دعي طفلك يزرع بعض الأزهار في شرفته وعلميه دورة الحياة الطبيعية من الموت والحياة, فهذا المثال سيجعله أكثر تقبلا للموقف وتخطيا للأحزان أيضا

مشاعر مرتبكة ومخيفة تجتاح الطفل عندما يتعرض لفقد أحد الأشخاص المقربين إليه كصديق أو جد أو أحد الأقارب, إنها أول صدمة تعصف بفرحته الطفولية وتلقائيته وأمانه، مما يجعله في حاجة كبرى إلى الدعم العاطفي والاحتواء والتفهم, وعلى الأم أن تتعلم كيف تمر بابنها من هذه المرحلة الصعبة, وهذه بعض النصائح الهامة التي يمكن للأم اتباعها.

1ـ التحدث بصراحة
حاولي إخبار الطفل بحقيقة الأمر وبلغة تتناسب مع فئته العمرية, واحذري من بعض التشبيهات الخاطئة كقولك " إن الجد ذهب لينام إلي الأبد", فهذا القول سيجعل الطفل يربط بين النوم والموت وربما يخاف النوم بعد ذلك, وتجنبي أيضا قول مثل" إن الجد ذهب في رحلة طويلة", فربما يكون هذا الحل جيدا ولكن على المدي الطويل قد يأتي بنتائج عكسية", وتجنبي أيضا قول مثل " إن الجد كان جيدا لذا أخذه الله ليعيش في السماء" فهذا القول سيجعل الطفل يربط بين السلوك الحسن والموت او الاختفاء, والأفضل في مثل هذا الموقف أن تشرحي للطفل حقيقة الموقف, وأن كل شيء في هذه الدنيا يظل يكبر ويكبر حتي يموت مع ضرب بعض الأمثال كموت الزهور والأشجار، ولكن الإنسان المؤمن موعود من الله تعالى بحياة أخرى لا تعب فيها ولا مرض ولا موت، يلقى فيها أحبته في سعادة كاملة في الجنة.

2ـ لا لإخفاء المشاعر
ليس هناك فائدة من إخفاء المشاعر وكبتها, فالأفضل أن يعبر الإنسان عما بداخله من أحزان فالتعامل مع الحزن جزء من حياة الإنسان على مدار حياته, لذا علمي طفلك أنه لا بأس بإظهار عواطفه وحزنه, والتحدث والفضفضة عما يدور بذهنه من أفكار, ولا تكتمي مشاعرك أمام الطفل ولا بأس من البكاء, فالأم التي تمسح دموعها أمام الطفل وتبتسم كلما دخل الطفل عليها تعطي رسالة خاطئة, فالبكاء والشعور بالحزن ضروريان للشفاء.

2ـ استمعي لطفلك
اسمحي لطفلك بالحديث والفضفضة, فالأطفال بحاجة إلي من يستمع إلي مخاوفهم, ولا تستهيني بمشاعر الطفل حتى لو كان الحزن نتيجة موت حيوانه الأليف كالسلحفاة أو السمكة, ففكرة الموت بالنسبة للطفل قد تكون أمرا مفزعا ومخيفا.

3ـ دعيه يطرح الأسئلة
بعض الأطفال يظل يطرح نفس الأسئلة باستمرار وعلى مدار أسابيع, ويرجع هذا الأمر إلي شعوره بالذنب, فقد يظن الطفل أنه السبب في هذه الوفاة لأنه أغضب جده مثلا قبل موته, فأسئلة الأطفال قد يكون ورائها مخاوف كثيرة, لذا استمعي لهذه الأسئلة بانتباه وفطنة, وأكدي للطفل دائما أن معظم الأشخاص يموتون لأنهم مرضي أو كبار جدا في العمر.

4ـ حضور الجنائز
يسمح للأطفال فوق سن السادسة بحضور الجنائز, فنحن جميعا بحاجة إلي توديع من نحب.

5ـ الصور والذكريات
دعي طفلك يعلم أن من يموت لن ينسي وأننا نظل دائما نتذكره, ويمكنك فعل ذلك من خلال بعض الصور للمتوفي وسرد بعض القصص القديمة عنه، وإرشاد الطفل إلى الدعاء له والتصدق عليه والاستغفار له، فإرشاده إلى عمل إيجابي ينفع الميت يحول الحزن إلى عمل إيجابي ويشعره بالتواصل والنفع لمن أحبه وفقده.

6ـ الأزهار
دعي طفلك يزرع بعض الأزهار في شرفته, وعلميه دورة الحياة الطبيعية من الموت والحياة, فهذا المثال سيجعله أكثر تقبلا للموقف وتخطيا للأحزان أيضا.