الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 03:02

خزان المتابعة الجزء الثاني /بقلم:محمد كناعنة

كل العرب
نُشر: 18/02/13 14:35,  حُتلن: 14:42

محمد كناعنة في مقاله:

الحالة من الفوضى والمناكفات أبقت العديد من قرارات المتابعة حبراً على ورق وإستمر سوق المتابعة يعجّ بالفوضى بعد ان رحل الرئيس عن كرسيه ليتركه شاغرا

كان مشروع إعادة بناء اللجنة وتفعيلها بصورة حضارية على مدار العقدين المنصرمين على الأقل من أكثر القضايا التي أثارت جدلا داخل وخارج اللجنة

وصلت حالة الفوضى إلى ذروتها في نهاية عام 2008 اي نهاية ولاية السيد شوقي خطيب الرئيس السابق للجنة، فقد تجاهل خلال ولايته الاقتراحات المرفوعة له من قبل اللجنة ذاتها

قد سجلنا موقفا رافضا بأسلوب خطف القرارات وتحويل جلسات المتابعة الى سوق،كل من حظر باع واشترى فعلى سبيل المثال وقبل كل مناسبة وطنية مركزية تبدأ جولة من المناكفات حول الإضراب العام

قبل أن ألِج دهاليز واقع حال لجنة المتابعة، لأتابع نقل تفاصيل المشهد المغيّب، الى واجهة الحدث، الى المثقفين الغارقين إمّا في حروب أحزابهم او في ذوات ذواتهم، وقبل الخوض في كواليس وكَوْلَسات مركبات هذا الإطار القيادي التمثيلي الأهم على ساحة الداخل الفلسطيني، لا بدّ من تسجيل بعض الملاحظات المهمة في مقام هذا المقال.

الحالة الإجتماعية السياسية
بداية ما من شك أنّ الكتابة قد توقظ احياناُ شيئاُ دفيناُ فينا، في أفكارنا، أحاسيسنا ومشاعرنا، وحين نتحدث عن تفاصيل أبعد ما تكون مجرد هم شخصي بقدر ما هي هم جماعي وذات صلة بالحالة الإجتماعية السياسية الجماعية التي نحيا والمصير المشترك الذي يربطنا رغماُ عن إختلاف الرُؤى وبطبيعة الحال نكأ الجرح يكون مؤلما قاسيا وصارخا ولكن لا بأس من ذلك ما دام الهدف هو التنبيه الى القيح الذي قد يؤدي الى الشلل ما لم يعالج، وما استعمالي لسلاح النقد الا لقناعتي لأهمية هذه اللجنة وضرورة النهوض بحالها واحوالها وعلاج ما ينخز فيها، وسلاح النقد هذا مهم جداُ في حالتنا وأعني النقد البنّاء، وإن كان جاداً وفاضحاً أحياناً وقد يكون من الضرورة بمكان نقل هذا التوجه إلى الشعب ليأخذ على عاتقه مهمة الضعط بإتجاه الإصلاح او الثورة والتمرّد على من يزجون بهم حطبا في حرباً ليست حربهم، حرب المزاودات والتوجه الفاشي العدائي تجاه الآخر، والآخر هنا ليس السلطة الصهيونية، بل هو إبن شعبنا المنافس لنا حزبياً – انتخابياً.

مشاهد حقيقية
إنّ تفاصيل المشهد الّتي أورَدْتُها في مقالتي السابقة وما سيليها تباعا هي مشاهد حقيقية رصدتها بأمّ عيني، وليست نقلاُ عن أحد، وللوهلةِ الأولى تبدو لجنة المتابعة للمرُاقب وكأنها إطار ديمقراطي، قائم على مبدأ الشفافية، يصنع السياسات العامة فيما يتعلق بقضايا الجماهير العربية، وتسوده مسؤولية وطنية تتجاوز حزبنت وشخصنت التوجهات، مع اننا نصبوا لهذه الحالة ونتبناها، لكن حقيقة الامر غير ذلك، ووسائل الإعلام العربية المحلية تتحمل القسط الأوفر من مسؤولية عدم نقل حقيقة ما يجري إلى الشارع، بمعنى أنّ تقارب وسائل الإعلام هذه رقابة نقدية عبر تقارير هادفة وبنّائة وفاضحة ايضاً، وأن لا نقبل بمبدأ عدم نشر الغسيل الوسخ على الحبل.

بناء اللجنة وتفعيلها بصورة حضارية
وعليه.. كان مشروع إعادة بناء اللجنة وتفعيلها بصورة حضارية، على مدار العقدين المنصرمين على الأقل، من أكثر القضايا التي أثارت جدلا، داخل وخارج اللجنة، ولأجل ذلك شُكّلَت لجان ورُفِعَت تَقارير وإقتراحات، ولم ينتهي هذا الجدل الى نتيجة ملموسة بسبب الخلاف حول ماهيّة لجنة المتابعة.. هل هي اطار تنسيقي كما تقول الجبهة، حيث كانت طرفاً معوِّقاً في عملية اعادة البناء، ام هي برلمان كما تطرح ابناء البلد؟! ووصلت حالة الفوضى إلى ذروتها في نهاية عام 2008، اي نهاية ولاية السيد شوقي خطيب الرئيس السابق للجنة، فقد تجاهل خلال ولايته الاقتراحات المرفوعة له من قبل اللجنة ذاتها، وفي عهده بلغت زعزعت الثقة جماهيريا – وحزبيا الذروة، حيث لم ينأى بنفسه عن الانتماء الحزبي ليتصرف كقائد لهيئة وطنية تمثيلية عليا للجماهير العربية الفلسطينية في البلاد.
وقد سجلنا موقفا رافضا بأسلوب خطف القرارات، وتحويل جلسات المتابعة الى سوق، كل من حظر باع واشترى، فعلى سبيل المثال وقبل كل مناسبة وطنية مركزية تبدأ جولة من المناكفات حول الإضراب العام، فإذا كانت الجبهة ترفض الإضراب فهي تتقاعس عن التجنيد له واذا رغبت به، لنضوج العوامل بحسب رأيها، اعلنت عن ذلك قبل موعد اجتماع اللجنة لبحث الموضوع، لنيل سبق اعلان الموقف، وهذا وحده كان كافيا لتوتير اجواء الاجتماعات، وتصاعد وتيرة المشاحنات مرهون بنوعية الحضور ومراتبهم الحزبية، اعضاء كنيست، رؤساء احزاب، امناء عامين او نوابهم او مندوبينا عن هذه الاحزاب.
إن هذه الحالة من الفوضى والمناكفات أبقت العديد من قرارات المتابعة حبراً على ورق وإستمر سوق المتابعة يعجّ بالفوضى بعد ان رحل الرئيس عن كرسيه ليتركه شاغرا، رافظا العودة الى حين ترتيب الأوضاع الداخلية، خاصة مع بدأ عدوان جيش الاحتلال على شعبنا في قطاع غزة، اذ زادت حالة الفوضى والتوتر وبرز صراع الذوات على من يترأس جلسات المتابعة المنعقدة على اثر شلال الدم النازف في غزة وتحت قصف طائرات ودبابات دولة كل مواطنيها "اسرائيل".
وفي خضَّم هذه الفوضى بدأ يولد بصيص من الامل في انقلاب الصورة...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة