الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 15 / مايو 13:01

التصويت الكثيف للمواطنين العرب ضرورة ملحة /بقلم:شلومو بوحبوط

كل العرب
نُشر: 21/01/13 15:08,  حُتلن: 17:59

شلومو بوحبوط – رئيس بلدية معلوت ترشيحا في مقاله:

أغلبية المواطنين العرب يشعرون وبحق أن مبدأ المساواة الكاملة لم يتحقق بعد حيث أن الكثير من المدن والبلدات العربية ما زالت بدون خارطة هيكلية

الساحة تفتقر لقيادات سياسية يمكن منحها ثقة عمياء أو قيادات يمكنها اخراج البلاد من معاناتها السياسية والاقتصادية والسير بها الى طريق الخلاص

يعتقد البعض أن هذه الانتخابات هي انتخابات تقليدية شبيهة بالجولات الانتخابية السابقة لكن اسمح لنفسي أن أعلم هذا البعض بأن هذه الانتخابات هي انتخابات مصيرية لكلا الشعبين اليهودي والعربي

يبقى اهمال أوضاع الوسط العربي وعدم التطرق اليه من حيث طرح برنامج متكامل تتبناها الأحزاب الرئيسية حقيقة صارخة تنبأ بأن لا جديد على صعيد تحقيق قفزة نوعية نحو مساواة الوسط العربي مع اليهودي

من المؤسف حقا أن يتمحور السجال السياسي والدعاية الانتخابية خلال الحملة الانتخابية الحالية حول شعارات جوفاء لا تمت الى ما يتوقعه المواطن اليهودي والعربي من طروحات عملية لمعالجة القضايا التي تعاني منها الدولة

بعد مرور نيف وثلاثة عقود من العمل في مجال الحكم المحلي كرئيس لبلدية عربية يهودية مشتركة هي بلدية مدينة معلوت وترشيحا والتي تربض في منطقة الجليل الغربي بقراها ومستوطناتها اليهودية والعربية المتآخية ، ومن ثم عملي في السنوات الأخيرة كرئيس للحكم المحلي فقد بتت على ادراك شبه كامل عن أسباب التذمر والتململ التي يعاني منها المواطنون العرب المنتشرين في الدولة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب.

مبدأ المساواة الكاملة لم يتحقق
إن هذا التذمر والتململ يصل حد اليأس ، أحيانا ، بدرجات متفاوتة بين المناطق أو حتى بين البلدات. ومع ان هذا الشعور قد لا يشمل الجمهور العربي ككل ، لكن ، مع ذلك ، فان أغلبية المواطنين العرب يشعرون ، وبحق ، أن مبدأ المساواة الكاملة لم يتحقق بعد ! حيث أن الكثير من المدن والبلدات العربية ما زالت بدون خارطة هيكلية ، كما أن افتقار هذه المدن والبلدات لمناطق صناعية هو نقص صارخ يسبب الكثير من هجرة الشباب ، خاصة المتعلم منهم ، الى المدن بحثا ‘ن أماكن عمل لتبقى الشرائح الضعيفة والعاجزة في واقع من البطالة والافتقار الى المبادرات.
لا شك ان هذا الواقع هو واقع محبط بل هو مدعاة لليأس والنفور من أجهزة الدولة وأحزابها كما هو طرح للثقة عند البعض الآخر خاصة وأن حاضرنا السياسي يفتقر ، بلا شك ، لقيادات مشهود لها بكفاءاتها ومصداقياتها ما دامت هذه الأحزاب تجتر نفس الوعود في كل دورة انتخابات ، وما يلبث أن يتحول جمر الانتخابات الى رماد وكأن شيئا لم يكن حين تتنكر الأحزاب لتعهداتها .
لقد كان لادراكي هذا اكبر الأثر في سعيي الدائب لتحسين ظروف البلدات والمدن العربية من خلال عملي كرئيس للحكم المحلي ما دمت قد طبقت مبدأ المساواة في بلدية معلوت ترشيحا وتوظيف عشرات ملايين الشواقل في تحويل ترشيحا وإرجاع عهدها التليد حتى غذت مركزا تجاريا وخدماتيا لجميع بلدات المنطقة ، يهودية كانت أم عربية.

انتخابات مصيرية لكلا الشعبين
قد يعتقد البعض أن هذه الانتخابات هي انتخابات تقليدية شبيهة بالجولات الانتخابية السابقة ، لكن اسمح لنفسي أن أعلم هذا البعض بأن هذه الانتخابات هي انتخابات مصيرية لكلا الشعبين اليهودي والعربي !
وعلما بأن الساحة تفتقر لقيادات سياسية يمكن منحها ثقة عمياء أو قيادات يمكنها اخراج البلاد من معاناتها السياسية والاقتصادية والسير بها الى طريق الخلاص ، خاصة بعد 100 عام من الصراع والذي تغذيه البغضاء بين الشعبين .
ما من شك أن الواقع السياسي الحالي تميزه ظاهرتان سلبيتان :
الأولى – كثرة الأحزاب والحركات السياسية التي تتنافس على مقاعد الكنيست .
الثانية – زيادة التطرف في مواقف الأحزاب اليمينية من جهة واليسارية من جهة أخرى .
ان هاتين الظاهرتين ستسببان ، بكل تأكيد ، بانعدام الاستقرار السياسي ، حيث لا أستغرب فيما اذا سقطت الحكومة الجديدة بعد سنة من تشكيلها! هذا من جهة أما من جهة أخرى فان السنوات الآتية ستكون حبلى بالمصاعب الاقتصادية حيث أن الحكومة الحالية قد وضعت الدولة تحت طائلة عجز يبلغ 40 مليار شاقل ، بمعنى آخر فان كل عائلة ستكون مدانة ب- 18000 شاقل . يبقى السؤال الذي يطرح نفسه : كيف يمكن تسديد هذه المديونية ؟ والجواب هو بكل وضوح أننا سنتحمل كمواطنين وزر هذه بالفائدة المركبة مثلما تم حل كثير من السلطات المحلية والبلدية بحجة تجاوزها الميزانيات المقررة! علما بأن هذه الميزانيات هي شحيحة بما لا يحقق العمل المنتظم لهذه السلطات .

شعارات جوفاء
من المؤسف حقا أن يتمحور السجال السياسي والدعاية الانتخابية خلال الحملة الانتخابية الحالية حول شعارات جوفاء لا تمت الى ما يتوقعه المواطن اليهودي والعربي من طروحات عملية لمعالجة القضايا التي تعاني منها الدولة ككيان والمواطن الاسرائيلي . حيث أن شعارات من قبيل " بنيت هو أخ " أو " بيبي قوي " أو حتى " شيلي أفضل لك "وغيرها الكثير هدفها هو مراضاة الناس ومحاكاة عواطفهم وليس عقولهم!
لقد كان الأجدى بهذه الأحزاب أن تهتم وتتبنى قضايا على جانب كبير من الهمية بالنسبة الى المواطن والجماهير مثل قضية غلاء المعيشة ، مستقبل ومصير الجيال الشابة الصاعدة وتدبير أمورها ، موضوع التربية والتعليم وترقيته وصولا الى المعايير الدولية خاصة الغربية منها.
لكن يبقى اهمال أوضاع الوسط العربي وعدم التطرق اليه من حيث طرح برنامج متكامل تتبناها الأحزاب الرئيسية مثل برنامج وطني لتطوير القرية العربية صناعيا ، اقتصاديا وتنظيميا ورعاية جهاز التعليم في كل مدينة وبلدة منها ، اجل يبقى هذا الاهمال حقيقة صارخة تنبأ بأن لا جديد على صعيد تحقيق قفزة نوعية نحو مساواة الوسط العربي مع الوسط اليهودي .

الأحزاب تفتقر الى القيادات السياسية
ان مثل هذه الحقائق ان دلت على شيء فانها تدل على أنه حتى ولو نجحت بعض الأحزاب لكن الدولة ستفشل حسب هذا الواقع. إن حوالي 65 % من سكان اسرائيل ينشدون السلام ، لكن ليس هناك حزب ذو وزن وثقل سياسي من حيث عدد أعضاء البرلمان التي سيحصل عليها ، مثلما أن هذه الأحزاب تفتقر الى القيادات السياسية ذات الأهلية والمصداقية في السير باتجاه السلام. وعليه فان جميع الأحزاب تعتبر فاشلة وذلك من باب اهمالها لتحقيق انجازات في القضايا الهامة في السنوات الماضية الى ان استيقظت فجأة في الشهر الأخير والذي يسبق الانتخابات.
ان القانون الذي سنته الكنيست بمنع رؤساء السلطات المحلية والبلدية والقانون المتعلق بفترة " التبريد " لضباط الجيش حالت دون بروز قيادات جديدة وشابة لها تجربتها وسجلها ألانجازي!
لا أبالغ أبالقول أن معسكر السلام في اسرائيل اليوم يتمنى وجود ثنائي مثل اسحاق رابين ،رحمه الله ، وشمعون بيريس.
ورب سائل يسال خاصة من بين المواطنين العرب ما العمل والحال هذه؟ والجواب المنطقي لمن يهمه مستقبل البلاد ومستقبله في هذه البلاد من بين المواطنين العرب هو لا تتنازلوا عن حقكم في المشاركة بالانتخابات وذلك لسببين اولاهما مهم وثانيهما أهم : اولهما دعم الصورة التي اكتسبها المواطنون العرب من النضوج السياسي والمواطنة الصالحة أما ثانيهما فهو دعم معسكر السلام السياسي حيث من الطبيعي أنكم مهتمين في الابتعاد واضعاف المعسكر المعاكس لتطلعاتكم، وعليه فان مشاركتكم الكثيفة في الانتخابات تساهم بلا شك في تحقيق ما تطلعون اليه من تثبيت حقكم في المواطنة المتكافئة ودعم معسكر يتجانس وتطلعاتكم في تقوية الأطر السياسية السلمية واقصاء القوى السياسية غير المتجانسة مع تطلعاتكم.
على أمل أن نستفيق على نتائج ايجابية ، لا تجعلوا العاطفة تتحكم في قراركم بل فكروا بعقلانية وشاركوا بكثافة في هذه الانتخابات حيث نندم ساعة لا يفيد فيها الندم!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة