د. حسين حمزة:
 
لغتنا العربية في خطر والاكتفاء بالكتب المدرسية لا يسمن ولا يغني من جوع

بحضور حشد من أهالي البعنة، عقدت مساء أمس الجمعة، ندوة أدبية في نادي الجبهة في البلدة، ضمن لقاء الشهر الثقافي، واستمتع الحضور بلقاء دافىء مع إبن البعنة المحاضر في كلية دار المعلمين في حيفا ورئيس قسم اللغة العربية في الكلية د. حسين محمود حمزة، وتمحور اللقاء الجاذب جدا والذي تولّت عرافته معلّمة اللغة العربية تهاني بكري، حول إصدارات د. حمزة ومحطات هامّة في حياته الشخصية وعلاقته منذ الطفولة بالكتاب والكتابة، وجالت عريفة الأمسية في محاورة د. حمزة حول "مكانة اللغة العربية" وأهمية الحفاظ عليها، تخللت ذلك قراءات شعرية من دواوين د. حمزة، لاقت الاستحسان من قبل الجمهور المشارك.

في بداية الأمسية تحدّثت المربية تهاني بكري عن إصدارات د. حمزة وخاصة رسالة الدكتوراة التي خصصها في إصداره الأخير عن "معجم الموتيفات المركزية في شعر محمود درويش". وتميّزت الأمسية بأجواء من الإصغاء والاهتمام البالغ من الحضور لتألق د. حمزة بتعابيره ولغته العربية الجميلة السلسة التي شدّت الجمهور طيلة ساعة ونصف تقريبًا، وكلما ألمحت عريفة الحفل باقتراب انتهاء الأمسية تعالت أصوات الجمهور المتعطِّش بطلب المزيد.
هذا واسترسل د. حمزة في الحديث عن لغتنا العربية الجميلة وضرورة حمايتها من غزو اللغة العبرية، ومن أساليب التعليم الحديثة في عصر العولمة والحاسوب، التي تعتمد على الصورة والعين كبديل عن الأذن والكتاب، وتحدث عن دوره كعضو في "مجمع اللغة العربي" في البلاد لإيجاد الطرق، من أجل حماية اللغة العربية وتجذيرها لدى الأجيال الناشئة وخاصة بما يتعلق بتأهيل كوادر تعليم اللغة العربية في المدارس العربية، وتحفيز القراءة واقتناء كتب المطالعة، حيث لا يكفي الاكتفاء بالكتب المدرسية، التي تسمن ولا تغني من جوع.

 الانتماء الأصيل
وتحدّث د. حمزة عن دور صحف الحزب الشيوعي وخاصة "الاتحاد" و "الجديد" وأعلام الثقافة العربية الفلسطينية في البلاد، أمثال إميل حبيبي ومحمود درويش وسميح القاسم وإميل حبيبي، الذين كان لهم الباع الطولى في الحفاظ على اللغة العربية والانتماء الأصيل لجذور الثقافة الوطنية في البلاد.