الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 07:02

هل الشيطان هو سبب لعنتنا أم أذنابه؟!/ بقلم: سيف سليم

كل العرب
نُشر: 19/01/13 15:08,  حُتلن: 15:15

صوت ضجيج قادم من خارج الغرفة يبعثر نومي ماذا هنالك؟ أبي يتشاجر مع أمي ويلعن طول أولادها لأنها خلفتهم، لماذا يا أبي؟ لأن أولاد أمك يحبون أن يفطروا زعتر وليس لديهم زيت! اللعنة! بينما جارنا المطرب صاحب الصوت الملائكي يغني لطفله نام يا حبيبي نام لينام والصوت كان قد اخترق الجدران!

عدت لغرفتي أجهز نفسي للخروج للعمل، أمي أين المكواة أريد كيَّ ملابسي؟ عطلانة يا حبيبي أجتها صعقة من الكهرباء! سحقاً! ماشي يمّا بلبس القميص الثاني، في الطريق إلى العمل مررت بجارنا ساكب فقلت له السلام عليكم صباح الخير ساكب، ساكب كيف حالك؟ يبدو أنه فقد السمع، طيب ساكب يا غبي؟ رد ساكب وهو يسكب الغضب من دماغه ليجيب أنت الغبي يا ابن الغبي! هه هكذا إذاً يا ساكب!

يا صباح الفلافل! ذهبت لأفطر في المطعم القريب من بيتنا، كان أبو خميس صاحب المطعم يمازح أبو جمعة فانقلب المطعم سبت وانهالوا بالمسبات على بعضهم! لا حول ولا قوة إلا بالله! ذهبت إلى الموقف لأجد سيارة توصلني إلى العمل، بعد فترة جاء أحدهم وركبت معه، كان محملا براكبين وينقصه واحد غيري.

في السيارة كان السائق يستمع للراديو وكان هناك برنامج صباحي يحكون فيه عن أوضاع البلد، كان الراكبين الاثنين تداخلا مع السائق احدهم أيدَّ ما قيل بالبرنامج وقال جميل، أما الآخر استغرب مستهجنا سحقا كل هل هذا يحدث في البلد؟ رد عليه السائق وشو المشكلة؟ أجابه الراكب أنك تقودني بفلوس وأنا ما بوفرلك حق البنزين بفلوسي! اشتركت معهم متسائلا بسذاجة هو الإنسان بينقاد بفلوس؟ ضحك السائق ساخرا وقال لا يباع بدنانير!

في الطريق كان السائق قد تشاجر مع أحد زملائه كي يحصل على راكب! وصلت العمل أخيراً بعدما تنفس الصعداء من بين جحيم الطريق المزدحمة بالسيارات الشاحبة بوجوه بعضها والتي لا تكف عن التزمير والسباق للوصول، كان الكل على عجالة من أمره.

مرحبا أستاذ خالد كيف صباحك؟ بملء انفه المحلق في سقف الغرفة قال بخير! مازحته بخير ولا منيح؟ أجاب زفت! هه جيد! زميلي صبح: يسعد صباحك كيف أحوالك؟ مش بخير يا سيف! الله يهدي بالك يا زميل أجبته مختصراً تفاصيل الوجع! لأن الصباح كان قد طفح وجعاً!

خرجت من العمل وجدت المدينة تشتعل فيها اللعنة! الشوارع غاضبة الكل يرميها بلعناته، كان الجميع يصطف ليتلقى لعنته، الكل يتعارك مع شيطانه لأن اللعنة لم تحل عليه بعد! الطرقات صارت ساحة معركة، محطات الراديو والتلفزة والصحف زادت صراخاً وعلا صوتها، لماذا؟ لأن للعنة جنود ينقلون أخبارها!

لماذا يسرقوا منا الفرح ويخدعوننا بروائحه يتساءل أحدهم؟ لماذا يغيبونا عن الضوء ويسكنونا في الركن الآخر منه؟ من أخمد الفرح بدواخل الناس؟ من سلب السعادة من قلوب أبناء المدينة؟ مالي أرى المدينة مظلمة؟ من أحلَّ اللعنة على المدينة هل هو الشيطان أم أذنابه؟! إن للشيطان جنود هناك المساكين منهم ضحاياه، وهناك المكرة الأشيطن منه!
 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة