القضاء الإسرائيلي يدرس إمكانية ما إذا كان من الممكن تقديم لائحة إتهام حول قضية الإنتحار

مصادر صحفية:

الأسير إكس كان ينوي كشف معلومات حول عمليات تجسس إسرائيلية وبضمن ذلك استخدام جوازات سفر أسترالية لأغراض التجسس

زايغر كان أحد عناصر المجموعة التي نفذت عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي قبل 3 سنوات

إجراء تحقيقات لمعرفة فيما إذا كات هنالك أي إهمال من قبل السلطات الإسرائيلية على خلفية وفاة الأسير إكس

رئيسة محكمة الصلح في ريشون لتسيون أجرت تحقيقا حول سبب وفاة الأسير إكس وقررت إحالة ملف التحقيق لفحص النيابة العامة في الدولة لمعرفة ما إذا يدور الحديث عن إهمال

محامي السجين «إكس»:

عندما رأيته في آخر مرة لم تبدُ عليه أية دلالة على أنه يوشك على الانتحار

لست طبيباً نفسياً لكنه بدا لي عقلانياً ودقيقاً وليس عاطفياً وكان يتحدث حديثاً عقلانياً وطرح أسئلة ذات صفة قانونية

كيف تمكّن السجين المسجون في عزلة تامة في السجن الذي يخضع لأكبر إجراءات أمنية في إسرائيل من الانتحار؟

جاء في موقع واينت صباح اليوم الجمعة أن المحكمة سمحت بالنشر بأنه يتم إجراء تحقيقات لمعرفة فيما إذا كات هنالك أي إهمال من قبل السلطات الإسرائيلية على خلفية وفاة الأسير إكس. وقال مصدر في وزارة القضاء مساء أمس الخميس: "إننا ندرس إمكانية ما إذا كان من الممكن تقديم لائحة إتهام حول قضية الإنتحار". وجاء في موقع واينت أيضا بأن "رئيسة محكمة الصلح في ريشون لتسيون أجرت تحقيقا حول سبب وفاة الأسير إكس وقررت إحالة ملف التحقيق لفحص النيابة العامة في الدولة لمعرفة ما إذا يدور الحديث عن إهمال".

كشف معلومات حول عمليات تجسس إسرائيلية
نقلت "يديعوت أحرونوت" عن صحيفة "بريسبين تايمز"، الخميس، نقلا عن مصادر أمنية أنها تشتبه في أن "السجين إكس" زايغر، عميل الموساد الذي انتحر في سجن إسرائيلي، كان ينوي كشف معلومات حول عمليات تجسس إسرائيلية، وبضمن ذلك استخدام جوازات سفر أسترالية لأغراض التجسس. بيد أن التقرير لم يشر إلى سبب اعتقال زايغر. وقالت المصادر الأمنية إنها تشتبه في أن زايغر خطط قبل اعتقاله لتسليم المعلومات إلى الحكومة الإسترالية أو وسائل الإعلام. واقتبست الصحيفة عن مصدر أمني قوله "من الممكن أنه كان على وشك تقديم تقرير، ولكن لم تتوفر لديه الفرصة".

تهم التجسس
وبحسب التقرير فإن مصادر في كانبيرا تصر على أن منظمة التجسس الأسترالية (ASIO ) لم تتلق أية معلومات من الموساد حول طبيعة تهم التجسس الموجهة لزايغر، و"مع ذلك يمكن إدراك أنه كان على علاقة بعناصر الاستخبارات الأسترالية". ولم تشر الصحيفة إلى طبيعة هذه العلاقة، ولكن تقارير أشارت إلى أنه تم التحقيق معه من قبل (ASIO) حول استخدام جوازات السفر، كما تم التحقيق مع اثنين آخرين يحملان جنسية مزدوجة أسترالية – إسرائيلية.

اغتيال المبحوح
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن صحيفة "الجريدة" الكويتية قد كتبت نقلا عن مصادر غربية، قولها إن زايغر كان أحد عناصر المجموعة التي نفذت عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي قبل 3 سنوات. وأضافت المصادر الغربية أن زايغر أجرى اتصالات مع سلطات دبي، بعد عملية الاغتيال، وأطلعهم على كافة تفاصيل عملية الاغتيال، بما في ذلك أسماء وصور أعضاء المجموعة، مقابل الحصول على حماية من دبي. وقالت المصادر أيضا أن إسرائيل تمكنت من الوصول إلى مخبأ زايغر واختطافه سراه. ولم يؤكد أي مصدر آخر صحة ما نشرته "الجريدة".

العلاقات بين إسرائيل وأستراليا
وبحسب الصحيفة الأسترالية، فإن الاستخبارات الإسرائيلية قد أبلغت (ASIO) باعتقال زايغر بعد 8 أيام من كشف سلطات دبي عن أن المشتبهين باغتيال المبحوح استخدموا جوازات سفر أسترالية. وتضيف الصحيفة أن الأزمة في العلاقات بين إسرائيل وأستراليا أدت إلى سياق لم يطلب فيه الدبلوماسيون الأستراليون الوصول عن طريق القنصلية إلى زايغر الذي اعتبر بنظر الأمن الأسترالي كمن كشف عن ملعلومات سرية حول عمليات استخبارية إسرائيلية. 

محامي إكس يشكك برواية إنتحاره
قال محامي السجين «إكس» الذي وجد مشنوقاً في سجن إسرائيلي: «عندما رأيته في آخر مرة لم تبدُ عليه أية دلالة على أنه يوشك على الانتحار». وأضاف: «لست طبيباً نفسياً، لكنه بدا لي عقلانياً ودقيقاً وليس عاطفياً، وكان يتحدث حديثاً عقلانياً، وطرح أسئلة ذات صفة قانونية». وتساءل المحامي أفيفدور فيلدمان، وهو محامٍ متخصص في حقوق الإنسان، كيف تمكّن السجين المسجون في عزلة تامة في السجن الذي يخضع لأكبر إجراءات أمنية في إسرائيل، من الانتحار؟.

نظريات المؤامرة
وقال: «أن يتمكّن رجل معتقل في مثل هذا السجن تحت مراقبة مستمرة 24 ساعة من الانتحار، فهذا يفتح الباب لجميع أنواع نظريات المؤامرة». وبين هذه النظريات خصوصاً ما يتداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي من أن أجهزة الأمن سمحت للسجين بالانتحار وجعله يختفي، بسبب حساسية المعلومات التي يملكها. واعترف المحامي بأنه على رغم الجوانب الغامضة للقضية، فإنه تم استيفاء الحقوق القانونية «للسجين إكس».