الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 09:02

ليدي- أسئلة حول الأمومة والأطفال والتعامل مع الزوج تجيب عنها إلهام دويري تابري

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 01/01/13 12:38,  حُتلن: 16:35

إلهام دويري تابري:

التدريب يبدأ من جيل الولادة
 
دورك كأم هو ليس بتغيير طبيعة طفلتك وإنما بتدريبها على اكتساب وسائل تعامل واتصال مناسبة لمرحلتها العمرية

من المهم فحص أسباب عدم نطقها حتى الآن وذلك للاطمئنان على سلامتها الخاصة بالنطق والسمع المهم أن تتأكدي من عدم وجود أسباب عضوية جدية 

 اللغة هي أداة تواصل ممتعة وأيضًا هي حاجة داومي على فعالية تصويب الإصبع بالإشارة لحاجات موجودة أمامها وذكر اسمها لها بأسلوب لعبي وممتع

طفلتك تحتاج لكثير من تنفيس حركي وفعاليات رياضية مسلية وممتعة لجيلها نعم للخروج معها إلى أي مكان يسمح لها بالتحرك والقيام بنشاطاتها المتنوعة

خاص بمجلة ليدي كل العرب - تجيب الكاتبة والاخصائية التربوية إلهام دويري تابري عن أسئلة وتوجهات الامهات، حيث تقدم المساعدة والإستشارة التربوية اللازمة لك ولطفلك..

إلهام دويري تابري تعرض موضوع ثقة الابن الأكبر عند مجيء مولود جديد الى العائلة
إلهام دويري تابري

 كيف يمكنني التأثير على انفعالات زوجي السلبية لحمايتنا جميعًا؟
سؤال:
لدي طفلة تبلغ من العمر سنة وسبعة أشهر. لم تنطق بعد بكلمات مفهومة. هي تتواصل معنا بأصوات للتعبير عن حاجاتها. صراخها يضايق والدها بشدة لدرجة أصبح يضربها ويصرخ عليها. هو لم يكن عنيفًا. حاولت التفاهم معه وتفسير أسباب صراخها فيتقبل لفترة وجيزة ويعود لعنفه وعصبيته. تزداد عصبيته عندما يكون متعبًا أو مضغوطًا. في الآونة الاخيرة أعلمني بأن ابنتنا ستكون سببًا لفراقنا. أنا لا أريد المشاكل بيني وبين زوجي، خصوصًا لأن علاقتنا أكثر من رائعة ونحن متزوجان منذ أربع سنوات ولدينا ولد وبنت.
إن جيل ابنتي لا يسمح لي بالتحدث إليها لتدريبها. أحاول جاهدة تغيير طبعها بالحكمة والصبر. أنا لا أريد أن أدمر نفسيتها. أنا بأمس الحاجة لإرشادك. لم أعد أستطيع التفكير.

الجواب:
أتفهم الحالة الصعبة التي تمرون بها جميعكم. أنا لا أوافقك على أن جيلها لا يسمح لك بالتحدث إليها وتدريبها. التدريب يبدأ من جيل الولادة. دورك كأم هو ليس بتغيير طبيعة طفلتك، وإنما بتدريبها على اكتساب وسائل تعامل واتصال مناسبة لمرحلتها العمرية. أحترم توجهك لطلب المساعدة وأقدر احترامك علاقتك الزوجية وتصميمك على تمكينها.

هل تشخيص حالة طفلتك الصحية ضروري؟
بالطبع نعم. من المهم فحص أسباب عدم نطقها حتى الآن، وذلك للاطمئنان على سلامتها الخاصة بالنطق والسمع. المهم أن تتأكدي من عدم وجود أسباب عضوية جدية تعيق نطقها. بعد الاطمئنان على سلامة صحتها يمكنك مساعدتها على التدرب على نطق مجموعة مفردات، تلزمها عند كل دافع يجعلها تصرخ. من الخطأ الظن بأن جيلها لا يسمح لك بالتحدث إليها وتدريبها. على العكس فهي بأشد الحاجة للتحدث إليها. بجيلها ينطق الطفل بما يعادل ال 120 كلمة. هذا رصيد مناسب لحاجاتها بالتواصل. اعتادت طفلتك الصراخ كوسيلة لكي تلبي لها ما ترغب أو تحتاج. فأصبح الصراخ هو لغتها الاعتيادية اليومية- هذا إن كانت لا تعاني من حالة تحتاج لعلاج.

كيف يمكنك مساعدة طفلتك على تدريبها على النطق؟
توصيف ما تفعلينه خلال النهار بالتحدث عنه معها مثل، تحضير الحفاظات، تجهيز طبخة اليوم، طي الغسيل... التوصيف يساعدها على الاستماع للغة يومية طبيعية. عليك أيضًا التنبه والتيقظ أثناء تحركها وذلك لاستباقها بالتواصل اللغوي وقبل مباشرتها بالصراخ. يلزمك الاقتراب منها والتوجه إليها قائلة بلطف وابتسام: ( أنت تحتاجين ل... آه أنت تطلبين المساعدة ب... أردت أن تقولي:...، هل تودين عمل...) عبارات قصيرة ومتكررة لتدريبها على استخدامها. أي بترجمة ما تريده بالكلام وليس بالصراخ. التقاء العينين عند التحدث معها يساعدها على سرعة التواصل. كلما حاولت طفلتك النطق بجزء من مفردة عليك تكرارها كاملة وتشجيعها لتدريبها على صحة نطقها. لتدريبها على التواصل اللغوي بدل الصراخ يلزم التأكيد لها بالقول: " أنا أفهم على فلانة بالحكي. فلانة تطلب مني بالحكي...". من المهم أيضًا تشجيعها كلما حاولت الطلب بالحكي، ولو كان بمفردة واحدة ناقصة في بداية تدريبها للتواصل اللغوي. التواصل اللغوي هو اكتساب تربوي. دورك امتداحها بعد كل محاولة لغوية لاستبدال عادة الصراخ.
للانتقال من تواصلها بالصراخ إلى التواصل باللغة يحتاج لتعويد مدة أقصاها شهر تقريبًا.

هل التواصل اللغوي ممتع؟
بالطبع نعم. اللغة هي أداة تواصل ممتعة وأيضًا هي حاجة. داومي على فعالية تصويب الإصبع بالإشارة لحاجات موجودة أمامها، وذكر اسمها لها بأسلوب لعبي وممتع. يمكنك استخدام أنواع ألعاب مسلية، بسيطة ومناسبة لجيلها مثل، تغطية حاجة وكشفها المفاجئ بنطق اسمها مع إصدار صوت خاص يدفعها للتركيز والتمتع. تنغيم أسماء أشياء أمام عينيها بأصوات موسيقية لطيفة ومسلية مثل، كباي، شوكة، صورة، مصاصة...
سرد القصص المناسبة يساعد على اكتساب اللغة. الأغاني الترقيصية في نهاية كل قصة لها دور بالتمكين اللغوي.

كيف توفقين بين علاقتك الزوجية وسلامة طفلتك؟
أما بخصوص زوجك – لا أدري ما هي مهنته - ولكنك توضحين أسباب عصبيته. فلا للعصبية المقابلة أو شن معارك معه. علاقتكما المقدسة هي ليست مبنية على حرب أو غالب ومغلوب. من المهم التوفيق بين حاجات طفلتك العاطفية، الجسمانية والفكرية مع حاجة زوجك الجسمانية المرحلية وأيضًا العاطفية.
بعد عودته من عمله متعبًا يمكنك أخذ طفلتك والخروج بها لنزهة ببستان قريب، لبرنامج مع أطفال بجيلها، زيارة صديقة لديها أطفال بجيلها أو الجلوس بمكان بعيد عنه والقيام بفعاليات ترغب بها...من المهم تنويع الفعاليات، لأن الطفل في تلك المرحلة العمرية صبره قصير. فعالية الابتعاد بعد يوم عمل تساعده على الاسترخاء ببيته لساعة وأكثر.

هل من فعاليات تنفيسية؟
طفلتك تحتاج لكثير من تنفيس حركي وفعاليات رياضية مسلية وممتعة لجيلها. نعم للخروج معها إلى أي مكان يسمح لها بالتحرك والقيام بنشاطاتها المتنوعة. في شرفة واسعة، بستان قريب، ساحة آمنة أو أي مكان في الطبيعة المفتوحة والجميلة. اللعب بالطابة نشاط يحبه جميع الأطفال. العجلة، السحسلية، صعودها على السلم والأرجوحة...  يمكنك ترديد بعض أغان ترقيصية أو قصصية أثناء فعالياتها الحركية لدفعها مشاركتك التكرار والنطق المنغم المسلي.

مقالات متعلقة