رياض المالكي:

الجولة الجديدة تتميز عن سابقاتها بأنها تعقد في أجواء تخيم عليها التأثيرات الإيجابية لنجاحنا في حصول فلسطين على صفة الدولة المراقب في الأمم المتحدة

أكدنا استعدادنا كدولة فلسطين للدخول في مفاوضات في حال وفاء إسرائيل بإلتزاماتها المتمثلة أساسا في وقف النشاط الإنساني وحدود الرابع من يونيو 1967 وإحترام المرجعيات الدولية

عبّر الدكتور رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، عن "أمله في أن تسفر جولة الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية التي ستنطلق في وقت لاحق من اليوم الجمعة في القاهرة، تحت رعاية الرئيس محمد مرسي، عن خطوات عملية تفضي إلى إنهاء الإنقسام الفلسطيني". وقال المالكي في تصريحات خاصة: "لقد مررنا بمنعطفات عديدة على هذا الصعيد جعلت من سقف التوقعات مرتفعا، ولكن وقعت نكسات بسبب عدم التوصل إلى إتفاقيات تحسم هذه الخلافات والقضايا العالقة"، مشيرا إلى أن "الجولة الجديدة تتميز عن سابقاتها بأنها تعقد في أجواء تخيم عليها التأثيرات الإيجابية لنجاحنا في حصول فلسطين على صفة الدولة المراقب في الأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر نوفمبر الماضي، كما تخيم أجواء شعبية تطالب بالإسراع بإنهاء الإنقسام الداخلي، فضلا عن بروز حكومة إسرائيلية جديدة تبدو أنها غير جاهزة للتعامل مع الشرعية الدولية".

الدكتور رياض المالكي

ولفت المالكي إلى أن "هذه العوامل والعناصر مجتمعة يجب أن تكون محفزة للجميع لكي يتمكنوا من تجاوز مواقفهم وقضاياهم الذاتية سعيا للحصول على توافق وطنى حول القضايا العالقة". وقال المالكي أنه "ينبغي النطر إلى هذا الملف من منظورين منفصلين، أولهما يتمثل في كيفية إنهاء الإنقسام ومن ثم المضي في إستكمال ملف المصالحة، والخطوات الأساسية المطلوبة في هذا الإتجاه تتجسد في إجراء الإنتخابات وتحديث سجلات الناخبين وتشكيل الحكومة، وتلك في حد ذاتها عناصر ضرورية لإنهاء حالة الإنقسام في شقها النظري".

التجاوب مع الطروحات
وأضاف المالكي أن "المنظور الثاني يتمثل في تطبيقات هذه العناصر على الأرض، والتي تحدد إلى أي درجة هناك جاهزية للتجاوب مع هذه الطروحات من قبل بقية الفصائل، تحديدا حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لأنه ليس بمقدور أي طرف الحديث عن ملف المصالحة دون وضع أسس إنهاء وضعية الإنقسام".  وحول ما إذا كانت هناك مراهنة على دور مصري نشط على صعيد ملف المصالحة، علق الدكتو رياض المالكي بقوله: "بالتأكيد وهذا أمر واضح، فالدور المصري نشط بإستمرار ونحن نتوجه بشكرنا وتقديرنا لمصر، فبدون جهودها لا يمكن التقدم في هذا الملف، ونتمنى من الإخوة المصريين متابعته معنا بالرغم من كل المعوقات التي ما زالت تعرقل هذه المصالحة، وأن يواصلوا جهودهم لأننا بوضوح نعتمد عليهم كثيرا لإنجازها في أقرب وقت".

موقف مبدئي
وفيما يتعلق بإعلانه مؤخرا "إستعداد القيادة الفلسطينية للدخول في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي"، قال المالكي: "ما أشرت إليه هو حديث عن الموقف المبدئي، وعلى الجانب الإسرائيلي أن يحدد موقفه، لقد أكدنا استعدادنا كدولة فلسطين، وتلك رسالة للمجتمع الدولي، للدخول في مفاوضات في حال وفاء إسرائيل بإلتزاماتها المتمثلة أساسا في وقف النشاط الإنساني وحدود الرابع من يونيو 1967، وإحترام المرجعيات الدولية، وتحديد سقف زمني من خلاله يتم الوصول إلى مجموعة الإستحقاقات، فإذا امتلكت إسرائيل الجاهزية للتعامل مع هذا الطرح فنحن جاهزون للحديث معها والعودة إلى المفاوضات، دون ذلك لن تكون هناك عودة".