الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 15:02

الشاعر سامي ادريس في ميزان النقد /بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 13/01/13 11:12,  حُتلن: 14:54

سامي ادريس من شعراء الجيل الثالث الفلسطيني في هذا الوطن الجريح. ولج عالم الشعر والادب منذ اكثر من 3عقود ونيف ، ونشر نصوصه الشعرية في الصحف والمجلات الادبية والثقافية ثم توقف عن عن الكتابة والنشر ، لكنه عاد بعد سنوات ليطل علينا بقصائده ، مطوراً رؤيته وادواته الفنية وتعابيره الشعرية ، شكلاً ومضموناً ، ومستفيداً من تجارب غيره من الشعراء والمبدعين العرب والفلسطينيين.

القصيدة لدى سامي ادريس هي خلاصة رؤيوية عامة لمواقف وتجارب تفصيلية عديدة يعانيها ويتخطاها ليعاود سكبها وصبها من جديد في قالب فني يجسد معاناته الوجودية والانسانية بألوان وأجناس من الخلق والإبداع ، ويترجم تلك الإنعكاسات الحميمة الى صور وحكايات. وما يميز هذه القصائد هو انسانيتها، وصدقها، وبساطة رؤياها، وعفوية تعابيرها، وغنى موسيقاها، ووفرة احساسها وصفاءها.

واللغة الشعرية عنده هي لغة رمز وايحاء تعبر بالصور والأشكال عن محتواها من الرؤى والمشاعر والأفكار والمعاني. وألفاظه على العموم تنبض بالحياة ، وأسلوبه قائم على سبك الكلام بفقرات قصيرة، متلائمة الفواصل ، متعادلة ككفتي الميزان. وتستوقففنا صورة الشعرية الحية والمبتكرة، وعاطفته العنيفة، وايقاعه السهل، وخياله البعيد. وهو لا يستعيد الخواطر والعواطف، بل يكتب بمداد شاعر مغموس بالتجربة المرة والإختبار الشخصي ، ومولع بالفكر والأدب المنبثق من صميم البيئة والحياة الواقعية، حياة الشعب المتألم ، المحروم ، المعذب والجائع ، وما تعج به من هموم واشواق .

وفي قصائده الأخيرة يتناول سامي ادريس قضايا الانسان، في مصيره ، في حضوره وغيابه، في بؤسه وقهره، في حرمانه وجوعه وفرحه، في غربته بوطنه، وسيادته وحريته ، وانتصاره في الحب والسلام. وهذه القصائد ذات طابع فكري عميق ، وتعبر عن موقفه من الوجود والحياة ، واهتمامه بالبيئة الشعبية والإجتماعية النابضة والعامرة بالناس، وبالحب الإنساني الدافئ من خلال رؤية واقعية واضحة. اخيرا، في شعر سامي ادريس مادة خامة على مستوى رفيع من توتر الاحساس ، ورهافة الشعور، وقابلية التوهج يجعله يحتل موقعاً ومكانة بين شعرائنا ومبدعينا في هذا الوطن الغالي والمقدس .

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة