الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 15 / مايو 17:02

الحاجة الى صحوة فلسطينية /بقلم:رندة حيدر

كل العرب
نُشر: 13/01/13 02:14,  حُتلن: 10:51

ابرز ما جاء في المقال:

تريد إسرائيل أن يبقى الفلسطينيون منقسمين ومشرذمين، ومن اجل هذا الغرض كل الوسائل مشروعة لذلك

أي تقدم يمكن ان يحرزه القادة الفلسطينيون في المصالحة يشكل ضربة لكل الخطط الإسرائيلية للاستفادة أطول وقت ممكن من استمرار الخلاف والصراع

الاضرار التي لحقت بالفلسطينيين نتيجة الانقسام لا تقل أهمية وتأثيراً عن الأضرار التي لحقت بهم نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية ومواصلة سياسة الاستيطان اليهودية

تتابع الحكومة الإسرائيلية بكثير من الريبة والشك المساعي المصرية لتحقيق المصالحة التي طال انتظارها بين السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن وقادة حركة "حماس". ومن نافل القول ان أي تقدم يمكن ان يحرزه القادة الفلسطينيون في هذا المجال يشكل ضربة لكل الخطط الإسرائيلية للاستفادة أطول وقت ممكن من استمرار الخلاف والصراع على زعامة الشعب الفلسطيني بين القيادة التاريخية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقادة "حماس"، والذي قسم الفلسطينيين كيانين سياسيين: الضفة الغربية التابعة لسلطة أبو مازن، و"حماستان" كما يطلق الإسرائيليون على قطاع غزة الخاضع لسيطرة "حماس" منذ الانقلاب المسلح للحركة على السلطة عام 2007.
ولدى مقارنة الاضرار السياسية والمادية التي لحقت بالفلسطينيين وبقضيتهم منذ بدء هذا الانقسام حتى اليوم، قد نجدها لا تقل أهمية وتأثيراً عن الأضرار التي لحقت بهم نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية ومواصلة سياسة الاستيطان اليهودية في القدس الشرقية وتقطيع أوصال الضفة، والخسائر البشرية والمادية التي دفع أهل القطاع ثمنها خلال العمليتين العسكريتين اللتين شنتهما إسرائيل عليهم: عملية "الرصاص المصبوب" 2008-2009، وعملية "عمود السحاب" 2012.
ومن المفارقات العجيبة في السياسة الإسرائيلية أن وساطة مصر خلال عملية "عمود السحاب" مع "حماس" سعيا الى وقف نار طويل الامد هي مؤشر ايجابي لتوجهات النظام الجديد بزعامة "الإخوان المسلمين"، أما الدور المصري لتقريب وجهات النظر الفلسطينية والسعي الى المصالحة فهو دليل على السياسة "العدائية" لـ"الاخوان" حيال إسرائيل.
تريد إسرائيل أن يبقى الفلسطينيون منقسمين ومشرذمين، ومن اجل هذا الغرض كل الوسائل مشروعة لذلك، فهي من جهة تسعى الى اضعاف سلطة محمود عباس بكل الوسائل ولا تتورع عن استغلال تزايد قوة "حماس" لهذا الغرض. إذ لا يخفى الحكومة الإسرائيلية الى اي حد ساهمت عمليتها العسكرية الاخيرة في صعود قوة "حماس" وفي تعزيز مكانتها وسط الجمهور الفلسطيني حتى داخل الضفة الغربية، والتأثير السلبي الذي كان لذلك على سلطة أبو مازن، وهي تحاول استغلال ذلك لالحاق مزيد من الاذى بمحمود عباس وزعزعة شرعية تمثيله للشعب الفلسطيني.
منذ وصول نتنياهو إلى الحكم وهو يحاول التخلص من أبو مازن كي يستطيع أن يقول للعالم انه ليس هناك شريك فلسطيني للسلام. ولا يضيره حصول ذلك بواسطة "حماس" لأنه سيستطيع الادعاء حينئذ باستحالة الحوار مع تنظيم "ارهابي" يرفض الاعتراف بدولة اليهود، وتعود الأمور الى نقطة الصفر من جديد. فهل من صحوة فلسطينية تعيد الى الفلسطينيين وحدتهم وتخرج قضيتهم من جديد الى الضوء؟

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 
*نقلاً عن "النهار" اللبنانية

مقالات متعلقة