الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 08:02

اليرموك عامل للتقسيم وشاهد على التاريخ/ طارق بصول

كل العرب
نُشر: 08/01/13 14:47,  حُتلن: 14:28

طارق بصول في مقالته:
نهر اليرموك في العصر الحديث تحول ايضاَ الى عامل لتقسيم حدود المنطقة

نهر اليرموك شهد العديد من الاحداث التاريخية من اهم معركة اليرموك في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنة عام 636م فقد استطاع المسلمين هزم اعظم جيوش العالم آنذاك البيزنطيين بقيادة زعيمهم هرقل

منذ فتح بلاد الشام على يد المسلمين حتى سقوط الدولة العثمانية عام 1918 كانت الشام منطقة جغرافية واحدة بالرغم من بعض التنظيمات الادارية في اواخر العهد العثماني عندما قسمت الشام الى ولايات

بسم الله الذي لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون، ولا يغيره الحوادث ولا يخشى الدوائر والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادي الامين: الشرق الاوسط صاحب المناظر الطبيعية الخلابة التي تجذب اليها عيون السياح واهداف الاحتلال، فعبر التاريخ وحتى ايامنا تحولت منطقة الشرق الاوسط الى شاهد ل "تاريخ يروي وعامل لتقسيم يفرق". هذا المقال كأحد مقالات الجغرافية التاريخية-سياسية يبحث بأحد مناظر المنطقة الذي ذكر بالتاريخ بأكثر من حدث وكان بمثابة عامل لقرار سياسي فاصل وهو نهر اليرموك.

اليرموك أعظم معركة إسلامية
يقع نهر اليرموك شرق شمال بلادنا مشترك مع الحدود السورية والاردنية ينبع من بحيرة مزيريب في سوريا يجري على طول 57 كم غربا حت يصب في نهر الاردن جنوب بحيرة طبريا، نهر اليرموك شهد العديد من الاحداث التاريخية من اهم معركة اليرموك في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنة عام 636م، فقد استطاع المسلمين هزم اعظم جيوش العالم آنذاك البيزنطيين بقيادة زعيمهم هرقل الذي عين اخية ثيودوروس للوقوف امام جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، تجمع الجيشان على وادي اليرموك وانتظر المسلمين يوم فيه درجة الحرارة مرتفعة جداَ والرياح مغبرة من اجل الهجوم على جيوش هرقل، وهذا ما حصل فقد استغل خالد بن الوليد حالة الطقس والظروف الطبيعية للمكان بوجود سهل اليرموك وهزم جيش هرقل الذي هاجر سوريا قائلاَ: : عليك يا سوريا السلام ونعم البلد لهذا العدو". معركة اليرموك كانت مفتاح لفتح سائر بلاد الشام، وبهذا تحول اليرموك الى شاهد لأعظم معركة في تاريخ الاسلام التي ساهمت بنشر الدعوة الاسلامية لكل بلاد الشام، اذاَ الموقع الجغرافي للمنطقة كنهر فاصل بين الجيشين وسهل كعامل للعبور كان سبباَ لانتصار المسلمين بالمعركة.

وضع الحدود الفاصلة
نهر اليرموك في العصر الحديث تحول ايضاَ الى عامل لتقسيم حدود المنطقة، فمنذ فتح بلاد الشام على يد المسلمين حتى سقوط الدولة العثمانية عام 1918 كانت الشام منطقة جغرافية واحدة, بالرغم من بعض التنظيمات الادارية في اواخر العهد العثماني عندما قسمت الشام الى ولايات، لكن هذه التقسيمات كانت ادارية دون وضع حدود سياسية، ومع سقوط الدولة العثمانية وبداية الحكم البريطاني والفرنسي للبلاد عام 1920 وضعت الحدود السياسية وقسمت هذه المنطقة الى مناطق جغرافية منفصلة عن بعضها البعض سياسياَ، عند سيطرت فرنسا على المنطقة الشمالية للشرق الاوسط (سوريا- لبنان) وبريطانيا على بلادنا من الساحل الساحلي حتى الحدود الايرانية العراقية قررا (بريطانيا-فرنسا) وضع حد فاصل بينهما كحدود سياسية فتم وضع حد يبدأ من راس الناقورة شرقاَ حتى المطلة (خط توريع المياه) ومن هناك جنوباَ لبحيرة طبريا عبر نهر الاردن ومحمية الحولة لم يشمل الخط هضبة الجولان بسبب رفض الامير فاعور شيخ عرب بني فضل الذين استوطنوا بالهضبة بتلك الوقت ان تكون الهضبة ضمن حدود الحكم البريطاني، لهذا استغل البريطانيون والفرنسيون نهر اليرموك جنوب الهضبة كحد طبيعي لاستمرار مسار الحد بين الدوليتين حتى شمال موصل بشمال العراق. وبعد استقلال سورية والاردن وجلاء الاستعمار من المنطقة استمر هذا الحد ليكون فاصلاَ بين الدولتين وبعد حرب الستة ايام عام 1967 اصبح حد فاصل بين اسرائيل والاردن، "خارطة توضيحية للاستعمار البريطاني- الفرنسي لبلادنا".
وللختام: مقال اخر بمجال الجغرافية التاريخية-سياسية يبحث بتأثير موقع جغرافي بمنطقتنا على قرارات سياسية فنهر اليرموك بموقعة الجغرافي والاستراتيجي كان عاملاَ لاختياره حد فاصل في العصر الحديث. هنالك العديد من المناطق الجغرافية ببلادنا التي كانت بمثابة عامل ذات اهمية لقرارات سياسية مختلفة- سائلين الله عز وجل ان نستطيع القيام بالأبحاث ونشرها لقرائنا الكرام، والحمد لله الذي يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الامطار.

مقالات متعلقة