الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 09:02

أوباما وملفات قمة الربيع؟/ بقلم: د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 19/02/13 17:27,  حُتلن: 15:29

د.هاني العقاد في مقاله:

سيأتي اوباما وطاقمه السياسي الى فلسطين في منتصف مارس للاجتماع بكل من الرئيس ابو مازن ونتنياهو وقد يكون الملك عبدالله الثاني في الاجماع الرباعي وهذا ليس للاستعراض

قد يقايض أوباما اسرائيل على امر ما وقد تكون هذه المقايضة ملف ايران النووي وقد تكون بناء مصالح اسرائيلية جديدة بالمنطقة العربية

اسرائيل تتابع بقلق واقع الربيع العربي والخارطة السياسية الجديدة وتحاول خلق واقع جيوسياسي جديد

يحتار المراقبين في تسمية القمة القادمة و التي ستكون بين اوباما وكل من الرئيس ابو مازن و نتنياهو والملك الأردني عبد الله الثاني، فمنهم من يسميها قمة الربيع وآخرون يقولون عنها قمة مقايضة، والبعض القليل يقول عنها قمة فيتو وإن كانت هذه أو تلك فهي قمة لا يجازف اوباما في عقدها دون نتائج وخاصة في بداية نشاطه الدبلوماسي وتحرك إدارته في قضية المنطقة والتي تبدو من المسببات الحقيقية وراء وصوله للشرق الاوسط وعقد مثل هذه القمة.
فقد أدرك اوباما منذ توليه الادارة الامريكية للولاية الثانية أن قضية الشرق الاوسط من اولويات العمل السياسي الخارجي لإدارة البيت الابيض والوصول الى سلام شامل بالشرق الاوسط لكافة اشكال الصراع هي استراتيجية أكد عليها عند تنصيبه للولاية الثانية ، لهذا لم يرسل اوباما أي من مساعديه لاستكشاف الطريق امام امكانية احراز تقدم ما بملف المفاوضات التي توقفت منذ ان جنت اسرائيل وحكامها وأصابهم هوس الاستيطان وسرقة الارض لإسقاط مشروع الدولتين والحل الممكن والمسارعة في تكبير الدولة اليهودية على حساب الارض الفلسطينية .

ملفات مهمة
سيأتي اوباما وطاقمه السياسي الى فلسطين في منتصف مارس للاجتماع بكل من الرئيس ابو مازن  ونتنياهو وقد يكون الملك عبدالله الثاني في الاجماع الرباعي وهذا ليس للاستعراض او لإبعاد ابو مازن عن التوافق مع حركة حماس كما يعتقد البعض جهلا بأمور السياسة الدولية وانما لأجندة امريكا بالمنطقة ، فقد تتضرر مصالح امريكا كثيرا إن بقي الفلسطينيون خارج السرب الدولي يكافحون بشدة ودبلوماسية ليفضحوا إسرائيل التي أكلت حقوقهم ولم تستطع هضمها بعد، وفي هذا اللقاء عدة ملفات هامة أولها تحريك ملف السلام المجمد منذ تولى نتنياهو الحكم في 2010 ، وثانيها ايجاد ارضية صالحة لبدء المفاوضات واستئنافها بين الطرفين، وثالثها التحدث في مشروع الدولة الفلسطينية المراقب بالأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية وهذا أهم ملف قدم إليه أوباما بالإضافة الى بعض الملفات الثانوية.
 
مباحثات
أما المقايضة التي يتحدث عنها بعض المراقبين فإنها ممكنة لكن في حدود العلاقات الثنائية وفي اطار اللقاء الثنائي بين اوباما ونتنياهو ، وهذا يبين لنا أن اوباما لدية ملفات مشتركة واخرى خاصة فالمشتركة بالطبع ستبحث في القاء الرباعي او الثلاثي الذي سيجمع فيه الرئيس ابو مازن ونتنياهو والملفات الخاصة ستكون مدار مباحثات خاصة بين اوباما وكل من ابو مازن و نتنياهو و الملك عبدالله الثاني ،والمهم في هذا اللقاء ان الملف المشترك الخاص بالمفاوضات بين منظمة التحرير واسرائيل ووقف الاستيطان وتحديد مرجعية حقيقية لهذه المفاوضات وجدول زمني ثابت يكون بحدود وصول الطرفين للسلام وتطبيق اطار حل الدولتين سيكون هو الملف الساخن الذي نتوقع ان ينجز فيه اوباما ويقنع اسرائيل بوقف حركة الاستيطان المسعورة التي تغلق الطريق امام افاق تحقيق السلام على اساس حل الدولتين، ولا يمكن لأوباما عقد لقاء القمة الرباعي الا وهو متأكد ان اللقاء سوف يحرك المسيرة السلمية ويدفعها للأمام .

ارتكاب مجازر
قد يقايض أوباما اسرائيل على امر ما ، وقد تكون هذه المقايضة ملف ايران النووي، وقد تكون بناء مصالح اسرائيلية جديدة بالمنطقة العربية وخاصة وأن اسرائيل تتابع بقلق واقع الربيع العربي والخارطة السياسية الجديدة وتحاول خلق واقع جيوسياسي جديد، وقد يكون الاثنان معا ولهذا وذاك سحرهما لدي نتنياهو بالذات بعد وضع نتنياهو الضعيف في الحكم وما حقق من مقاعد في الكنيست لحزبه الجديد في الانتخابات الاخيرة لأن وقوف امريكا فعليا الى جانبه لزيادة الضغط على ايران مكسب كبير له ولإدارته الجديدة والثاني هو قبول اسرائيل وعدم معاداتها من قبل انظمة الربيع العربي الجديدة او حتى حيادتيها فيما يتعلق بعداء اسرائيل والكفاح مع الشعب الفلسطيني وإمداده بالمال والسلاح ، وسيقنع اوباما نتنياهو أيضا بأنه سيستخدم صلاحياته الكبيرة إذا ما اقدم أبو مازن على مقاضاة اسرائيل في محكمة الجنايات الدولية وهنا قد يحصل اوباما على هذا الوعد أن اعطي تعهد لأبو مازن بأن لا تستخدم اسرائيل قوتها العسكرية لضرب الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة من جديد على غرار الحروب السابقة وارتكاب مجازر جديدة بحق الشعب الفلسطيني، وهنا قد يوافق نتنياهو على وقف الاستيطان وبدء المفاوضات على اسس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الامم المتحدة القابلة للتنفيذ ..! .

حل الدولتين
هكذا فقط يتوقع أن يحقق اوباما اهداف القمة التي سيعقدها في الربيع القادم ، وعلى هذا يستطيع اوباما ان يكلف مستشاريه لقضية الشرق الاوسط بمتابعة بدء المفاوضات والتي سيقترح أن تبدأ بواشنطن ثم تنتقل في مراحل متقدمة الى المنطقة بالتبادل لتجري بين تل ابيب وعمان ورام الله ، وبهذا نستطيع أن نقول أن قمة الربيع القادم هي قمة تعهدات قبل أن تكون قمة مقايضة حيث ستتعهد امريكا لإسرائيل بالضغط معها على ايران لوقف برنامجها النووي والاشتراك مع اسرائيل في ابعاد السلاح الكيماوي السوري عن ايدي منظمة حزب الله و حيادية انظمة الربيع العربي من الصراع وعدم لجوء الفلسطينيين لمقاضاة اسرائيل امام محكمة الجنايات في المستقبل، وتتعهد امريكا للفلسطينيين بأن يتوقف الاستيطان في الارض الفلسطينية وأن تحافظ امريكا على الجدول الزمنى للمفاوضات بين الطرفين وأن تساعد امريكا الفلسطينيين في تحقيق متطلبات حل الدولتين وتساعد الفلسطينيين ايضا في تحسين واقعهم الاقتصادي للواقع المنشود.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة