الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 20:02

وقت للتخييط /بقلم:وديع عواودة

كل العرب
نُشر: 02/02/13 09:58,  حُتلن: 13:26

وديع عواودة في مقاله:

بعث المجتمع العربي لأحزابه وقادته في سلوكه الانتخابي عدة رسائل منها وأهمها رغبته بسياسة جديدة فيها الأمل والثقة بالمستقبل وتوحد طاقاته

النقب يحتاج لمن يسانده على الأرض من قبل من صوت لحزبه أو لم يحظ بأصواته فقضيته أكبر من كل الحسابات وبذلك يتساوى التجمع والجبهة والموحدة

لا يجوز أن تكتفي الجبهة بمحاولات صرف أنظار وبتبرير تراجعها النسبي في الانتخابات بتسريبات تتهم التجمع بشراء الذمم بالمال القطري دون دليل وبلا محاسبة للذات 

لم يوفق زحالقة في صياغة نقده المشروع لزملائه في الموحدة والجبهة، بدعوة قيادتهما للاعتذار للجماهير العربية لمشاركتهم الوزير بيغن اجتماعا حول قضية النقب

يدرك الناس بفطرتهم الحقيقة أن الفرقة عدو لا يقل خطورة عن الأعداء الخارجيين. حينما تتحطم صخرة الوحدة يتداعى بنيان الجبهة الداخلية وتتكسر الرماح آحادا وتباعا. ولنا في التاريخ عبرة فرغم اختلال الموازين وكافة الاعتبارات لم يكن بمقدور الحركة الصهيونية أن تسرق الأوطان من تحت أقدام أصحابها لو تجمعت قواهم تحت لواء قيادة وطنية مركزية.

التناقضات الجانبية
لم تكن النتائج مريعة لو تحاشت القيادات السياسية التناقضات الجانبية كما تدلل فصول المأساة الفلسطينية خاصة في الثورة الكبرى (1939-1936) وفي النكبة عام 1948. إسرائيل وريثة الانتداب ولعبته " فرق تسد" تدفع الفلسطينيين اليوم نحو تكريس التشرذم لخمسة مجمعات، كل منها غارق في همومه ونحن أيضا نساعدها بأيدينا وألسنتنا.
في سلوكه الانتخابي بعث المجتمع العربي لأحزابه وقادته عدة رسائل، منها وأهمها رغبته بسياسة جديدة فيها الأمل والثقة بالمستقبل وتوحد طاقاته. وينبغي أن تتعامل الأحزاب العربية مع حقيقة مقاطعة 50% من جمهورها لانتخابات الكنيست، بجدية ونقدية واتهام الشعب بتفويت فرصة لإسقاط اليمين(بركة والطيبي)، وكأن يئير لبيد ( كاسر عصا الليبرالية من أول غزواته) يسارا!

سياسة بمستوى العمل الوطني
السياسة المشتهاة تمتاز بالمسؤولية، تميّز بين التناقضات الجوهرية وتلك الجانبية، تتيح التنافس وترفض التناحر، لا تستبدل الصالح العام بالمصلحة الخاصة والحزبية، سياسة بمستوى العمل الوطني الجامع المدجج برؤية وأدوات. سياسة توازن بين العملين الميداني والبرلماني لا تكتفي بتشخيص الحالة نحو فتح الأفق السياسي، الانفتاح على الجمهور وفعالياته وانتقاداته، لأن إبقاء العلاقة بين المواطن والحزب علاقة انتخابية أو تمثيلية فحسب نهايتها الطلاق. ما زلنا ننتظر سياسة تقبل بالنقد والمحاسبة وترفض استبدال الشفافية بالهمس والفهلوة والتدليس وافتعال معارك خارجية.
لذا لا يجوز أن تكتفي الجبهة بمحاولات صرف أنظار وبتبرير تراجعها النسبي في الانتخابات بتسريبات وتلميحات، تتهم التجمع بشراء الذمم بالمال القطري دون دليل وبلا محاسبة للذات واستخلاص الدروس والإصغاء لانتقادات مختلفة بعضها صادر عن أنصارها.
لم يوفق رئيس كتلة التجمع الوطني الديموقراطي النائب جمال زحالقة في صياغة نقده المشروع لزملائه في الموحدة والجبهة، بدعوة قيادتهما للاعتذار للجماهير العربية لمشاركتهم الوزير بيغن اجتماعا حول قضية النقب.
يدلل زحالقة على صواب دعوته هذه بالإشارة أن الوحدة لا تعني السكوت على الخطأ، معتبرا أن مجرد الاجتماع مع الوزير بيني بيغن إضفاء للشرعية على مخطط ترحيلي بصرف، النظر عما يقال فيه. ووفق هذا المنطق يمكن إيراد عشرات الأمثلة على فعاليات نقوم بها جميعا وتعتبر نوعا من إسباغ الشرعية. يمكن اختزال هذه الأمثلة بالسؤال: أليست عندئذ مشاركة النواب العرب في برلمان إسرائيل إسباغا للشرعية في احتلال فلسطين وترحيل شعبها؟

المخطط السلطوي
كان ويبقى السؤال الحكم هل يتعاون هذا الحزب أو سواه مع هذا المخطط السلطوي أو ذاك على حساب مصالح الناس ورغم معارضتهم له لاعتبارات انتهازية أو متهادنة أو غبية، والشمس لا تغطى بغربال.
حتى لو صدق زحالقة في التوصيف والتشخيص للحالة ( أو أنه خطط لهدف سياسي تكتيكي غير معلن )، فالقاموس يتيح تحقيق هدفين بتصريح واحد يؤدي النقد لمواقف الآخرين دون صياغات استفزازية توحي كأن الجبهة والموحدة تفرطان بأرض النقب.
التعددية السياسية في إطار الخطوط العامة الجامعة ركن أساسي في السياسة وفي حزب ديموقراطي كالتجمع والتنكر لها من شأنه العودة كيدا مرتدا للداخل.
عضو الكنيست الجديد باسل غطاس يؤكد اليوم، أن الواقع المعقد يستدعي توحيد الكتل العربية في الكنيست، مؤمنا بأنه لا فوارق جوهرية بينها فهل سيتهم بـعمى ألوان أو بتعمية الناس في مدينة سارامواغو؟

بناء سياسة عربية جديدة
زحالقة الذي ترأس كتلة التجمع في الكنيست وقادها بمسؤولية وسيقودها في دورته البرلمانية الأخيرة على ما يبدو، يستطيع إبقاء قدميه على الأرض والمساهمة في لم الشمل وبناء سياسة عربية جديدة وأكثر نجاعة.
هناك أوقات للتمزيق وأخرى للتخييط، يقول كويلو في " الزهير" وهذه أوقات للوحدة واحترام رسالة الشعب من الثلاثاء قبل الأخير.
النقب يحتاج لمن يسانده على الأرض من قبل من صوت لحزبه أو لم يحظ بأصواته، فقضيته أكبر من كل الحسابات وبذلك يتساوى التجمع والجبهة والموحدة. عشية تشكيل حكومة ربما تكون أكثر قسوة علينا جميعا لا على النقب فحسب. نحن بحاجة لمجهود موحد وفعال وخلاق يتحلى بمصداقية ونظافة وإلا سنبقى مكانك عد أو خلفا در فيما تتجرأ الأحزاب الصهيونية وسماسرتها العرب أكثر.
وبموازاة تصعيد المواجهة من أجل النقب نتوقع من القيادات السياسية استغلالها وترجمتها لتوفير حلول تتعدى معادلة إما كل شيء أو لا شيء.
للتكبير بداخل المقال في سلوكه الانتخابي بعث المجتمع العربي لأحزابه وقادته عدة رسائل، منها وأهمها رغبته بسياسة جديدة فيها الأمل والثقة بالمستقبل وتوحد طاقاته.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة