التجار ينتقدون اهمال البلدية المتواصل منذ 20 عام ليحول المنطقة الصناعية الى انقاض.

مدينة باقة الغربية كانت من اوائل البلدات العربية التي صودق بها  على منطقة صناعية في العام 1978 ، واشتهرت بشارعها التجاري الذي كان بمثابة شريان رئيسي لاقتصاد وتجارة منطقة المثلث، لكن شارع عابر اسرائيل وجدار الفصل العنصري، حول المدينة الى جيتو لتعيش حالة من الركود التجاري، هجرة المتسوقين، واغلاق الكثير من المحلات الجارية واستفحال ازمات بعض التجار ورجالات الاعمال ممن بحثوا عن فرصهم في مناطق اخرى، المنطقة الصناعية تحولت الى مجرد انقاض، وذلك في ظل الاهمال المتواصل على مدار عشرون عام من قبل مختلف الادارات، الدمج القصري مع جت واللجنة المعينة عمقت الازمة ووضعت النهوض التجاري والاقتصادي للمدينة في طي النسيان، وذلك في ظل انعدام المبادارت الجماعية للخروج من الازمة.

 ومن اجل البحث عن مخرج والنهوض من جديد باقتصاد المدينة واعادة الانتعاش التجاري والاقتصاد، بادر مدير عام ماطي المثلث، الى عقد اجتماعات بين رئيس اللجنة المعينة يتسحاق فالد، والعديد من التجار ورجال الاعمال، تم خلالها الاستماع الى المشاكل التي تقف حجر عثرة امامهم، ابرزها الفوضى في الشارع الرئيسي، انعدام وجود شوارع التفافية، انعدام المبادرات لتشجيع المتسوقين، اهمال اللجنة المعينة للمنطقة الصناعية وعدم تقديم اي خدمات، باستثناء مطالبة اصحاب المصالح والورش بدفع الضرائب دون منحهم اي تسهيلات او اعفاءات ضريبية.

 وقال جمال مجادلة مدير ماطي المثلث:" المنطقة الصناعية اقيمت في العام 1978 ، وحتى يومنا هذا لم تحظى باي رعاية بل اهملت من قبل الادارات السابقة، يجب توسيعها الاستثمار بها وتطويرها من ناحية البنى التحتية وتشجيع المبادرات وحل مشاكل التجار بغية ان يكون الامر بمثابة رافعة تجارية واقتصادية للخروج من هذه الازمات". وقال خيام قعدان مدير عام البلدية:" ننظر الى الشارع الرئيسي التجاري في بالغ الاهمية، والى المنطقة الصناعية كاستراتيجية لتطور المدينة، الصناعة والتجارة في سلم اولوياتنا ولذا بادرنا لهذه الاجتماعات للتباحث والتداول في سبل الخروج من الازمات وتسويق البلدة تجاريا واقتصاديا، والتعاون مع التجار ورجال الاعمال واصحاب المحلات التجارية".

وقال يتسحاق فالد رئيس اللجنة المعينة:" هدفي الاساسي حين تسلمت الادارة، هو انقاذ البلدية من مستنقع الديون والعجز وانعدام دفع الوراتب، التزمنا بتنجيع العمل والنهوض بالبلدية والخروج من ازمتها خلال عامين، حتى نهاية العام الحالي سنصل الى موازنة، الاغلبية الساحقة من معاشات ومستحقات المستخدمين دفعت، واليوم ندفع الرواتب بانتظام، الغينا كافة الحجوزات ونجحنا بجدولة كافة الديون وشهريا سندفع 2 مليون ونصف المليون الى اصحاب الديون. لا يمكن ايجاد الحلول من خلال التباكي على الاطلال، علينا ان نفكر معا حول كيفية النهوض بالاقتصاد المحلي واعادة الحركة التجارية للشارع الرئيسي، الضريبة التي تجبى من التجار هي من الاقل في البلاد، لا يمكننا منح التسهيلات او الاعفاءات لاصحاب المحلات التجارية، وساقوم بزيارات للمنطقة الصناعية للاطلاع عن كثب على وضعها ووضع برنامج مشترك لتطويرها".

 
وقال رجال الاعمال محمد جبارين:" البلدية لم تقدم اي خدمات تذكر للتجار ورجال الاعمال في المنطقة الصناعية، التي تعاني من اهمال منذ سنوات طويلة وتحولت الى مجرد انقاض هجرها الكثير من اصحاب الورش ورجال الاعمال، حيث اغلقت الكثير من المحلات بسبب انعدام ابسط الظروف او حتى شبكة طرقات ومجاري وصرف صحي ولا يتم جمع النفايات، اي ان البلدية لم تقدم لنا اي خدمات تذكر، بل كانت وما زالت تطالبنا بدفع الضرائب وتفرض الحجوزات على كل من يتاخر بتسديد ديونه، سئمنا الوعودات وحان الوقت للاستثمار بالمنطقة". وقال فواز عنابوسي:" شخصيا اغلقت محلي لبيع قطع الغيار منذ 6 سنوات وابلغت البلدية بذلك، وعلى الرغم من ذلك تطالبني بدفع ضرائب الارنونا بقيمة 300 الف شيكل، البلدية تجبي رسوم باهظة من اثمان ضرائب ولا تقدم للتجار اي خدمة باستثناء فرض الحجوزات على كل تاجر يتأخر بدفع الضريبة، اي تعميق ازمة التجار بدلا من مساعدتهم، على البلدية اجراء فحص ذاتي في تعاملها مع التجار وقضية المنطقة الصناعية التي هجرت واصبحت خرابة. عشرات الورش اغلقت ابوابها والعشرات فقدوا مصدر رزقهم.