حضر الأمسية جمهور غفير من دالية الكرمل وخارجها خاصة مدراء المدارس

دعوة العالم إلى التخلي عن سلبيتة وإغاثة الطفل السوريّ مما يتعرض له من قتل ممنهج وتنكيل

أقام منتدى "الرّاوي" -الّذي يَضُمُّ عددًا من الشعراء الشباب والمخضرمين من دالية الكرمل وخارجها- أمسية تضامنية مع الطفل السوري، تحت عنوان: "موقف حلم الطفل الإنسانيّ- الطفل السّوريّ" تحت رعاية بيت الكاتب في دالية الكرمل. وذلك في مسرح النقاب في عسفيا الذي يديره المخرج صالح عزّام. حضر الأمسية جمهور غفير من دالية الكرمل وخارجها خاصة مدراء المدارس الاساتذة : ماهر نصرالدين وصالح قدور وسميح بيراني وجمهور مميّز.

تضمن البرنامج فقرات عديدة، حيث استهل بعرض فيديو شارك فيه منظمو الأمسية الشاعر نبيل نصر الدّين مدير المنتدى ، الشاعر سمير الحلبي، والأستاذ وليد حلبي، والشاعرة هيام ابو الزلف، وشاعر العاميّة حسين حلبي، دعوا فيه العالم إلى التخلي عن سلبيتة وإغاثة الطفل السوريّ مما يتعرض له من قتل ممنهج وتنكيل. تلا ذلك كلمة عضو الكنيست السابق د. أكرم حسون مؤسس بيت الكاتب ورئيس كلية الكرمل، الّذي أوضح موقف بيت الكاتب من هذه المسألة الإنسانية، وبارك عمل المنتدى وأعضاءه.

قصيدة بالعامية
ثم تلا ذلك قصيدة بالعامية قدمها الشاعر راضي مشيلح والشاعر حسين زيدان ، ليقوم أعضاء المنتدى بإلقاء قصائدهم إما مسجلة أو بشكل حي ومباشر. من الّذين شاركوا: حنان ابو الزلف، فؤاد منصور، وليد حديفة، بشير حاطوم- هيلا غانم، غسان مريح، إبراهيم نبواني، جوليا عماشة، رنا زيدان وامال قزل وهايل حمود والفنان ماهل وهبه. ثم دعا الأستاذ الصحفي حاتم حسون الأطياف الدينية إلى طاولة حوار، فقام بروفيسور "فاضل منصور" من قرية عسفيا، بتبيين موقف العقيدة التوحيديّة الّذي بموجبه يتمّ إلقاء الحرمان الديني على كل من يشارك في أعمال العنف والإجرام، وقد استند إلى قصص تاريخية، رفض خلالها القادة الهجوم على مواقع إلا بعد إبعاد النساء والأطفال. كما ذكر المطران "رياح أبو العسل" من مدينة الناصرة، موقف الدين المسيحي الذي يشجب هو الآخر كل أشكال العنف والقتل، ويدعو إلى التسامح والمحبّة. أما الشّيخ المحامي "طليع بدر" من حرفيش فقد عرض موقف القانون مما يجري في سوريا، حيث يجب إحالة المسؤولين عن كل هذا الإرهاب والإجرام إلى المحاكم الدولية. وقد شارك طاولة الحوار هذه أيضًا رئيس منظمة الكتاب العبريين "هرتسل حكاك" بقصيدة مؤثرة بالعبرية.

مقطوعات شعرية
أما طاولة الحوار الأخرى -التي أدارها الأستاذ حاتم كذلك- فقد شارك فيها الشعراء نزيه حسون وخالد إغبارية وهيام أبو الزلف، ود. كمال الحسيني، حيث أدانوا بالإجماع ما يجري في سوريا شعرا وحوارا. أما الفقرة التي ألهبت الجمهور، وكسبت تعاطفهم، فكانت تلك التي قدمتها مجموعة من الطالبات تمثل مختلف مدارس الدالية، حيث ألقت كل طالبة مقطوعة شعرية باسم الطفل السوريّ من كلمات المعلمة هيام أبو الزلف.. وتلك التي قدمها زجلا الطفل المعجزة من قرية الفريديس "بشير صعبي".  وتخلل البرنامج بين الفينة والأخرى فقرات مسجلة، أحدها للباحثة التونسية "جليلة عمامي" وإحدى طالباتها في كلية الحقوق.  كما أن فقرة الممثلين عن منظمة الكتاب العبريين، فقد كانت شديدة التأثير بكلمة بروفيسور "شموئيل موريه العربية، وقصيدة بلفور حكاك التي تتعاطف مع معاناة الطفل السوريّ. وفي الختام، قام الطالب الشفاعمري "عمري حسون" بإلقاء قصيدة مؤثرة وجهها إلى أطفال سوريا، وعلى إثرها أوقد شعلة امل الطفل الانساني..

القصيدة التي قدمت فقراتها الطالبات:
من مدرسة قفطان حلبي الإعداديّة الطالبة عفّو فرح حسون
من مدرسة الاتصال "ج" الابتدائية الطالبة عدن شام.
من المدرسة "ب" الابتدائية الطالبة آية علاء مريح.
.من المدرسة "أ" يارا سميح فخر الدين
. من المدرسة "د" الحديثة الطالبة يارا سامح زيدان
من المدرسة الدينية الإشراق الطالبة هنا رضا نصر الدين

أنا الطفل السوري
شعر: هيام أبو الزلف

أيُّها الضَّميرُ الْبَشَرِيّ
أنا طِفلُ دِرْعا السّورِيّ..
من حقّي سقفُ بيتٍ يحميني..
من حقِّي الْغِذاءُ والدّواء..
منْ حَقّي أن أُضَمَّ وأُشَمَّ
وأن أغفوَ في دِفءِ الاحْتِواء..
إيهْ يا وَطَنًا جَريحًا.. خبِّرْني كيْفَ يكونُ الانْتِماء!!!
***
أيُّها الضَّميرُ الْبَشَرِيّ
أنا طِفْلُ دارِيّا السّورِيّ..
ما ذَنْبيَ لآكلَ حُصْرُمَ الْكِبارْ؟
ألسْتُ غَدَ بِلادي،
وعلى ساعِدَيَّ يولَدُ النّهارْ؟
ارْحَمْني جَلاديَ بِرَصاصةٍ ..
بِشْيْطانِكَ!!.. لا تَجُزَّ عُنُقي بِالسّكّين!
اتْرُكْ لي أُسْلوبَ مَوْتي..
أليْسَ من ْ حَقّيَ أنْ أخْتار؟
***
أيُّها الضَّميرُ الْبَشَرِيّ
أنا طِفلُ حماة السّورِيّ..
أوّاهُ كم أشْتاقُ لأَتْرابِي وكتابي .. وَعِطْرٍ في شَعْرِ رفيقَتي
أشتاقُ إلى رسائلِ الْغَرام.. أودِعُها كَرّاسَةَ فَتاتي!!!
هلِ اخْتَبَرْتُمْ أيُّها الْكِبارُ الْحُبَّ وَتَصاويرَ الْخَيالْ
ألا تَرى بَصائِرُكُمْ قِيَمَ الْحَقِّ والخَيْرِ والْجَمالْ؟
ألا يخفِقُ لكمْ قلْب؟ ألا تعْرِفونَ الرّبّ؟
***
أيُّها الضَّميرُ الْبَشَرِيّ
أنا طِفْلُ حِمْص السّوريّ
وكأنَّ فقْريَ لا يَكفيني،
قَصَفوا بَيْتي..
كان لي سَقْفٌ يأويني..
أمّي تحْتَ أنْقاضِ الْقِيَمِ،
أخَي أسْلَمَ الرّوحَ للعَدمِ..
أختي وَهْيَ تَخْتالُ بِثَوبِ العيد،
لَوّنوا ابْتِسامَتها بِالدَّمِ..
أبي.. لا أرى له ظِلاّ
لا أدري في أي قبْوٍ أودعوه
أو في أيّ قَبْرٍ أوقعوه!
أناديكمْ.. أنْقِذوني..
بِرَبِّكُمْ.. أنقذوني!!!
***
أيُّها الضَّميرُ الْبَشَرِيّ
أنا طفلُ حلب السّورِيّ..
أراكُم تَخْطُبونَ.. تَحْتَجّونَ.. تَصْرُخونْ..
وهل بالْكَلامِ، توقِفونَ هذا الْجُنونْ؟؟؟
كُفّوا عَنْ صلاتِكمْ.. وافْعَلوا الشَّيْءَ الْمُفيدْ
قَدْ أُصيبَتْ حَواسُّ السَّماءِ بِالشَّلَل!!!
وعادَ بِهَداياهُ خائبًا شيْخُ العيدْ.
أوّاهُ.. في تُرابِ مَدينتي يَتَعَفَّرُ الْغُراب..
يَجوسُها الْمَوْتُ خائِفًا، يَسْكُنُها الغياب!!!...
وَقَدْ غَدَوْتُ لاجِئًا.. ألْتَحِفُ السّماءَ.. أفْتَرِشُ الْجَليدْ..
***
أيُّها الضَّميرُ الْبَشَرِيّ
أنا طِفْلُ دمشق السّورِيّ..
خَطَفوا ثَوْرَتي وسَمّوها "طائِفِيَّة"