الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 22:02

الاحتفال بعيد القديس انطونيوس الكبير في كنيسة القيامة في القدس

كل العرب
نُشر: 30/01/13 17:08,  حُتلن: 17:55

ترأس الخدمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس يشاركه رهبان القبر المقدس وعدد من المصلين

سيادة المطران حنا هنئ كل الذين يحملون اسم هذا القديس والتفت الى الرهبان بنوع خاص مطالبا اياهم بأن يكون قدوتهم في الحياة الروحية

اقيم صباح اليوم الاربعاء، قداس احتفالي في كنيسة القيامة في القدس القديمة، وذلك امام هيكل الجلجلة احتفاء بتذكار القديس انطونيوس الكبير ابو الرهبان "مار انطون" . ترأس الخدمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس يشاركه رهبان القبر المقدس وعدد من المصلين . سيادته هنئ كل الذين يحملون اسم هذا القديس والتفت الى الرهبان بنوع خاص مطالبا اياهم بأن يكون قدوتهم في الحياة الروحية.

سيرة حياة القديس انطونيوس
ولادته ونشأته: ولد القديس أنطونيوس في قرية صغيرة في صعيد مصر تدعى كوما قرابة العام 250م. كان أهله من أعيان البلد، ذوي ثروة يعتدَّ بها، مسيحيين فنشأ على التقوى. وكانت له أخت أصغر منه سنَّاً. اعتاد ملازمة البيت إلا للضرورة أو للخروج إلى الكنيسة. ولم يشأ أن يحصِّل العلم الدنيوي تجنّباً للخلطة بالناس. لكنه كان يصغي جيداً لما يُقرأ عليه ويحفظه في قلبه. سلك في بساطة وامتاز بكونه رضياً وعفَّ عن الملذات. 
لما توفي والده تأمل فيه وقال: "تبارك الله! أليست هذه الجثّة كاملة ولم يتغير منها شيء البتة سوى توقف هذا النفس الضعيف؟! فأين هي همتك وعزيمتك وسطوتك العظيمة وجمعك للمال؟! " ثم أردف: " إن كنت أنت قد خرجت بغير اختيارك فلا أعجبنّ من ذلك بل أعجب أنا من نفسي إن عملت مثل ما عملت أنت". وقد ذكر القديس أثناسيوس الكبير أنه قد ترك العالم بعد وفاة أبيه بستة أشهر. فيما ذكرت مصادر أخرى أنه ترك والده بغير دفن وخرج يهيم على وجهه مخلفاً وراءه ما كان له من مال وأراضٍ وخدم. لسان حاله كان: "ها أنا أخرج من الدنيا بإرادتي كيلا يخرجوني مثل أبي رغماً عني". عمره ، يومذاك، كان ثمانية عشرة أو ربما عشرين ربيعاً. وانصرف أنطونيوس إلى النسك متأملاً في ذاته، متدرباً على الصبر. لم يكن في بلاد مصر يومذاك أديار. فقط بعض الشيوخ كان يتنسك، هنا وهناك، في مكان قريب من بيته أو قريته. فتش أنطونيوس عن مثل هؤلاء في جواره فوجد بعضاً. كان منهم، على حد تعبير القديس أثناسيوس "كالنحلة الحكيمة" لا يرجع إلى مكانه إلا بعد أن يراهم ويتزود لديهم بما ينفعه في طريق الفضيلة. يتعلم من الواحد الفرح ومن الآخر الصلوات الطويلة. من هذا التحرر من الغضب ومن ذاك الإحسان. يأخذ عن فلان السهر وعن فلان الصبر وعن فلان النوم على الأرض. لاحظ وداعة هذا وطول أناة ذاك، وتشدد بإيمان هذا ومحبة ذاك.

اتخاذه الزي الرهباني
كان أنطونيوس جالساً في قلاَّيتِهِ، يوماً، فاستبدَّ به روح ملل وصغر نفس وحيرة فضاق صدره وأخذ يشكو إلى الله حالهُ قائِلاً: "أُحب يا رب أن أخلص، لكن الأفكار لا تتركني، فماذا أعمل؟" فجأَة رأى إنساناً جالساً أمَامه يلبس رداء طويلاً، وهو متشح بزنار طويل كالإسكيم الرهباني، وعلى رأسه قلنسوة. وأخذ الرجل يضفر الخوص. ثم قام للصلاة. ثم جلس من جديد وأخذ يعمل في ضفر الخوص وهكذا دواليك. كان هذا ملاكاً من عند الله جاء يعزي القديس ويقويه ويعلمه. لذلك قال له: "إعمل هكذا تسترح!". من ذلك الوقت اتخذ أنطونيوس الزيّ الذي رأى الملاك متشحاً به وصار يصلي ويعمل على الوتيرة التي رآه يعمل بها، فاستراح بقوة الرب يسوع. اما عن غلبته على الشيطان، فلمَّا تقدم أنطونيوس في حياة النسك والصلاة والفضيلة، لم يرقّ ذلك للشيطان عدو الله. فأخذ يهاجمَهُ بروح المجد الباطل. وأفكار الزنى ومختلف أنواع الشهوات. فاعتصم أنطونيوس بالله وواجهه بشجاعة قائلاً: "أنت تستحق كل احتقار! أنت مظلم العقل وعديم القوة! مثلك مثل ولد صغير! لن أهتمّ لك بعد اليوم لأن معيني الرب". فلم يعد الشيطان يجسر على الدنو منه. غادره بأصوات مخنوقة من الخوف. غلبة أنطونيوس على الشيطان لم تدعه يتكاسل أو يتراخى. لأنه كان يعرف أن الشيطان لا بد له أن يعيد الكرَّة مرة أخرى. لأن الشيطان ربيب الخطيئة. لهذا كان مثابراً على الدوام ومستعداً للسلوك في مشيئة الله بكل قواه، مادام همُّه أن يظهر أمام الله طاهر القلب. لم يتوقف أنطونيوس عن محاربته للشيطان يوماً في حياته. حتى عندما سكن إحدى المقابر، واهتاجت عليه الأبالسة وضربته وتركته مرمياً طريح الأرض إلى أن جاءه في اليوم التالي صاحبه حاملاً له الخبز. ولما رآه معدم الحركة نقله إلى كنيسة القرية. لكن ما لبث أن استرد عافيته في منتصف الليل وعاد إلى المقبرة ثانية ليدخل في أشد معركة له مع الشيطان. حيث جمع الشيطان كلابه وهاجمه من جديد. ووسط هذه المعركة الضارية مع الشيطان كان أنطونيوس ساهراً، صاحياً، ساكن القلب. قال وهو يهزأ بالشياطين: "لو كنتم تملكون القوة لكفاكم أن يأتي علي حيوان واحد منكم، لكن الرب جعلكم عديمي القوة!". وبقوة صلاة أنطونيوس وصموده في وجه التجربة تمكن بنعمة الله التي نزلت عليه على شكل شعاع من نور من غلبة الشيطان وقهره.
 

النعمة الإلهية
صمود أنطونيوس في وجه التجارب الشيطانية، وشدة نسكه وتقشفه، وصلاته، جعلته يغتصب ملكوت الله اغتصاباً، حتى أهطل عليه الله بركاته السماوية. فاستطاع بهذه النعمة أن يشفي المرضى ويطهر العديد من الشياطين، ويهدي كثيرين إلى الإيمان بالمسيح لأن حياته كانت تشع بالنور الإلهي ومنطقه كان ينبع من الروح القدس المتكلم بوساطته، فاقتنع الكثيرون بحياة التوحد. وهكذا نِشأت الأديار على الجبال واستحالت الصحراء مدينة. وكان للقديس أنطونيوس دورٌ هامٌ في دحض العديد من الهرطقات التي شاعت في زمنه. فعلّم أن مصادقة المانويين، القائلين بإلهي الخير والشر، دمار للنفس. وأوصى بعدم الإقتراب من الآريوسيين أو مشاركتهم معتقدهم الوخيم. وقد طرد الآريوسيين الذين أتوا إليه في الجبل ليكلموه. قال أن كلامهم أخطر من سُمِّ الأفاعي.
مرة، حاول بعض الفلاسفة استعمال القياس المنطقي في كلامهم على الصليب الإلهي، فحدثهم طويلاً ثم ختم حديثه قائلاً: "أنتم لا تؤمنون بالله لأنكم تطلبون مقاييس منطقية.نحن لا نعتمد مقاييس الحكمة الهلينية في الإقناع بل نُقنع بالإيمان الذي يسبق الصناعة المنطقية". وكان هناك، قريباً منه، مرضى بهم شياطين فأقامهم في الوسط قائلاً: "أبرئوا هؤلاء بقياسكم المنطقي أو بأي فن آخر أو بالسحر وادعوا أصنامكم! فإذا كنتم لا تقدرون على إخراج الشياطين فأوقفوا حربكم ضدنا فتروا قوة صليب المسيح". ولما قال هذا دعا باسم يسوع ورسم إشارة الصليب ثلاث مرات على المرضى فنهضوا للحين كاملي العقل يسبحون الله. فتعجبوا وانصرفوا بعدما قبَّلوه واعترفوا بالفائدة التي نالوها منهُ.

الوصية بعد الموت
"إذا بقي السمك على اليابسة طويلاً مات، وإذا أقام الرهبان بين الناس طويلاً أصيبوا بالتراخي". عرَّفَت العناية الإلهية القديس أنطونيوس بقرب موعد رحيله من العالم الأرضي. فأعلم رهبان الجبل الخارجي بأنهُ لن يأتيهم بعد هذا اليوم الذي هو عندهم. وأوصاهم بحفظ أنفسهم من الأفكار الدنسة، والسلوك في غيرة القديسين وحفظ تقليدات الآباء ثم غادرهم. وبعد أشهر قليلة مرض فدعا الناسكين اللذين كانا معه خمسة عشرة عاماً وخدماه في شيخوخته. قال لهما: "ها أنا أسير على طريق الآباء والرب يدعوني. فكونا صاحيين. اهتما بالحفاظ على غيرتكما كما لو كنتما في البداءة. تنفسا المسيح دائماً وآمنا به. تذكرا نصائحي. اتحدا أولاً بالمسيح ثم بالقديسين الذين ستلتقيانهم بعد الموت في المساكن الأبدية. لا تفسحا المجال للآخرين بنقل جسدي إلى مصر كي لا يضعوه في بيوتهم. ادفنا جسدي تحت التراب ولا يعرف أحد غيركما المكان لأني سأحصل عليه بلا فساد في قيامة الأموات. وزعا ثيابي. أعطيا أثناسيوس ثوبي الذي كان كفراش لي. والأسقف سرابيون ثوبي المفرّى الآخر، واحتفظا أنتما بكسائي المكسو بالشعر". وحالما قال هذا عانقاه فمد رجليه ونظر إليهما كصديقين قادمين إليه، وفرح جداً والتمع وجهه بهاءً. ثم مات وانضم إلى الآباء.

طروبارية:
لقد ماثلت ايليا الغيور بأحواله و تبعت المعمدان في مناهجه القويمة فحصلت في البرية ساكناً و للمسكونة بصلواتك مشدداً أيها الأب أنطونيوس فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا ملاحظة: كتب سيرة أبينا أنطونيوس الكبير رئيس أساقفة الإسكندرية القديس أثناسيوس الكبير. ووجهها لمنفعة الرهبان بناء لطلبهم.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
232594.44
BTC
0.51
CNY