار، وتضميد الجراح، وشفاء العقول المريضة، وتجذير الوحدة الوطنية، والوقوف صفاً واحداً في وجه مؤامرة التجزئة والتقسيم الطائفي وزرع الفتن والفوضى والدمار في العراق وفي كل أوطاننا العربية، والتصدي بكل قوة وصلابة للمجرمين القتلة، الذين يرتكبون المجازر المفجعة البشعة المدانة، وينسفون دور العبادة، ويذبحون الأطفال والشباب والنساء والشيوخ والكهول، وينشرون الخوف والرعب بين الناس.

الحوار السياسي والديمقراطي
وهذا الأمر يتطلب من الشعب العراقي وقواه السياسية والفكرية والوطنية الحية في هذه المرحلة الحرجة، التكاتف والتعاضد والتلاحم وحل الخلافات بالحوار السياسي والديمقراطي الوطني الجاد والمسؤول، بمشاركة كل قوى اليسار والديمقراطية والحرية المناصرين والداعمين للتجربة الديمقراطية والحياة الدستورية المدنية في العراق، ولجم كل المتربصين والمتآمرين والإرهابيين والمتطرفين والظلاميين، المنتمين والمنضويين تحت خيمة الإرهاب والفكر الديني المتطرف المعادي للجماهير والحضارة والتمدن والنور والإنسانية، الذين يفجرون السيارات المفخخة ويقتلون الأبرياء العزل وينسفون أماكن ودور العبادة، ولا يريدون الخير والمستقبل للعراق، وعلاوة على ذلك عزل بقايا النظام السابق ودعاة الغلواء والتعصب الطائفي البغيض. وليعش العراق حراً موحداً متلاحماً ومتماسكاً، ولتسقط المؤامرة الإستعمارية الدنيئة، التي تستهدف تجزئته وتفتيته الى مجموعات وطوائف وملل وعشائر، ونهب ثرواته وموارده الطبيعية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان:alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة