الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 08:02

لا تقاطع لا تقاطع لا تقاطع/ بقلم: وديع عواودة

كل العرب
نُشر: 22/01/13 09:43,  حُتلن: 09:55

وديع عواودة في مقاله:

 المضحك المبكي أن القيادة الفلسطينية الرسمية سبق و" جربت المجرب " في جولات سابقة طمعا بحكومة " يسارية " تعيد للفلسطينيين حقوقهم

إسرائيل اليوم أيها السادة الرؤساء والأمراء لن تراكم عن بعد متر أو شبر طالما تلهثون خلف سرابها،تستجدون إعادة الحقوق بدلا من الفعل الجاد لأجل استعادتها

المستهجن بل المعيب أنه بعد كل هذه المياه العكرة التي جرت في نهري الأردن والنيل لا يزال مسؤولون فلسطينيون وعرب يؤمنون بصلاحية شرب المياه الآسنة؟ أن تتمنى فوز جهات إسرائيلية " غير يمينية " يعني دليل عجز كامل وبيان إفلاس للجامعة العربية العارية من أي إرادة وإستراتيجية عمل حقيقية وصادقة تعين الفلسطينيين على استرداد حقوقهم

في 1996 وغداة اغتيال رابين بلغت نسبة التصويت لدى العرب 77% وصوت كثيرون لحزب العمل بقيادة شيمعون بيرس رغم جريمة قانا الأولى في " عناقيد الغضب" وقتها خرجت السلطة الفلسطينية عن طورها وهي تناشد فلسطينيي الداخل وتبعث لهم بعثات متتالية برئاسة د. وجيه القاسم( سفيرنا في المغرب وقتها) لاستغلال " احتياط الصوت "

أطلقت الجامعة العربية نكتة سوداء أمس بدعوتها المواطنين العرب في إسرائيل للتصويت بـ"إيجابية وكثافة " في انتخابات الكنيست من أجل التصدي لسياسات " شرعنة التطهير العرقي وسيطرة العنصرية". لسان حال الجامعة يستبدل لاءات الخرطوم بلاءات جديدة: " لا تقاطع" ثلاث مرات.

قهر إسرائيل
منذ نكبة 1948 بقينا في خانة التجاهل والنسيان وحتى التشكيك ولم تبادر الجامعة العربية لسماعنا إلا حينما بادر الرئيس الليبي الراحل القذافي في 2010 لدعوة قياداتنا وإسماعها كلاما إنشائيا ومحاضرات في قهر إسرائيل بالخلف. مع ذلك لا بأس من تذكّر الجامعة العربية أو منظمة التحرير الفلسطينية (الجهة الحقيقية خلف هذه الدعوة) في شؤوننا فنحن جزء من شعبنا وأمتنا.

استرداد حقوق الفلسطينيين
لا يعتري دعوة الجامعة البرلمانية إشكال مبدئي لكن المشكلة في مضمونها وبتكرارها محاولات مماثلة تنم عن هيمنة الوهم والسراب على عقول الجامعة العربية ومن فيها. المستهجن بل المعيب أنه بعد كل هذه المياه العكرة التي جرت في نهري الأردن والنيل لا يزال مسؤولون فلسطينيون وعرب يؤمنون بصلاحية شرب المياه الآسنة؟ أن تتمنى فوز جهات إسرائيلية " غير يمينية " يعني دليل عجز كامل وبيان إفلاس للجامعة العربية العارية من أي إرادة وإستراتيجية عمل حقيقية وصادقة تعين الفلسطينيين على استرداد حقوقهم.

سقوط إله التطبيع والتدجين والتدليس حسني مبارك
تكرر الجامعة العربية اللهث وراء سراب جديد في إسرائيل التي دارت ظهرها لمبادرتها (مبادرة السلام العربية) ولم تتكلف بالرد حتى عليها منذ تبنتها قمة بيروت في 2002 رغم تأكيد الاستعداد لتطبيع 55 دولة عربية وإسلامية معها. تنم هذه الدعوة الفضيحة عن عقلية الهزيمة والاستجداء والعجز في وعي رؤساء ومسؤولين توقعنا أن يغيبوا أو يخرسوا بعد سقوط إله التطبيع والتدجين والتدليس حسني مبارك وحاشيته.

التطهير العرقي وسيطرة العنصرية
البيان الصادر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة يعتمد أسلوب الترهيب الديماغوغي الرخيص من "التطهير العرقي وسيطرة العنصرية". قبل سنوات وتزامنا مع لقاءات أنابوليس بين حكومة إيهود أولمرت والسلطة الفلسطينية شهدنا محاولة رخيصة مماثلة قادتها مصر برئاسة مبارك حينما حذرت فلسطينيي الداخل من ترانسفير جديد داعية لـ" تهدئة الدورة " وخطف الرأس من أجل " الحفاظ على البقاء". في الواقع كانت هذه محاولة ماكرة ومبطنة لمنع احتجاج المواطنين العرب في إسرائيل على أي تسوية تستثنيهم وتغيّب حقوقهم وتعيد لشعبهم الفتات فقط. ضمن تبريراتها دعوتها تشّدد على الحاجة لمعارضة قوية داخل الكنيست تتصدى للعنصرية ومحاولات التطهير وفضحها بالعالم. هي عربية في عبائتها لكنها بالواقع دعوة من قبل للسلطة الفلسطينية وفي حقيقتها تندرج ضمن أحلامها باستئناف المسيرة السياسية حتى لو ظلت طحن هواء أو حرث بالبحر،فالمهم " البروسيس" وعدم فقدان ما يبرر استمرارها(السلطة). ففي إسرائيل يرى كل من في رأسه عقل أن الحكومة القادمة غير راغبة بالسلام ولا حتى بالمفاوضات.

احتياط الصوت
المضحك المبكي أن القيادة الفلسطينية الرسمية سبق و" جربت المجرب " في جولات سابقة طمعا بحكومة " يسارية " تعيد للفلسطينيين حقوقهم. في 1996 وغداة اغتيال رابين بلغت نسبة التصويت لدى العرب 77% وصوت كثيرون لحزب العمل بقيادة شيمعون بيرس رغم جريمة قانا الأولى في " عناقيد الغضب". وقتها خرجت السلطة الفلسطينية عن طورها وهي تناشد فلسطينيي الداخل وتبعث لهم بعثات متتالية برئاسة د. وجيه القاسم( سفيرنا في المغرب وقتها) لاستغلال " احتياط الصوت " للمزيد من المشاركة في انتخابات الكنيست ودعم أنصار أوسلو التي لم تذكرهم ولو بكلمة واحدة.  وكانت النتيجة معروفة وفي 1999 تكررت العملية بدعوة السلطة الفلسطينية فلسطينيي الداخل عبر مكبرات الصوت بالمساجد وتلفزيون الأردن للتصويت بكثافة(75%) ودعم إيهود براك الذي فاز بنسب عالية جدا من الدعم. وما لبثت أن تحطمت الأمنيات في قمة كامب ديفد في ربيع سنة 2000 وسالت دماؤنا في خريفها بأوامره.

فوز اليمين العنصري المتطرف
وتختتم الدعوة بالعودة لفزاعة الترحيل وتلوح بخطورة فوز اليمين العنصري المتطرف المرشح للإفادة منها بتلويحه بها أمام المصوتين اليهود! إسرائيل اليوم أيها السادة الرؤساء والأمراء لن تراكم عن بعد متر أو شبر طالما تلهثون خلف سرابها، تستجدون إعادة الحقوق بدلا من الفعل الجاد لأجل استعادتها. هذا ما يدركه الناس فهل نسمع تعقيبا على ذلك من " المتابعة" وقادة الفعاليات السياسية؟.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة